هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

مقدمة

وئام شوقي أو غلامة هي شاعرة وكاتبة وسينمائية وكذلك صانعة قهوة، قمنا بزيارتها في المقهى الخاص بها "إيزيس" لنتعرف عليها بشكل أكبر. تهوى الكتابة من صغرها ولديها العديد من المواهب المختلفة التي تعمل عليها جميعاً جنباً إلى جنب لتوصلها لطموحها بأن تصبح وزيرة للبيئة في يوم من الأيام. أنشأت مؤخراً مقهى ثقافي بسبب عشقها للقهوة والقراءة.

أندريا: من هي وئام شوقي ومن هي غلامة؟

وئام شوقي: تخرجت من كلية الإعلام قسم الوسائط المتعددة بجامعة السودان. ولدت بالمملكة العربية السعودية وعدت للسودان للدراسة الجامعية.

أكتب منذ أن كنت بالصف الرابع الإبتدائي ولدي مشكلة مع اللغة العربية وبالأخص النحو منذ أن كنت بالثانوية. فأنا أعرفه تلقائياً من السياق ولكن لا أحتمل الجلوس للامتحان له، وكان "النحو" السبب في تغيير مجالي من الصحافة إلى الوسائط المتعددة .تخرجت وعملت كصحفية لثمانية أشهر في صحيفة "التغيير"، وعملت كرئيسة تحرير لمجلة إلكترونية ولكن لم تصدر لأسباب إدارية.

إسم غلامة: هناك شاعر مصري يدعى هشام الجخ، لديه قصيدة بعنوان "إـختلاف"
يقول فيها:

ولا لاقى سمره ترُجّنى و تخُضَنى و تصحى فيا الحبر يكتب على الورق… قلبى اتسرق و أنا باعترف هذه الغلامه تختلف

وعندما أتى إلى السودان لبرنامج "ريحة البن" وكنت مرافقة له ذاك الوقت، أخبرته أني أريد هذا الإسم، لأن إسم"غلامة" غير موجود ومختلف، فأخبرني بأنه ليس لديه مانع طالما يمكنني أن أكون قادرة على حمله؟ فأعطاني الإسم وأصبحت أعمل وأُعرف به.

أندريا: في كتاباتك على صفحتك “غلامة” على الفيسبوك، تظهر معاناتك مع الأرق دائماً، وتتكرر بكثرة، فهل تعتبرين الأرق ملهم لك في الكتابة كبعض الكتاب أم ماذا تعتبرينه؟

وئام شوقي: عموماً أنا لست بكائن نهاري إطلاقاً، حتى كموظفة لم أنجح في ذلك.

أستيقظ في الخامسة عصراً، وعادة لا أستطيع النوم ليلاً..كل الطقوس تبدأ في الليل عندما ينام الآخرون، حتى القهوة فمن المستحيل أن أتناولها صباحاً أو تحت الشمس إطلاقاً. و لكن الأرق يفقدك أشياء كثيرة، ففي تلك اللحظات تستشعر بأن لكل شيء معنى لوحده، وتبدأ في التفكير والإسترجاع.

أندريا: دخولك لعالم السينما صدفة أم تخطيط مسبق ؟

وئام شوقي: صدفة. كان لي صديق مقرب وقصة قصيرة إسمها “ربما” أو”كانت لو” كنت قد كتبتها منذ مدة وتركتها فأخبرني بأنها لو أصبحت فيلماً سيكون ذلك جميلاً. أخبرني بأن الأمر ليس بالصعب ويمكن تحويلها لفيلم سينمائي، وهو المخرج عبدالله الليلي. وبدأنا في ذلك، كتبنا السيناريو ولكن لم نقم بعمل الفيلم، وحينها أخبرني بمهرجان الأقصر السينمائي وأنّ علي المشاركة في المهرجان وكان هو قد شارك به في دورته السابقة، فتقدمت للإشتراك، وبعد أن تم إختياري لم أصدق ذلك وسألت نفسي ماذا سأفعل هناك، حتى القصة التي شاركت بها كان السيناريو ركيك ولم يكن لدي أي معدات، وفي المطار أتى صديقي المخرج شهاب ساتي وأعطاني كاميراته.

كانت إثنتا عشر يوماً بالدنيا. في آخر ثلاثة أيام قمت بإنتاج فيلمي “ريحة”، حاولت أن أعكس فيه نفسي، وأن أجعل لكل شخصية من الشخصيات حول البطلة رائحة خاصة به، وهو فيلم صامت يحكي كيفية تجسيد الأشخاص بروائحهم.

أندريا: ما هي قصتك مع القهوة؟

وئام شوقي: بدأت بتناولها في الجامعة عندما رأيت أحد الأصدقاء الذي كانت له طقوس يفعلها كالجلوس على الأرض وبجانبه البخور أثناء تناوله لها. فجلست معه وجربتها وعلمت أنه كيف يمكن أن يكون للقهوة طقوس ومعاني مختلفة، ومن ذلك الوقت وأنا أشربها.

لكنني لا أشربها فقط، بل أشتم رائحتها لمعرفة كيف تم عملها، ومعرفة البهار الذي يوجد فيها. سافرت الى السعودية وكينيا وأثيوبيا ومصر، وفي كل بلد أحاول أن أعرف قهوتهم وأجربها، فلم أجد مثل قهوتنا وقهوة أديس. هل تعلم أن في أديس لديهم خريطة قهوة لكل نوع، ولديهم “الجبنة” شيء والقهوة شيءُ آخر وأخبروني ألاّ أخلط بينهم فكل واحدة مختلفة عن الأخرى.

القهوة تجعلك تكتب، تستيقظ، تنسى وهي التي تجعلك تُحب.

أندريا: “الحلم الذي بدأ بقصيدة” شاركتي به في ستارت أب ويكيند، وبالرغم من عدم فوزك عدت وإفتتحتيه قبل فترة قليلة بإسم “إيزيس كافيه”، اذاً ماهو إيزيس وسبب إنشائك له؟

وئام شوقي: قبل ثلاث سنوات كنا نقطن في بناية وفي أسفلها دكانين وأردنا أن نستأجرهما، إذ أنّ والدتي خبيرة تجميل وأرادت إستئجارهما كمركز تجميل وبوتيك، وبالفعل تم ذلك وقمت بعمل طاولة للقهوة للزبائن وعملت بها وكنت أعد القهوة للزبائن وهذا سبب تركي للصحافة.

سمعت بالمسابقة وشاركت بها بفكرة المقهى وكان اسمه ” يور كافيه” وهو مقهى ثقافي يمكن للشخص أن يقرأ فيه ما شاء في جو هادئ، وإقامة الفعاليات الثقافية والموسيقية فيه، وكان من الصعب شرح الفكرة في دقيقة واحدة في المسابقة.

وبعد إنتقالنا فكرت في أن أفتتح مقهى بالقرب من منزلي وبالفعل إفتتحت “إيزيس كافيه”. أخبرت والدتي بالإستماع لقصيدة “إيزيس” لهشام الجخ وأقنعتها بتسمية المقهى بذلك، وإيزيس آلهه فرعونية وهي آلهة الأمومة والوفاء والمحبة.

أندريا: هل فكرتي بأن تكتبي رواية ؟

وئام شوقي: نعم فكرت، ولكنها مهمة صعبة جداً، حتى لو فكرت في أن أكتب ديوان شعر فالأمر أيضاً صعب، الرواية والديوان من الأمور التي تحتاج لجو خاص لكتابتها.

أندريا: برنامج أكشن في السودان، هل كان عملك كمقدمة له فكرتك أم فرصة؟

وئام شوقي: عرضت علي صديقتي رزان ذلك، فهي وزوجها منتجي البرنامج، وقد قام إثنان قبلي بتقديم البرنامج ولكن لم يتم عرض ذلك، فقبلت وجربت ذلك وأحببته فعلاً، ووجدت أني أستطيع القيام بتقديم البرنامج جيداً فأحببت ذلك وكذلك الوسط المحيط.

undefined

أندريا: لديك تجربة مسرحية إسمها “حالة”، حدثينا عنها ؟

وئام شوقي: نعم، هي ليست تجربتي، بل المخرج عماد أبو الفتوح قام بتحويل كتاباتي وقام بعمل “دراماتوج” للنصوص، أي حوّلها لحوار درامي. وشاركت هذه المسرحية في مهرجان البقعة السينمائي السادس عشر، وحازت على جائزة أفضل إستخدام للموسيقى مع الحوار.

أندريا: هل ستواصلين حالياً في نشاطاتك في الكتابة والشعر والسينما و”إيزيس” جنباً الى جنب، أم ستركزين على أشياء معينة؟

وئام شوقي: سأعمل عليهم جميعاً إلى أن أصبح وزيرة.

أندريا: وزيرة؟

وئام شوقي: نعم

أندريا: هل تودين أن تصبحي وزيرة الإعلام؟

وئام شوقي: لا

أندريا: إذا ً ماذا؟

وئام شوقي: وزيرة للبيئة

أندريا: وهل لديك اهتمامات بالبيئة؟

وئام شوقي: ليس كذلك، لأن البيئة هي التي تصنعك، فأنا كشخص أكتب وأحب أن أعيش، البيئة كانت ستجعلني مختلفة تماماً، بالرغم من أني لم أقرأ عن البيئة جيداً، لكني أريد أن أقوم بتحضير الماجستير في البيئة.

أندريا: إذاً يمكن إعتبارها من مشاريعك المستقبلية؟

وئام شوقي: نعم

أندريا: وماهي مشاريعك الأخرى؟

وئام شوقي: أريد أن أنهي فيلمي القديم الذي أنتجته في مهرجان الأقصر قبل نهاية هذا العام، لأني لا أريده أن يموت. ثانياً أريد أن أحضّر الماجستير حول المساواة بين الجنسين والنزاعات في السودان، لأنني كفتاة وضعت في قالب محدد من قبل المجتمع بسبب أني امرأة و هذه مقولة تحركني كثراً “الرجل لم يولد وفي يده مطرقة ليعمل، ولا المرأة ولدت وفي يدها مكنسة لتنظف وتطبخ”؟ المجتمع يضعنا في قوالب حسب أنواعنا.

أندريا: كلمة أخيرة؟

وئام شوقي: أنا أحب مجلة أندريا جداً.

أندريا: هل أنت من متابعيها؟

وئام شوقي: بالطبع، هي مجلة جميلة جداً، وتجعلك تشعر وكأنها ملكك.

ثانياً أتمنى من الأشخاص الذين سبقونا أن يقيمونا وينصحوننا لكن لا يحاولوا أن يقللوا من قيمة ما نعمل.

وأخيراً، السودان مثل الكتاب الأبيض، هذه الفترة التي يمكن لأي شخص فيها أن يكتب إسمه، سواءً كان مايقدمه مفيداً أو غير ذلك، على الأقل هو حاول وقام به، وليس علينا تقييم عمله، لأن الشيء الوحيد الذي يمكن عمله أن نحجز أسمائنا ونفعل شيئاً مستداماً، هو شيء يمكن للجميع فعله.

لجميع محبي الفن و القهوة و الجو الهاديء المناسب للقراءة و التمعن في الفن الذي يحيط بكم، عليكم بتجربة إيزيس كافيه في الخرطوم.