هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

 في يوم الجمعة الحادي عشر من ديسمبر 2020، اصطفت عدة حافلات في كمبالا لنقل المحتفلين. مع وجود أدوات قياس الحرارة ، تم فحص رواد الحفلة واحدًا تلو الآخر مع الحفاظ على مسافة تباعد تماشياً مع إرشادات وزارة الصحة بشأن كوفيد19.  كانت هذه بداية الرحلة إلى أكبر حفل ثقافي لعام 2020، الشواء والألحان.

المصدر: كمبالا سن

نظمت سوانغز أفينيو هذا الاحتفال على الرغم من الوباء الذي أدى إلى إلغاء جميع المناسبات الأخرى التي اعتاد الأوغنديون الاستمتاع بها كل عام، إلا أن الاحتفال تغلب على كل الصعاب. شعر الكثير من الناس بالاختناق بعد أن بقوا في عزلة لأكثر من 6 أشهر ورأوا في ذلك فرصة للتنفس والتواصل مع أصدقائهم. سمحت السلطات بالحدث لأنه أقيم في البرية (الحديقة الوطنية) التي كانت واسعة وفي الهواء الطلق ، مما يسهل المسافة الاجتماعية بين الزوار.

 يحتوي حفل موسيقى الريغي دائمًا على الشعر وعروض أخرى تجمع الناس من جميع مناحي الحياة.

المصدر:  Nile post

على مدى السنوات الخمس الماضية أو نحو ذلك، استمتع الأوغنديون بمهرجان “الشواء والألحان” مرتين على الأقل كل عام في كمبالا. التجربة لا مثيل لها، حيث يُسمح للمحتفلين بحمل اللحوم والشوايات للتنزه وتجربة الشواء في الهواء الطلق . يُسمح أيضًا للمحتفلين بإحضار المشروبات الكحولية على عكس العديد من المهرجانات الأخرى.

 المصدر: فيسبوك

 أما بالنسبة لعام 2020، كان عشاق الحفلات يتمتعون بتجربة أفضل حيث تم تنظيم الحفلة في حديقة  شلالات مورشيسون الوطنية ، و تعد واحدة من أجمل الحدائق في أوغندا. بهذا حصل المحتفلون على أفضل عطلة نهاية أسبوع من الحفلات في البرية مع مناظر الشلالات والمخلوقات الجميلة الأخرى على مدى قريب.

  المصدر: فيسبوك - الأفيال في حديقة شلالات مورشيسون الوطنية كما شوهدت خلال الاحتفال

الاحتفال

كان إحساس الترقب على متن الحافلة مثل شيء تراكم منذ الإعلان عن الإغلاق الكامل بسبب فيروس كورونا في مارس 2020،  وقد شعر الكثيرون خلال تلك الفترة كأنهم محبوسون في أقفاص، وقد حان الوقت للتخفيف. جهز المنظمون وسائل نقل مشتركة لمساعدة الحاضرين على السفر بأمان دون القلق من الضياع في الحديقة الكبيرة.

 المصدر: فيسبوك

 في يوم الجمعة الحادي عشر من ديسمبر2020، وصلنا إلى حديقة مورشيسون حيث ستكون واحدة من أجمل عطلات نهاية الأسبوع. كان هناك دفتر تسجيل يهدف إلى تسجيل تفاصيل كل الحضور والاحتفاظ بها بحيث يمكن تتبعها بسهولة في حالة إصابة أحدهم لاحقًا بفيروس كورونا. كما طُلب ايضا من الحضورالالتزام بارتداء الأقنعة في جميع الأوقات لتجنب إنتشار الفيروس القاتل.

المصدر: فيسبوك-تسجيل الحضور في اليوم الأول قبل الوصول إلى المكان. 

 إستمتع المحتفلون بأمسية باردة و انشغلوا بالاستقرار ونصب خيامهم. التقينا لاحقًا بالقرب من المدفأة للإستماع إلى القصص التي يرويها بعض الشعراء بالإضافة إلى بعض الموسيقى الرائعة لسبايدا أم سي  وبافوبوكا  التى إستمتعنا بها طوال الليل. لم يتذكر الكثيرون النوم حتى السادسة صباحًا عندما بدأ الجميع تحديد مكان خيمهم والدخول في سبات عميق.

كان اليوم الثاني (السبت 12 ديسمبر 2020) يوم الحفل الرئيسي. من تمكن من النهوض في الصباح الباكر توجه نحو العربات للذهاب في جولة، حيث كان بالإمكان رصد العديد من الحيوانات وخاصة الأسود قبل بداية اليوم. لذلك كان هذا أمرًا لابد منه بالنسبة لأولئك الذين وضعوا خططًا لجولة بالسيارة من أجل التمتع برؤية الحياة البرية في الحديقة الوطنية.

 المصدر: فيسبوك

كان هنالك عروض لفنانين تحت رعاية سوانغز أفينيو مثل المطربة ويني نواجي و أزاوي، نجمة اغنية “كوينامينو” وانضم اليهم لي وايونكا نجم أغنية “سينا ماكوسا” و الفنان الاسطوري مادوكس سيماتيمبا . استمتع المحتفلون بأمسية شواء وهم يرقصون على أنغام الموسيقى الجميلة. لقد كانت تجربة لا مثيل لها ووعد المنظمون بتكرارها مرة أخرى.

المصدر: ذا إنسايدر

في اليوم الأخير من الاحتفال (الأحد 13 ديسمبر 2020)، كانت هناك حفلة خاصة و الكل يرتدون ملابس بيضاء بالكامل و يستمتعون بوجبة لذيذة قبل العودة إلى كمبالا. كما أتيحت لهم فرصة التنزه في الطبيعة و الإستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة ليكون لدى الكثير منهم دائمًا قصة يروونها عن الحدث الذي أقيم في الحديقة الوطنية.

على عكس مهرجان “الشواء والألحان”، للأسف لم تقم مهرجانات كبيرة في 2020 كمهرجان نييجي نييجي نسبة للوباء، وهو أكبر حدث ترفيهي سنوي في أوغندا و يجذب المحتفلين من جميع أنحاء المنطقة. وقد تحول خلال العامين الماضيين أو نحو ذلك إلى مركز تجاري للأشخاص الذين يجلبون بضائعهم مثل الملابس وقطع الفن للبيع ، كما قدم ورش للفنانين.

المصدر:  تشان8

ومع ذلك ، في ديسمبر 2020 ، قاموا فقط بحدث افتراضي تم بثه على التلفاز. كانت هذه خسارة للمحتفلين الذين تعودوا أن يستمتعوا دائمًا بثلاثة أيام من المرح على ضفاف نهر النيل في جينجا. لا يزال من غير الواضح هذا العام إذا كانت كل هذه الاحتفالات ستحدث دون تدخل، لأنها ستكون فرصة للفنانين الأوغنديين للعودة إلى العمل بعد أكثر من سنة من المعاناة بسبب الجائحة.


سارة بريومومايشو

سارة صحفية أوغندية و تسجيل صوت و مديرة إعلام اجتماعي، كما تعد من المدونات المؤثرات. عملت سارة مع 4 محطات إذاعية رئيسية كمحررة و مذيعة أخبار إنجليزية لمدة 8 سنوات. وهي حالياً مراسلة ومحررة أخبار في هوت شوت للإعلام والإنتاج في كمبالا. هي حاليا أيضا المدير الإداري لأندريا في أوغندا.