مع استمرار انتشار جائحة كورونا في السودان، كان إقناع هامش أكبر من السكان باتخاذ الإحتياطات من خلال مراعاة معايير الإجراءات المحددة وأخذ جرعات التطعيم مهمة شاقة.
وفقاً لوزارة الصحة السودانية فقد بلغت أعداد الأشخاص الذين أخذوا اللقاح ما يقارب (68,068) فردًا في العاصمة الخرطوم، وينقسم هذا العدد إلى (20,735) ممن تلقوا أسترازينيكا و (13,281) فايزر و(33,463) جونسون و (589) سينوفارما. مما يشير إلى أنه حتى يصل اللقاح إلى معظم الجمهور المستهدف، سيكون من الصعب توزيع الجرعة الثالثة في السودان.
نسخة من بطاقة التطعيم الممنوحة للمواطنين الذين تلقوا جرعات كاملة من لقاحات الكورونا
يوصى بإستخدام الجرعات المعززة للمجموعات أو الأفراد المعرضين للخطر الذين قد لا تكفيهم مجرد أخذ جرعة واحدة من جونسون أو جرعتين من الأنواع الأخرى من اللقاحات. عندما تضعف مناعة الفرد مع الوقت أو عندما لا تصمد كما هو متوقع ضد المتحورات المختلفة، فحينئذٍ تكون هناك حاجة إلى جرعة معززة.
إدخال الجرعات المعززة:
في أكتوبر 2021، أوصت منظمة الصحة العالمية بإعطاء الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة جرعة إضافية من لقاح كورونا، بسبب ارتفاع مخاطر إصابتهم بالعدوى بعد التطعيم. قالت مجموعة الخبراء الإستشارييين الإستراتيجيين حول التطعيم أنه يجب تلقي الجرعة الإضافية "كجزء من سلسلة أولية موسعة لأن هؤلاء الأفراد أقل احتمالية للإستجابة بشكل كافي للتطعيم بعد سلسلة لقاحات أولية معيارية، وهم معرضون بشدة لخطر الإصابة بفيروس كورونا الشديد."
تتوفر الجرعات المعززة لكل شخص يبلغ من العمر 16 عامًا أو أكثر وبعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا والذين حصلوا على جرعة ثانية من اللقاح منذ 3 أشهر على الأقل.
لكن السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه هنا هو متى تبدأ المناعة في التدهور؟ الجواب هو شهرين للقاح جونسون وخمسة أشهر للقاح فايزر و موديرنا، خاصة مع وجود متحورات دلتا وأوميكرون.
استيعاب الجرعة الثالثة في السودان:
في السودان، لا تزال البلاد تعمل على تغطية الجرعتين الإجباريتين، حيث سهّلت وزارة الصحة الفيدرالية حملات التطعيم الأخيرة التي سلطت الضوء على أن البلاد تقترب من سد الفجوة. و لكن هناك اختلافات في الرأي حول الجرعة المعززة في بعض المجموعات التي تنادي بالجرعة الثالثة كدرع آخر ضد الفيروس، بينما يصر آخرون على أن جرعة واحدة أو جرعتين كافية.
إنشراح البالغة من العمر 35 عامًا، التي أصرت على عدم إظهار وجهها، تعتقد أنه لا داعي لاستخدام الجرعة المعززة.
حيث علقت إنشراح بإصرار على رأيها: "يجب ألا تكون الجرعة الثالثة ضرورية. الجرعات الأولى والثانية هي الجرعات الأولية وأكثر فعالية، حيث أنها تمنح الجسم مناعة قوية لمواجهة الفيروس، يجب أن يكون ذلك كافياً."
إنشراح من سكان الخرطوم، تعتقد أن الجرعة المعززة ليست ضرورية
ومع ذلك، تشير مها البالغة من العمر 48 عامًا إلى أن الجرعة المعززة مهمة جدًا، خاصةً لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى.
أكدت مها: "أعاني من مضاعفات في القلب وأعتقد بشدة أن الجرعة ذات أهمية كبيرة لبقائي على قيد الحياة خلال هذا الوباء. الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة مثلي يرون أن الجرعة المعززة كمضخم. أنا الآن محمية بشكل أفضل."
مها خلال مقابلتها مع أندريا في السوق العام بالخرطوم
الحقائق المتوفرة عن الجرعة الثالثة:
تشير الأبحاث من مركز السيطرة على الأمراض (CDC) إلى أن كل هذه اللقاحات يمكن أن تصمد جيدًا في مواجهة المتحورات العديدة خاصة بعد إعطاء الجرعة المعززة.
هناك حقيقة مهمة أخرى يجب ملاحظتها وهي أن الجرعة المعززة ليست نفس اللقاح المضاد للأنفلونزا. فاللقاح المضاد للأنفلونزا يحمي الشخص فقط من الإنفلونزا ولكن ليس من الكورونا، تمامًا كما أن لقاح الكورونا لا يضمن الحماية من الأنفلونزا لذلك يجب على أولئك الذين يرغبون في أقصى قدر من الحماية أن يأخذوا لقاح الأنفلونزا أيضاً.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه في حالة ما إذا قرر المرء الحصول على جرعة معززة، يمكن أن تختلف الجرعة الثالثة بأنها أسهل من الجرعتين السابقتين. على سبيل المثال إذا أخذ المرء جرعتين من فايزر ثم أخذ الجرعة الثالثة من موديرنا فلن يكون له آثار سلبية وإجمالاً الآثار الجانبية للجرعة الثالثة مماثلة لتلك التي تم اختبارها فيما يتعلق بالجرعة الأولى والثانية. كما أن أحد الانتقادات الرئيسية للجرعة الثالثة هو أن البلدان منخفضة الدخل وغيرها من البلدان التي لم تتلق بعد الجرعات الأولى والثانية الكافيتين يجب أن تُعطى الأولوية قبل أن تضغط البلدان الأغنى مواطنيها من أجل الجرعة المعززة.
المصادر:
2:https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/vaccines/booster-shot.html
3:https://www.cdc.gov/media/releases/2022/s0328-covid-19-boosters.html
4: وزارة الصحة الاتحادية.