منظر من الأعلى لخور ميدا. المصدر: www.safarinow.comsti
بين سبتمبر وأبريل من كل عام، تحلق آلاف الطيور في السماء عابرة البلدان والقارات قبل أن تهبط في خور ميدا وهو مدخل مدّي يمتد من المحيط الهندي على طول الساحل الكيني. يقوم أكثر من 70 نوعًا من الطيور المائية برحلات طويلة من مواقع تكاثرها الصيفي في أوروبا وأوراسيا بحثًا عن مناطق الشتاء في ميدا.
يعد الخور المحاط بغابات المنغروف وأشجار النخيل المصطفة جنة للطيور المهاجرة التي تأتي بحثًا عن الطعام والهروب من البرد الذي لا يطاق في البلدان الشمالية. تعتمد الطيور المهاجرة على الخور الذي يوفر موطنًا مؤقتًا مثاليًا للعيش والتغذية.
غروب الشمس الجميل في خور ميدا. المصدر: كاهندي شارو
يحتوي الخور البالغ مساحته 32 كيلومترًا مربعًا في واتامو، مقاطعة كيليفي، على غابات المنغروف المهمة مع تنوع كبير من القشريات وأنواع الأسماك التي توفر الغذاء للطيور. البيئات المتنوعة من الطين والمسطحات الرملية والمياه الضحلة المفتوحة داخل الامتداد المالح للخور غنية بالتنوع البيولوجي للحفاظ على الطيور والحياة البحرية. يقول كيبوانا علي باكاري، وهو ناشط محلي في مجال حماية الطيور: "الطين مثل الشوكولاتة للطيور، وهناك أماكن أخرى في جميع أنحاء إفريقيا يمكن للطيور استخدامها كمناطق شتوية لكن خور ميدا استثناء بسبب الطعام المتاح بسهولة".
أنواع الطيور المهاجرة الشائعة في خور ميدا
تشمل بعض أنواع الطيور المهاجرة التي يمكن رؤيتها بسهولة في خور ميدا: صياد السمك المنغروف، القلاع الصخري المرقط، العقاب، التيريك ساندبيبر، طائر الخرشنة سوندرز، أبو الحناء الأوروبي، السنونو، روارية والدقنوش.
وروار كأرميني جنوبي. المصدر: كاهيندي شارو
يعد خور ميدا أيضًا منطقة تغذية مهمة لطيور النُّحَام الأكبر والبلشون ثنائي الشكل والخرشنة البنغالية. يعتبر وجود الطيور المهاجرة مؤشر على حالة مواقع الهجرة، حيث تبقى الطيور في الأماكن التي يوجد فيها طعام وفير مع الحد الأدنى من الضوضاء.
طيور النحام الأكبر تتجول على ساحل المحيط الهندي. المصدر: كاهيندي شارو
وفقًا لكيبوانا، تفيد الطيور المهاجرة أيضًا النظام البيئي من خلال مكافحة الآفات وتلقيح النباتات ومصادر غذاء للحياة البرية الأخرى وهي مصدر فخر للمجتمعات المحلية. للطيور أيضًا قيمة ترفيهية، يضيفون جمالًا إلى البيئة ويجلبون المزيد من السياح. كل عام ينجذب العديد من السياح إلى واتامو لزيارة الشواطئ النقية وغابات أرابوكو سوكوكي الساحلية.
هدوء غابات المنغروف التي تحيط بخور ميدا وحياة الطيور المزدهرة هي أيضًا عامل جذب للسياح. يعلق كيبوانا أن طائرًا واحدًا وهو الحنكور هو عامل جذب رئيسي لكثير من السياح. ويؤكد أن "طائر الشاطئ اللافت للنظر ذو الريش الأبيض والأسود ومنقاره المستقيم الفريد يجذب العديد من السياح الى هنا".
كيبوانا علي يشرح كيف تفيد الطيور المهاجرة النظام البيئي. المصدر: إيفلين ماكينا
يتغذى الطائر الذي يهاجر من عمان ويعشش في الصومال على السلطعونات المتوفرة بسهولة في الخور.
بصرف النظر عن الطيور المهاجرة المائية، هناك طيور برية تهاجر عبر غابة أرابوكو سوكوكي المجاورة. أنواع الطيور الأخرى مثل أبو منجل الكاتب، ولقالق النحل الأصفر والزقزاق ثلاثي الطوق تعيش وتتكاثر في الخور. تم التعرف على خور ميدا كمنطقة مهمة للطيور وتشكل مع غابة أرابوكو سوكوكي محمية المحيط الحيوي التابعة لليونسكو.
تهديدات على الطيور المهاجرة
مع احتفال العالم باليوم العالمي للطيور المهاجرة في الثامن من أكتوبر، يحذر العديد من الخبراء من أن أنواع الطيور المهاجرة في انخفاض حاد. وفقًا للقائمة الحمراء للإتحاد الدولي لحماية الطبيعة، فإن نوعًا من كل 8 أنواع من الطيور مهدد بما في ذلك بعض أنواع الطيور المهاجرة التي تشمل حمامة السلحفاة الأوروبية وطائر البفن الأطلسي.
من بين التهديدات التي تواجه الطيور المهاجرة والتي تساهم بشكل كبير في تدهورها هو تدمير الإنسان لموائلها. يعلق كاهيندي شارو كاتانا، وهو دليل محلي للطيور، أن التهديدات تشمل التعدي البشري على موائل الحياة البرية وإزالة الغابات وآثار تغير المناخ والأنواع الغازية.
على سبيل المثال، على طول المحيط الهندي هناك عدد متزايد من غربان المنزل الهندي وهي من الأنواع الغازية التي أدت إلى انخفاض في بعض أنواع الطيور المحلية الأصغر. يقول كاهيندي أن: "الطائر زبال ويتغذى حرفياً على أي شيء بما في ذلك بيض أنواع الطيور الأخرى مما يهدد بقائهم على قيد الحياة".
دليل الطيور كاهيندي شارو يشرح الأخطار التي تواجه بعض أنواع الطيور. المصدر: إيفلين ماكينا
الغربان ليست من السكان الأصليين في شرق إفريقيا، ولكن تم إدخالها من قبل العلماء منذ قرن مضى للسيطرة على القمامة. الآن، انفجرت أعدادهم مما يهدد بقاء أنواع الطيور الأخرى.
خاتمة
كما يهدد تدمير الموائل الرئيسية تعداد الطيور المهاجرة. بسبب سنوات من التعدي البشري تعد غابة أرابوكو سوكوكي حاليًا أكبر جزء متبقي من غابة شرق إفريقيا الساحلية التي تمتد من موزمبيق إلى الصومال. لا تزال العديد من الطيور البرية المهاجرة تعتمد على امتداد الغابة كطريق للهجرة أثناء توجهها إلى خور ميدا بحثًا عن الطعام.
على الرغم من أن إزالة الغابات حول الخور كانت في الماضي تهدد أيضًا مجموعات الطيور فقد بذل المجتمع في السنوات الماضية جهودًا لإستعادة غابات المنغروف المهمة التي تجذب المزيد من الطيور.
أهداف أيشي للتنوع البيولوجي 2011-2020 المعتمدة اعتمدت في الإجتماع العاشر لمؤتمر الأطراف (COP10) لإتفاقية التنوع البيولوجي إلى معالجة الأسباب الكامنة وراء فقدان التنوع البيولوجي العالمي لتقليل الضغط على التنوع البيولوجي وتعزيز الإستدامة.
في كينيا والصومال، يعمل برنامج مشترك لإدارة التنوع البيولوجي من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية مع المجتمعات والحكومات في البلدين للحد من إزالة الغابات وإنشاء قواعد بيانات للتنوع البيولوجي. المبادرة الممولة بقيمة 15.6 مليون دولار من قبل الإتحاد الأوروبي بقصد جعل بيانات التنوع البيولوجي التي تحتفظ بها المؤسسات داخل هذه البلدان في متناول الباحثين وصناع القرار.