هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English


المصدر: ريم الجعيلي

من هي ريم الجعيلي؟ 

ريم سيف الدين الجعيلي، تخرجت من جامعة الخرطوم كلية الهندسة المعمارية عام 2018. لطالما رأت أنها ستصبح فنانة تشكيلية  ذات يوم، ورغم محاولاتها الصغيرة في سن مبكرة، تعتقد ريم أنها لم تأخذ الحرفة على محمل الجد حتى وقتٍ قريب.  

أول ظهور لها في المشهد الفني 

في عام 2016 ، شاركت ريم في مسابقة محلية نُظمت للترحيب بالمواهب الشابة . في ذلك الوقت كانت ريم لا تزال مبتدئة، حيث شاركت بلوحة واحدة فقط. ولدهشتها استقبلت تلك اللوحة بالإستحسان، مما أعطاها الدافع للعمل على موهبتها و فنها التعبيري. قالت ريم: "قضيت الكثير من الوقت في صقل مهاراتي ومحاولة العثور على أسلوبي، حيث يكافح العديد من الفنانين للعثور على أسلوبهم الخاص". بعد عام واحد، وبعد عمل مكثف في تحسين المهارات، تمكنت ريم من تقديم معرضها الأول تحت عنوان لوميس، والذي تم إختيار إسمه تيمناً بشخصيتها الخيالية المفضلة وهو الساحر الشاب الموهوب هاري بوتر. ضحكت ريم وهي تستعيد ذكرياتها: "أتذكر أنني كنت قلقة للغاية عندما نظمت معرضي الأول في عام 2017، وتحدثت إلى أصدقائي وسألتهم ماذا لو لم يأتي أحد؟ عندها سننظر إلى اللوحات بأنفسنا.” 

في ذلك الوقت، كانت ريم في سنتها الرابعة في الجامعة و غارقة في واجباتها الدراسية. ومع ذلك، وجدت أنه تحدي ليس بالصعب بين تنظيم المعرض وإيجاد الوقت لدراستها. لم تكن الفكرة الرئيسية وراء معرض ريم هي إظهار مواهبها الفنية فحسب، بل الإستمتاع بإعداد المعرض وإعطاء متنفس لبعض الأفكار الحبيسة داخلها وإخراجها على قالب الرسم بإستخدام أقلام الرصاص. في نهاية الأمر، تمكنت من تقديم أعمال فنية رائعة للجمهور. 

المصدر: ريم الجعيلي

تحسين متواصل للذات 

أظهر المعرض الأول للجمهور أن ريم الجعيلي موهوبة حقًا، لكن هذا لم يكن كافيًا بالنسبة لها حيث إستمرت في العمل على نفسها والتعلم المستمر وتحسين مهاراتها، وإضافة أدوات جديدة إلى حصيلتها من خلال التحول من أقلام الرصاص إلى الفرشاة، وتجربة الرسم الزيتي والاكريليك. من وجهة نظر ريم، فإن ممارسة الحرفة هي عملية لا تتوقف إذا رغب المرء في التحسن. سجلت ريم في دروس الرسم في مركز الخرطوم للفنون في عام 2019، وكان هدفها أن تتعلم من محترف وتستفيد من منظور آخر. 

"ستكون دائمًا واحدة من أعز الأوقات بالنسبة لي،فالفترة التي أمضيتها في مركز الخرطوم للفنون والأشياء التي تعلمتها هناك غيرت الطريقة التي أنظر بها إلى الفن وممارسته تمامًا" علقت ريم الممتنة لمعلمها في المركز - حاتم كوكو - بعد أن تعلمت منه الكثير. بعد ذلك، بدأت ريم بالتحضير لمعرضها الثاني. 

إيجاد الإلهام 

خلال سنوات الدراسة الجامعية، وعلى الرغم من الكم الهائل من المهام التي كان عليها القيام بها كانت ريم دائمًا قادرة على إيجاد الإلهام في كل شيء تراه. حيث قالت "ينظر الفنانون إلى الأشياء بشكل مختلف ويشعرون بالأشياء بشكل مختلف أو يربطون الصور معًا بشكل مختلف من أجل التوصل إلى مفهوم أو منظور جديد و عرض الإحساس بطريقة معينة". و تتابع ريم "الفن هو تعبير عن كل لوحة تراها، وكل لوحة قُمت بها تمثل شعورًا معينًا بالنسبة لي أو فكرة أردت التعبير عنها. غالبًا ما يُسأل الفنانون عن شعورهم عندما يرسمون وأعتقد أن كل فنان يمكن أن يجيب على هذا السؤال بإجابة مختلفة".

المصدر: ريم الجعيلي

تعتبر ريم الجعيلي أن الدعم مسألة مهمة، فهي ترغب في مساعدة الفنانين الناشئين و تمهيد طريقهم وهو مالم يتوفر لها خلال أيامها الأولى كموهبة جديدة. هذا هو السبب في اتخاذ القرار لإنشاء     The Muse Multi-Studios وهي منصة للهواة لتعلم وممارسة وعرض أعمالهم الفنية. جاءت الفكرة إلى ريم في 2018 بعد أن قابلت الأشخاص الذين أسسوا  Sol for Change. كان الهدف هو مساعدة الفنانين الشباب وتدريبهم وكان ذلك عندما بدأت ريم وفريق Sol for Change العمل معًا في المشاريع والمعارض والتعاون لإنتاج محتوى عالي الجودة. 

في الوقت الحالي، تعمل ريم على تحويل The Muse  من مساحة افتراضية إلى مركز فني حقيقي، بهدف تقديم دورات تدريبية للمواهب الشابة وبرامج إقامة تنتهي بعروض، من أجل بناء الثقة وزيادة الوعي وجذب إنتباه الجمهور إلى المجتمع الفني. 

المصدر: ريم الجعيلي

وُلدتُ في الذاكِرة 

شرحت ريم مفهوم معرضها الأخير بقولها "كل عمل فني ستراه في هذا المعرض له قصته الخاصة ويمثل مشاعره الخاصة ويصور فكره الخاص". قد ينظر المشاهد العادي إلى الأعمال المعروضة ويعتقد أنها جميعًا تبدو متشابهة، ولكن المشاهد المتمهل قد يلاحظ الإختلاف. قالت ريم "كل هذه الأعمال موجودة داخل مساحات، وقد اتخذت هذه الفكرة بناءً على الهندسة المعمارية وما درسته". من الواضح أن الرسومات الجذابة تمثل شيئًا ما. 

عندما سُئلت عن المدة التي استغرقتها للتوصل إلى فكرة "وُلدتُ في الذاكِرة" ، أجابت ريم قائلة: "استغرق الأمر مني كل عام 2020 للتحضير لهذا المعرض. على عكس الكثيرين، كان هذا العام جيدًا بالنسبة لي وأعتقد أنني أنجزت شيئاً جيداً". وتابعت الفنانة "ولدت في الذاكرة تعني في جوهرها أن كل ما نراه من حولنا مطبوع في أذهاننا ويتم تخزينه كذكرى جديدة، حتى في أنشطتنا اليومية العادية يمكن العثور على الفن". 

كانت فترة التجهيز للمعرض الممتدة لمدة عام مستحقة عندما شرحت عدد الأشياء التي كان عليها إنجازها من أجل إحياء هذا المعرض. تشرح لينا ريم "لم يكن الأمر سهلاً، نعم كان لدي  Sol for Change  بجانبي لمساعدتي على طول الطريق، لكن الكثير من التفاصيل كانت بحاجة للترتيب. لحسن الحظ كل شيء عبر ونحن هنا الآن". 

ثمار التجربة 

بعد خمس سنوات من عملها كفنانة ممارسة، تسعى ريم الجعيلي أن تصبح أفضل فيما تفعله، بعرض أفكارها وعواطفها على لوحة. علقت ريم على هذه الملاحظة "هناك جزء صغير منك في كل قطعة فنية تصنعها وقد فعلت ذلك بالضبط بهذه اللوحات. لقد أمضيت العام بأكمله في التحضير لهذا، لذا يمكنك تخيل الوقت الذي قضيته في صنع كل لوحة من لوحاتي". ووافق على هذا عبد الرحيم شداد من Sol for Change  الكيان الفني الذي يشرف على المعرض، فقال: "ريم هي واحدة من عدد قليل جدًا من الفنانين الذين نجحوا بشكل كبير في استدعاء الإبداع من دواخلهم وإخراجه. في كل عمل فني تراه من صنعها، ستشعر أن هذه القطعة تتحدث إليك مباشرةً، وأن كل لوحة هي ريم واقفة أمامك. أعتقد أننا ومجتمع الفن بأكمله لدينا الكثير لنتعلمه منها".هذا هو المعرض الفني الثالث لريم الجعيلي، برعاية  Sol for Change في سافانا لابز بالخرطوم.  

لمتابعة آخر أخبار أعمال ريم الجعيلي ، تابعوا صفحتها على الفيسبوك وعلى إنستجرام



توني مالك

يلقب توني، اسم العائلة مالك. كاتب مبتدئ يحب الانخراط في المناقشات .اليقظة, يكرث إنتباهه للاعمال الفنية