"إنها سينما الحرية إلى حد كبير. هوليوود هي المزرعة التي هرب منها». - أبو بكر سانوجو.
"المؤرخون الرئيسيون لدور السينما المستقلة عن تجربة [تجارب] الأمريكيين من أصل أفريقي والأفارقة في الشتات" -متنوع.
صانع الأفلام هايلي جيريما في شبابه. المصدر: هايلي جيريما
"على مدى عقود، انجذب أتباع أعمال هايلي جيريما إلى طريقته الفريدة في شرح السرد السينمائي وأذهلهم موقفه المتمرد تجاه الأنظمة التقليدية لصناعة الأفلام وإنتقادها. غالباً ما تعكس محاضراته تجربة الدعوة والإستجابة التي نراها في كنائس ذوي البشرة السوداء".
-ARRAY 101.
ولد هايلي جريما في مارس للعام 1946 لأب مؤرخ وكاتب مسرحي وأم معلمة، ونشأ في بيئة معروفة بالمسرح. في عمر 21 عاماً، سافر هايلي جيريما إلى الولايات المتحدة الأمريكية - شيكاغو على وجه التحديد- لدراسة المسرح. لم يبقى في مقاعد الدراسة لفترة طويلة لأنه كان معارضاً لفكرة التمييز ضد السود؛ حيث لم يتم إعطاء السود الأدوار ذات الصلة، الأمر الذي كان مقلقاً للغاية لشخص لم يواجه العنصرية من قبل.
لذلك، وبالصدفة المطلقة، انضم هايلي جيريما إلى كلية المسرح والسينما والتلفزيون بجامعة كاليفورنيا. بعد رؤية امرأة سوداء تُطرد من المنزل في الشتاء، ألهم هايلي جيريما بفكرة إنشاء فيلم "‘BUSH MAMA ليكون فيلم أول أطروحة له في عام 1975.
بعض الأفلام التي أنتجها هايلي جيريما، Bush Mama 1979، و Ashes and Embers 1982. المصدر: IMDB
"يمزج جيريما بين الخيال السردي والوثائقي والسريالية والحداثة السياسية في قصته التي لا تتزعزع عن متلقية الرعاية الإجتماعية الحامل في (واتس) ....... في فيلم (BUSH MAMA)، وجَه جيريما نقداً لاذعاً لدولة المراقبة وقوة الشرطة غير المقيدة. يبدأ الفيلم بلقطات حقيقية لشرطة لوس أنجلوس وهي تضايق جيريما وطاقمه أثناء إطلاق النار." -UCLA: عينة الفيلم؛ أرشيف التلفزيون.
سافر هايلي جيريما الشاب إلى الولايات المتحدة في ذروة حركة تمرد السود، وسرعان ما أصبح جزءاً منها. حصل هايلي جيريما على العديد من الجوائز لأفلامه، ولكن ربما يكون فيلمه الأكثر شهرة هو فيلم "Sankofa" الذي تم إنتاجه في عام 1993. كلمة "سانكوفا" مشتقة من كلمة غانية الأصل تعني "إسترجاع الماضي والتوجه نحو المستقبل."
تحمل هذه الكلمات قوة كبيرة لهايلي جيريما وهو يواصل تقديم باقات سينمائية لمن سبقه، من الأبطال، أصحاب القصص، والمنسيين. يقول في مجلة المراجعة الأمريكية الأفريقية "من خلال صناعة الأفلام في صورنا، نؤكد إنسانيتنا؛ نحن نختم بشكل حازم الهوية الجمالية الفريدة لكياننا. يجب تدمير صور المستعمر التي تشغل أدمغتنا وتتلاعب بردود أفعالنا. إذا كانت التدمير كلمة قاسية، ستتم إزالتها. إذا كانت الإزالة لا تزال كلمة قاسية، فسيتم استبدالها. إذا كانت هذه لا تزال أيضاً كلمة قاسية، فلننضم جميعاً إلى سينما الإستغلال ونثني عليها ونقبل وجودنا النمطي، وتجريدنا من الإنسانية، ونختفي من آثار التاريخ البشري."
المخرجان هايلي جيريما وأفا دوفيرناي في حرم Array الجامعي في لوس أنجلوس. المصدر: السيب/لوس أنجلوس تايمز
يشتهر هيلي جيريما بكونه مخرج أفلام مستقل يحصل على التمويل من الدعم العام، وأحياناً كما قال بكلماته الخاصة "أنا آخذ من فم أطفالي". وهو أيضاً مشهور بتوزيعه الذاتي الذي أثر على عظماء هوليوود مثل مخرجة فيلم (Selma ) Ava DuVernay, والتي كان لها دور كبير في ترميم فيلم "سانكوفا".
"الآن، بعد مرور ما يقرب من 30 عاماً، يتم بث الترميم الأصلي لفيلم "Sankofa" على Netflix في العديد من البلدان. كما قالت النيويورك تايمز "هناك شيء شاعري في الفيلم الذي يقدم لجماهير جديدة إرث جيريما".
يعمل هايلي غيريما حالياً كأستاذ للسينما في جامعة هوارد في واشنطن العاصمة، بينما يواصل إنتاج الأفلام التي تشيد بأسلافه.
المخرج هايلي جيريما في واشنطن. المصدر: بيل أوليري/ واشنطن بوست
ومع اقتراب المقال من نهايته، أود أن أترككم مع بعض الكلمات الشجاعة والملهمة من البروفيسور هايلي جيريما.
"في حياتي الطويلة كمخرج، مهما كانت مساهمتي غير كاملة وصغيرة، كنت دائما أرفع رأسي عالياً، ولم أخجل أبداً من تقديم أي من أفلامي أمام الجمهور. كل منها، من الساعة الرملية إلى ما بعد الشتاء، تمثل مرحلة من مراحل نموي. في رحلاتي عبر الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، تشجعت على متابعة بحثي عن الحقيقة. مراراً وتكراراً، بعد عرض أفلامي، رأيت مشاعر العاطفة والتفكير يتغلبان على المشاهدين. وهذا فقط يكفي لإعادتي إلى غرفة مونتاج الفيلم. في مجتمع شديد القبلية والعزلة، تُعرض أفلامي دائماً في الشاشة بنفس الثقة الكاملة الموجودة في العمل. إنها تؤكد على أنها أفلام عادية كغيرها - لا أكثر ولا أقل."
أينما كنت، وأياً كانت حرفتك أو مهارتك التي تعمل فيها، لا تخجل أبداً من التحدث والإفتخار وعيش حقيقتك.