هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

تسهم السياحة بصورة كبيرة في الإقتصاد الأوغندي، مع أعداد كبيرة من الأوغنديين العاملين في قطاع السياحة ما بين منظمين رحلات، شركات النقل ومروراً بمالكي الفنادق وصولاً إلى عاملي متنزهات الحياة البرية. تعتبر مشاهدة الحيوانات من أكثر الأنشطة السياحية الشعبية في أوغندا التي يفاخر بها، وهي عبارة عن عرض الحيوانات البرية كالأسود، الجواميس، الزرافات، الظباء والفيلة في المتنزهات القومية. وأوغندا هي واحدة من عشر دول فقط مسموح فيها بزيارة الغوريلات المُهَددة. السياحية الأوغندية هي وجهة الوظائف، الاستثمار والعملة الأجنبية، و تساهم ب 4.9 تريليون شيلنغ أوغندي (1.88 مليار دولار أمريكي أو 1.4 مليار يورو كما في أغسطس 2013) من إجمالي الناتج المحلي الأوغندي وذلك في السنة المالية 13-2012.

وعلى إثر جائحة كورونا، فقد أكثر من 500,000 شخص من المنخرطين بصورة مباشرة أو غير مباشرة في قطاع السياحة أعمالهم، وذلك بحسب ليلي أجآروفا، المدير التنفيذي لمجلس سياحة أوغندا. في العام 2019، تجاوز عدد السياح القادمين إلى أوغندا 1.6 مليون مع سياح أجانب ومحليين يتمتعون بالنمو المتواصل لقطاع السياحة. فوضعت أوغندا هدفاً بجذب واستضافة مليوني زائر على الأقل في سنة 2020، لكن جائحة كورونا غيرت الوضع، وأُلغيت إلى الآن حجوزات سياحية تقدر ب 92%، وقَدر مجلس السياحة الأوغندي خسائر الأرباح بأكثر من 500,000,000 دولار أمريكي مع تأثر المعيشة بشكل كبير.

التأثر بالجائحة

موجة جائحة الكورونا تؤثر على الإقتصاد الأوغندي، وتضعه في مواجهة كبيرة مع الإجراءات الرئاسية لمحاربة انتشار الفايروس، والتي تضمنت إغلاق المطار وتقليص وسائل النقل العامة والخاصة وكل النشاطات السياحية. كما طلبت الحكومة من السياح القادمين من الدول التي ينتشر فيها الوباء تأجيل زياراتهم وإتباع قوانين إعادة الجدولة. أُلغيت معظم رحلات السياحة التي تم حجزها إلى أوغندا، وأصبحت فنادق المدينة شبه مغلقة وأعمالها قيد الانتظار. سجلت كل من فنادق سيرينا كمبالا، فندق شيرتون وفندق أفريكانا إنخفاضاً كبيراً، من معدل 80% الذي كانت تشغله إلى معدل أقل من 20% وتعرضت لخسائر تقدر بي 15 مليون دولار، وذلك بحسب جمعية مالكي الفنادق.

undefined

Image via independent.co.ug

لكن الأمر يعدو كونه خسارة ونحس لقطاع السياحة في أوغندا، حيث يستغل كل المستفيدين والعاملين فرصة إغلاق البلاد بسبب جائحة كورونا للعودة ورسم خططهم للتفكير، الإبتكار، وإعادة تقديم أنفسهم. ووضحت ليلي أجروفا، المدير التنفيذي لمجلس السياحة الأوغندي في مقابلة معها "نعمل على مدار الساعة لنتأكد من إصلاح وجه أوغندا وإعدادها بأفضل ما يمكن لإستئناف العمل بعد انقضاء الكارثة". مع جائحة الكورونا فإن الوضع حول العالم لا يمكن التنبؤ به وهو غير مستقر، لا أحد يستطيع تحديد متى سيرجع العالم إلى عمله كالمعهود، لذا يستعد قطاع السياحة الأوغندي في الوقت الحالي لعهد ما بعد الجائحة بنقاشات تدور حول التأقلم والنجاة في ظل نشاط الفايروس.

عدسة جديدة على السياحة المحلية

مع تعليق كل الرحلات العالمية وإغلاق المطارات حول العالم، فإن الأمر غاية في الصعوبة لاستمرار عمل قطاع السياحة والإعتماد على السياح الأجانب. ومن المهم أكثر من أي وقت مضى الرجوع إلى المحليين وجذبهم بالسياحة الداخلية واستكشاف هبات الطبيعة من حولهم. حملات متعددة تمت في السابق لزيارة وجهات محلية في أوغندا مثل "تولامبلو أوغندا" وهي حملة وُجِهت لحث الناس لزيارة المناطق المحلية. السياحة المحلية تساعد في انخراط عدد أكبر من الناس في مشاهدة الجمال وسحر الطبيعة، وتعمل أيضاً على ارتقاء المحادثات بين الناس برفع وعيهم بالجمال والطبيعة، والمحافظة عليها من المهددات. لتعزيز قطاع السياحة من خلال السفر الداخلي، يجب إجراء بعض التغييرات الرئيسية ونلخصها في 5 نقاط أدناه.

undefined

Image via primateworldsafaris.com

السفر كنمط للحياة

هنالك تصور مشهور أن السياحة هي "للأشخاص البيض" وأيضاً أنها "رفاهية" وأغلب الأوغنديين غير متحمسين للسفر. حالياً يعزز كل من مجلس السياحة الأوغندي، وسلطة الحياة البرية الأوغندية حزم سياحية بمعدلات منخفضة وترقيات للسماح للسكان المحليين بالسفر والسياحة أكثر. أوغندا غنية بالثقافة، الفن والسياحة وزيارة كل هذه الأماكن المحلية سيعمل على تقوية التبادل بين المجتمع.

صناعة منتجات ذات أهمية

هنالك حوارات عن ضرورة مراجعة الطريقة التي تحكى بها القصص، السياحة المحلية ستوجه القصص بأن تروى بالطريقة الأفريقية برنين ثقافتنا وما يتعلق بنا كأوغنديين بطريقة مباشرة. مما سيخلق التجارب ويحكي قصصنا من خلال رحلات التسويق المحلي و العالمي بعد الجائحة.

إنتاج القيمة المضافة

على قطاع السياحة التقدم ومنح قيمة للزائرين المحليين وذلك من خلال صنع تجارب سياحية محفزة وذات قيمة بطريقة صديقة لذوق الأوغنديين، وعليهم أن يصمموها للأسر والجماهير المختلفة.

عكس تنوعنا، الثقافات والموسيقى

أوغندا غنية بالثقافة المبهجة، الموسيقى والتنوع، وستكون السياحة المحلية عصر نهضة جديد ينفتح على تنوعنا. ستستمر الثقافة والموسيقى في خلق رابط إلى الجذور و سيمتلك الناس فرصة للعودة لكل هذه الأفكار والثقافات التي كانت منسية مثل قصصنا التقليدية والفلكلور في جلسات المسامرة حول النار. التأكيد الأقوى سيكون الآن بعمل معرض للثقافات المختلفة مثل ثقافات البغاندا والبغوسي ولهما عادات خاصة في الرقص، الموسيقى، والشعائر.

undefined

Image via ugandasafari.com

العلامة التجارية والوضوح كنموذج للاستمرارية

سيكون في عهد ما بعد الكورونا منافسة تسويق شرسة مع تعدد أعمال السياحة التي تواجه تحدي الاستمرار والتميز عن البقية. الآن هو الوقت لبناء علامة تجارية ظاهرة وصلبة تخدم الهدف وتمنح قيمة للمال. سيحتاج منظمو الرحلات للتفكير خارج الصندوق لتمييز منتجاتهم عن المنافسة.

وقال باتريك بيتشير، رجل الأعمال الأوغندي المشهور، في حديث عن السياحة، أن استمرار أي عمل يعتمد أن يمتلك المقدرة على التكيف و التطور مع تغيير الآزمنة و امتلاك المرونة والصلابة التي عند الصرصور. بعد الجائحة سيتطلب قطاع السياحة الكثير من الإبتكار والإختراع، الاستقرار، و العمل سوياً، و المرونة. الوقت الآن هو للفاعلين في السياحة أن يعيدوا النظر في خطط عملهم و نماذج أعمالم، الاستفادة من التكنولوجيا، شحذ المهارات والأدوات وامتلاك القدرة على تدريب قدراتهم للتكيف والاستجابة لهذا الزمن المتغير بسرعة.
 


ديزي ناقودي

ديزي ناجودي صحفية ومقدمة برامج إذاعية وتلفزيونية ومدربة ترشيدية وكاتبة ورائدة أعمال مبدعة.