هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

تسببت موجة فيروس كورونا الثانية بكارثة في أوغندا، ويشعر أغلبنا حاليًا بالذعر وفقدان الأمل. إنها أوقات عصيبة ونتمنى أن نستطيع تجاوزها.

تحذير عن المحتوى: الصحة العقلية. 

أعلن في يوم 18 يونيو  2021 عن الموجة الثانية للجائحة، عندما أعلن الرئيس موسيفني عن الإغلاق الشامل لكل البلد لمدة 42 يوم. والحقيقة هي أننا علمنا بوشك حدوث هذا الأمر في كل مكان من حولنا، و من أرقام الحالات في المستشفيات التي تعطي تقديرًا عن مدى خطورة هذه الموجة التي تعرضت لها أوغندا. وكانت الاحصاءات حينما أعلن الرئيس موسيفيني الإغلاق الجزئي في 6 يونيو تبين عن عدد 388 وفاة، و 708 حالة اصابة جديدة، و 754 حالة تتلقى العلاج في المشافي. وأصبح الأمر أكثر سوءًا في 18 يونيو حيث ارتفعت أرقام الاحصاءات إلى 660 وفاة، و 1367 حالة جديدة، و 1026 حالة نشطة في العزل. وحينها أعلن موسيفني عن الإغلاق الشامل لكل المواطنين ماعدا العمال الرئيسيون، مثل الكوادر الطبية، و حظر تجوال يبدأ في السابعة مساءًا. لم يفاجئني القرار لأن الموجة الثانية كانت كارثية. 

كان التأثير الأكبر للموجة الأولى من جائحة كورونا على كبار السن، ومنع هذا الأمر الشباب من استيعاب حقيقة هذا الوباء. وتمثلت طرق استجابتنا بالطبع في خلق النكات وصنع الميمز، لكن الآن لا يساعدنا هذا من تقليل قسوة الواقع، لأن كل شاب تقريبًا يعرف شخص مصاب بالفيروس. ليس هناك شيء بخصوص هذا الوباء يمكن التعامل معه بحس الدعابة. كنت أفكر في العام الماضي أن الفيروس موجود خارج أفريقيا، ومن بعدها فكرت أنه خارج أوغندا، ومن ثم فكرت  (بأنانية) أنه إذا كان داخل أوغندا فإنه ليس في جسدي كفتاة شابة. ولكن على قدر توقعاتي فقد كنت خاطئة.

'جعلني هذا الميم انفجر بالضحك، وللمفارقة فقد كنت مصابة بفايروس كورونا وفاقدة لحاسة التذوق.' المصدر: كاتبة المقال 

ترجمة الميم: 

  • هل هي سيئة؟ 
  • لقد طَبختْ الطعام بدون ملح، وجعلني ذلك اعتقد أنني مصاب بكورونا. 

مع إعلان الرئيس للإغلاق، كنت في الأسبوع الثاني بعد تأكد اصابتي بالفيروس، ربما لم يكن الفيروس ملموسًا بالنسبة للشباب، لكن سرعان ما تغير الأمر مع الموجة الثانية من الوباء، مع نسبة خطر كبيرة للأفراد في ما بين أعمار 20 إلى 39. والمعضلة في الوقت الحالي هي كيف نستطيع الهروب من خلال النكتة، في حين استبدلت صفحات التواصل الاجتماعي المليئة بالنكات والميمز بهاشتاقات مثل "ارقد بسلام". فبشكل يومي تقريباً؛ في صفحات مواقع لتواصل الاجتماع- سواء واتساب أو تويتر- هناك أحد الناس الذي فقد شخص عزيز عليه. 

المرور على رسائل التعزية

ساعدني الشعر في التعبير عن مخاوفي لذا قمت بنشر قصيدة. المصدر: كاتبة المقال 

مؤخرًا، اعتدت الاستيقاظ على صافرات الإنذار الصاخبة والتي أصبحت تتداخل مع بعضها مع مرور الوقت. في كل مرة أرى فيها علامة قلب مكسور على حالة أحدهم في واتساب تزيد دقات قلبي لمعرفتي أن أحد الأصدقاء حزين على فراق أحد معارفه الذين توفوا بسبب فيروس كورونا. حقيقة هذا الوباء أكثر وضوحًا الآن، مما يعني أننا أكثر خوفًا ونشعر بالقلق داخلنا. 

مكالمة "ماذا سيحل بنا" أصبحت الآن طقسًا متكرراً.  المصدر: كاتبة المقال  

كنت مصابة بفيروس كورونا وتعافيت لحسن حظي. لكن هذا ليس ما يحدث مع كثير من المرضى. اتصلت علي احدى صديقاتي في منتصف الليل، وكانت قلقة حول اصابتي بالفيروس. واخبرتني أنها ليست متأكدة من مقدرة صحتها النفسية على التعامل مع التوتر، وجعلني ذلك أفكر بشأن صعوبات في صحتي العقلية. وأدناه بعض المواضيع المتواترة في دفتر يومياتي. 

كتابات في دفتر يومياتي خلال فترة تعافي من فيروس كورونا.  المصدر: كاتبة المقال 

 القلق  

حالياً، ترفع في بعض الأحيان كلمة "وباء" دقات قلبي، وعبارة "الإغلاق" نفسها تتسبب في عرق يداي وارتعاشهما. أنا مرتعبة من ألا ترجع الحياة إلى طبيعتها أبدًا. ويصيبني القلق أن يصبح العمل بطيئًا، وأخاف من أننا كبشر أو كشباب لن نقدر على التعامل مع هذا الوضع. لاحظت أنني دائماً قلقة واحرك ساقي، ومن موقعي كدارسة للصحة النفسية، فأنا أعرف أن هذه علامة للقلق. أنا متوترة وعصبية. وفالحقيقة سأكون عالقة في مكان واحد في معظم الأوقات، غير قادرة على الحركة لأنني سمعت للتو صافرة إنذار عالية بالقرب من منزلي. غالبًا ما أصرخ في شرفتي، حتى أنني متأكدة من أن جيراني على وشك تقديم شكوى بشأن إزعاجي. أحتاج إلى إجابات لهذا الوباء و لكن لا يمكنني العثور عليها. 

الحزن  

لنكون صريحين، سيصيبك الحزن في كل مرة تقرأ فيها عبارة "ارقد في سلام"، فإن الأمر في الغالب مرتبط بوباء كورونا. عادة ما نهرب عن طريق الفكاهة، لكن هناك شيء بخصوص طبيعة الموت تيقظ الحزن داخلنا. الحزن مروع، إنه في كل مكان، ربما لا نستطيع تسميته بالإكتئاب، لكن فكرة أن غالبيتنا ربما بصدد مواجهته ترعبني. وبمزاوجة هذه الجائحة مع الصعوبات الأخرى المتداخلة مع بعضها، فإن ذلك يمكن أن يؤدي بسهولة إلى حالات اكتئاب. بالفعل، أنا أشعر على الدوام بالحزن. 

أجلس برفقة خواطري يوم بعد يوم، وأشعر أنني تائهة.   المصدر: كاتبة المقال 

توصلت إلى أننا في العام 2021 وأن هنالك دروس يمككنا استعارتها للتخفيف من آثار الوباء على المستويين الجسدي والنفسي. وهنا بعض طرق التأقلم التي وجدتها مفيدة. 

الحذر  

كن حذرًا من فضلك، هناك رسائل كثيرة من حولنا تخبرنا بلبس الأقنعة، والمباعدة الجسدية، والتعقيم. يجب عليك الانتباه إلى كل إجراءات الحماية الموحدة هذه. والحقيقة هي أن الفيروس قد يصيب أي واحد منا، ومن المحتمل أن تصاب دون أن تعرف بالضبط كيف سيستجيب جهازك المناعي للأمر. 

بالإضافة إلى أن مصابي الفيروس الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة بإمكانهم محاولة تجريب العلاج في المنزل كما وصت به وزارة الصحة. فأنا عندما كنت مريضة بالفيروس، وفي قمة تلقي للعلاج، كنت كذلك أشرب الماء باستمرار، والكثير من شاي الليمون بالزنجبيل و إستخدام البخار.  

يجب أن تواكب المعلومات فهي طريقة جيدة للتأقلم. فبعد كل شيء، المعلومات قوة، فكن على دراية بـالجائحة والأعراض التي يجب البحث عنها. كن على علم بمكان تقديم العلاج، وواكب الأخبار والتحديثات من مصادر موثوقة مثل وزارة الصحة. ومع ذلك، كن يقظًا، إذا شعرت أن عقلك لا يستطيع التعامل مع جميع المعلومات من حولك، خذ قسطًا من الراحة. هناك أوقات أشاهد فيها الأخبار ويزداد قلقي وتُشل حتى حركتي الجسدية. لذا كن حذرا في مثل هذه الأوقات ولا تجهد عقلك، واسترح جيدًا. 

ربما أنام كثيرا ولكن هذا يساعدني في نسيان أن العالم ينهار.  المصدر: كاتبة المقال  

 الكتب والموسيقى والأفلام 

القراءة شيء تمنيت لو مارسته مبكرًا بما فيه الكفاية في عام 2020 عندما أُعلن عن الإغلاق الأولي. احصل على بعض الكتب واقرأها، ستجد أن الوقت الذي تقضيه في قراءة كتاب يساعدك على الهروب من القلق المُستهلك الذي يحيط بهذا الوباء. بصورة شخصية تمثل القراءة آلية تأقلم وأجد أنها تعمل، يمكنك تجريبها.

 من الجيد أنني أمتلك رفًا مليئًا بالكتب لأن القراءة تجعلني متزنة.   المصدر: كاتبة المقال 

الأفلام هي أيضًا ملاذ جيد. اطلب من صديقك إضافتك إلى حساب نتفلكس الخاص به، أو قم بإعادة مشاهدة الأفلام التي بحوزتك. قد لا نكون قادرين على الاتصال بشريًا ولكن الأفلام طريقة جيدة للهروب والشعور بالتواصل.

المشاهدة نشاط يومي جيد ، و سبونجبوب جرعة لطيفة من المرح.  المصدر: كاتبة المقال 

الموسيقى كما يقولون غذاء للروح. وسواء سئمت من فيروس كورونا أم لا، تعاني روحك من الحزن لأنك تسأل نفسك باستمرار السؤال الوجودي؛ "ما هي الحياة؟". لا يمكنني أن أعدك بأن الإجابة على هذا السؤال ستكون متاحة بسهولة من خلال الاستماع إلى الموسيقى، لكن الموسيقى ستعدل مزاجك. شخصيا، كنت أشغل أغنية  Sign of the Times لهاري ستايلز باستمرار. 

 حفلة ديسكو صامتة ومنفردة لأن المشاعر الموسيقية ضرورية للتهرب من الاكتئاب.   المصدر: كاتبة المقال 

اكتب يومياتك 

هذا أيضًا شيء كنت أتمنى أن أكون قد بدأته في وقت سابق عند ظهور جائحة كورونا لأول مرة. قد لا يكون الاحتفاظ بمفكرة شيئًا تفعله الآن، لكنه شيء قد تحتاج إلى البدء فيه. تحتاج صحتك العقلية إلى الراحة، وكما قلت فإن معظمنا يعاني. ويتيح لك استخدام مفكرة الاحتفاظ بسجل للأحداث التي وقعت. كما يسمح لك بالتعبير عن مشاعرك وإخراج المشاعر فعليًا من داخلك بدلاً من كبتها، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب والأفكار الانتحارية والانتحار في الحالات القصوى. 

شخصيًا ، هذه هي آليات المواجهة الثلاث الأولى لدي خلال الموجة الثانية من الجائحة في أوغندا. لا تتردد في العثور على ما يناسبك، ولكن تأكد من توخي الحذر ومراقبة إجراءات السلامة الموحدة في كل مكان تذهب إليه. من المعتاد بالنسبة لي كإنطوائية أن أكون في عزلة عن الآخرين، لكنني أعلم أن الأمر صعب على الأشخاص الاجتماعيين. ابحث عن طرق للبقاء مشغولًا مثل ممارسة الألعاب مع زملائك في المنزل وكن على دراية بالمحاذير المتعلقة بالجائحة. 

ألعب مع أختي لعبة أوتيو واستمتع بالضحك.  المصدر: كاتبة المقال   

ليس من الواضح معرفة متى ستنتهي جائحة كورونا وأنا أعلم في بعض الأحيان أننا نشعر وكأننا نغرق في أوجاع من حولنا، لكننا تغلبنا على هذا من قبل وسنفعله مرة أخرى. حافزنا الآن هو جميع الشباب، لقد حان الوقت للقتال ضد هذا المرض. اعتني بصحتك الجسدية والعقلية وكن حذرًا، وارتدِ الأقنعة، وابق في المنزل. عندما تشتعل الصراعات الشخصية مثل القلق والاكتئاب، اتصل بصديق واجعل نفسك مشغولًا بالقراءة أو الالتزام بجدول زمني. كن آمنا وحافظ على الأمل. 

 أحافظ على الأمل متقداً، سنتجاوز هذ الأمر.  المصدر: كاتبة المقال  

هذا المقال جزء من سلسلة حول تأثير جائحة فيروس كورونا في منطقة شرق أفريقيا بدعم من   WAN-IFRA، مبادرة الإبلاغ عن التأثير الاجتماعي. 


توسيمي توتو

توسيمي توتو كاتبة ومدونة أوغندية تحب وسائل الإعلام الاجتماعية. هي أيضاً مدربة وشاعرة مهووسة بالقراءة و تستمتع ببعض من الفن و الرقص. توسيمي حاليًا منتجة محتوى رقمي في أندريا. حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة والاتصال من جامعة ماكيريري، و على دبلوم في القانون من مركز تطوير القانون.