تكملة للحديث عن الرواية السودانية الشابة أقدم لكم الجزء الأخير من هذه السلسلة التي إبتدرت بالحديث عن الرواية السودانية بشكل عام في الجزء الأول، و في الجزء الثاني تطرقت للروائيين ذوي الأعمال المطبوعة أو الذين فازوا بجوائز. .
في هذا الجزء سأقدم بعض من كُتاب مدونات أدبية لمحبي القراءات الخفيفة أو ما يسمى بالوجبات الغير الدسمة. يوجد مجموعة هائلة من الشباب الذين تلتمس أحرفهم سلم الكتابة الأدبية، و نحن في أندريا نحاول بقدر الإمكان مساعدتهم ليصلوا لأكبر عدد من القراء و المتابعين لكي تثقل تجربتهم و يحدثوا حراك أدبي حقيقي في الساحة السودانية الثقافية.

Image Credit: www.Pinterest.com
نبدأ بمآب الأمين شابة عشرينية، و إن كان هنالك وصف دقيق لكتاباتها فعنوانه “البؤس”. هذه الكلمة قاسية على مسامع الكثيرين لكن طريقتها تضيف للبؤس بعداً خاصا به، و لك يا عزيزي القارئ أن تحكم بنفسك. يمكنكم متابعتها من خلال مدونتها الخاصة “مُعتزلي”.
يتذكر الناس دائما الكُتاب لأنهم من أسسوا عوالم مختلفة و علوم ساعدت الإنسانية بشكل كبير، لكن دائماً هنالك جندي خفي ألا و هو المترجم الذي يشكل حلقة الوصل بيننا وبين كتاب اللغات الأخرى. يمكنني أن أطلق عليهم لقب الفنانين، فالترجمة ليست علم جامد بل تتطلب من الشخص المعني بها أن يكون ذو ذائقة فنية حتى لا تضيع معه روح الكلام بالترجمة الحرفية. حقيقي أنا فخور ببروز سماح جعفر، الشابة التي تملك مدونة “حركات”. و قدمت لنا سماح كتابها الجديد “رحلتي من الإتحاد السوفيتي” الصادر عن دار خان، و من خلال مدونتها تقوم بترجمة العديد من الأشعار و القصص القصيرة الأجنبية. تحس و انت تتجول في “حركات” بحسن إختيارتها.
خالد ياسر خريج مدرسة العلوم الرياضية، ولكنه يجيد الكثير بجانب كتابة الدوال و الأوامر في لغات البرمجة، فهو بارع في كتابة الشعر النثري و المقفى الذي يأخذك بطيب خاطر نحو تقديس العلاقات البسيطة و تستحث معه تلك التفاصيل الصغيرة عن نظرة عابرة أو إبتسامة قلبت يومه رأس على عقب.
مأمون التلب، الشاعر و الصحفي في عدد من الصحف السيارة و المواقع الإلكترونية يرى أن الشعر هو حياته و يعيش لأجله و لأجل رفعته. فهو مساهم في عدد من المبادرات الشعرية و من خلال مدونته ” طِينيَا”، التي يتحدث فيها عن الشعراء و الكُتاب كما يراهم، كما يحلل بعض الروايات، و لديه مساحة أيضاً لمختاراته الخاصة.
بوادر بشير، الحائزة على جائزة إذاعة البي بي سي للقصة القصيرة للعام 2010 لديها قصص في عدد من الكتب العربية و المحلية مثل كتاب “آفاق جديدة”. لا يمكن وصف كتابات بوادر بشيء سوى أنك ستغوص بروحك و عقلك داخلها.
رزان عبد الرحمن، اليافعة التي لم تكمل الثامنة عشرة بعد ، مذهلة في كتابتها و ينتظرها مستقبل واعد في هذا المجال. إنتبهت مبكراً لهذه الموهبة فبدأت تدخل ورش لتطوير الكتابة، من ضمنها ورشة الكاتبة للعظيمة ليلى أبو العلا التي أقيمت في جامعة الأحفاد. ما زالت تتحسس خطاها في هذا المجال و ما زال رصيد مدونتها من الكتابات قليل لكنه يبشر بكاتبة صاعدة.
sophisticatedthoughtsblog.wordpress.com
الطيب عبد السلام، صحفي و إذاعي براديو البيت السوداني يقدم من خلال برنامجه “حالة سرد” الكتاب و الشعراء الشباب. يجب الإشارة إلى أن الطيب حاز على جائزة الطيب صالح عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي للعام 2010، و حاز عليها أيضا في هذا العام 2016. الطيب من الكُتاب الشباب الموعودين بمستقبل باهر، لديه مدونة متميزة بعنوان “تجديف” تجمع بين الأدب و الشعر والفكر.
أفنان صلاح، المحامية التي ترتاد المحاكم صباحاً دفاعاً عن موكليها و ترتاد مساءً عقلها لتخرج لنا بتساؤلات مشروعة تدور في رؤوسنا جميعاً. أفنان تصنع من تلك التساؤلات أشياء كبيرة تشغل البال، فهي ذات طابع مميز في الكتابة، يمكن أن نطلق على كلماتها صفة الود فأنت تحس بالألفة معها.
أمنية مساعد، وجدت نفسها فجأة في الغربة بعد سنين من العيش في جامعة الخرطوم قسم مدرسة العلوم الرياضية، فراودها الحنين لتلك الأيام فأخذت حروفها طابع الشجن.
نهاد نور، الشاعرة و الكاتبة التي تعيش في غربة بعيدة عن بلدها التي تحبها بصدق، هذه الغربة التي جعلت العديد يكتب بصدق و شجن عن الأشخاص و الناس و الأحباء. لديها أشعار باللغة الإنجليزية أيضا و كانت عضو في الملتقى الشعري Nas With Notepads. عبر مدونتها الخاصة تجدون أيضاً حسن إختيارتها لنصوص تقوم بترجمتها بنفسها.
توجد مدونة معنية بالقصص القصيرة تحاول التوثيق لعدد من الكتاب الغير معروفين، مدونة تجعلك تشعر بالفخر لوجود هذا العدد الكبير من الكتاب الذين يحدثون نقلة نوعية في المجال الأدبي.
sudaneseshortstorieswriters.blogspot.com
أخيراً، إبراهيم جعفر مكرم حاز على جائزة الطيب صالح للكتاب عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي للعام 2013. بمعاونة أصدقائه القائمين على مجلة جيل جديدتم نشر قصصه القصيرة في شكل كتاب بعنوان “ملاحم”. الكتاب صدر بشكل ورقي لكنه لم يصل السوق السوداني بعد ، توجد منه هنا.
يوجد عدد كبير من الكتاب الذين لا يملكون مدونات، يكتبون فقط من خلال صفحاتهم على الفيسبوك أو صفحات القصص القصيرة ، مثل طلال الطيب و سانديوس كودي و صديق النوارس و خالد عمر و سلمى صلاح الدين و تسنيم عصام ، كل تلك الأسماء تنتظر فرصة لتظهر على الساحة الأدبية.