يحتشد المسيحيون من الطائفة الكاثوليكية و الإنجيلية في الثالث من يونيو لكل عام في ضريح الشهداء في ناموقونقو و مونيونيو ليتذكروا حياة الرجال الذين ماتوا في سبيل ايمانهم على يد كاباكا موناقا الثاني ملك بوقاندا في الفترة من الحادي و الثلاثين من يناير عام 1885م و حتى السابع و العشرين من يناير 1887م. في عام 1875م نُشرت رسالة في بريطانيا مفادها طلب موتيسا الأول الكاباكا الثلاثين في مملكة بوقاندا بإرسال المبشرين الى أوغندا. كان أول الواصلين من المبشرين هو الكيسندر ماكاي من الكنيسة الإنجيلية في العام 1877م وعقبه مجموعة من الآباء البيض الكاثولكيين الفرنسيين و كانوا بقيادة سايمون لورديل المعروف باسم مابييرا و الأخ أمانس وذلك في السابع عشر من فبراير عام 1879م.
في منتصف ثمانينات القرن التاسع عشراعتنق الأوغنديون الإسلام الذي نشره التجار العرب القادمون من زنجبار أو المسيحية الإنجيلية أو الكاثوليكية. أدى ذلك الى توتر و صراع سياسي كبير. بينما كان الكاباكا موتسيا الأول مسلمًا اعتنق العديد من القادة في المملكة الى المسيحية. مات موتيسا في التاسع من أكتوبر من العام 1884م عن عمر لم يتجاوز السابعة و الأربعين و دُفن في كاسوباي. يقال بأنه كان قويًا و أنه حافظ على التوازن بين الكاثوليكيين و البروستانت و المسلمين و الوثنيين بذكاء و حنكة و عليه فإنه تحكم فيهم جميعًا و كذلك تمكن من التواصل مع العالم الخارجي و تمكن من عدم الذوبان فيه.
بعد وفاته تم تتويج الكاباكا موانقا الثاني و بعدها خرجت الأمور عن السيطرة و فُتحت أبواب من الجحيم. يقال بأن الملك الجديد كان يشعر بالقلق من التأثير المنتامي للمسيحية و نشأة جيل من الموظفين المختلفين عن زعماء المقاطاعات التقليديين و ذلك لكونهم متعلمين و ذوي توجه ديني ورغبة في إصلاح المجتمع الأوغندي. في العام 1885م بعد عام من اعتلاءه العرش أمر الملك بإعدام يوسوفو روقارما و ماككو كاكومبا و نوا/نوح سيوانقا الذي اعتنق المسيحية في التاسع و العشرين من أكتوبر لعام 1885م وفي التاسع و العشرين من أكتوبر 1885م اغتيل الأسقف الأنجيلي القادم جيمس هانينجتون على الحدود الشرقية للمملكة. في العام 1886م أمر موانقا بإعدام عدد من رعاياه ممن اعتنقوا الاسلام و المسيحية.

شهداء أوغندا الذين قتلوا و أٌحرقوا في ناموقونقو - الصورة من صفحة مزار شهداء ناموقونقو على الفيسبوك
كان جوسيف موكاسا أول من أُعدام في الخامس عشر من نوفمبر 1885م و كان قد اعتنق المسيحية و حزن على اغتيال هانينجتون و حاول حماية الرعايا في البلاط الملكي . كان جوسيف أول شهيد كاثوليكي في أوغندا .اتسعت رقعة الإعدامات بعدما أمر موانقا بقتل كل الرجال الشباب الذين لا يطيعونه و أيضًا في سبيل إرضاء الزعماء القدماء و كان ذلك في الفترة ما بين الخامس و العشرين من مايو وحتى الثالث من يونيو لعام 1886م . لقد حُرق اثنين و عشرين رجلًا ممن اعتنقوا المسيحية الكاثوليكية في ناموقونقو في العام 1886م.
يستمر الجدل
تظل الأسباب وراء هذا الاضطهاد محل جدل كبير حتى يومنا هذا. يؤمن البعض بأن هذه الاضطهادات جاءت بسبب الغيرة و لكن الأب لوريدال يقول بأن السبب الأساسي هو إحساس موانقا بأنه محتقر بواسطة المسيحيين المتعلمين الذين ادعوا امتلاكهم معرفة أكبر في الدين بالإضافة الى رفضهم و استحالة اشباعهم لرغباته في الانخراط في ممارسات المثلية الجنسية. لقد غضب الملك- الذي يمتلك السلطة التقليدية في حياة و موت رعاياه- من رفضهم للانصياع لرغباته في ممارسة الجنس معه.
وفقًا للروايات التاريخية فإن بعض أنواع العلاقات المثلية كانت تمارس بشكل مؤسس في المملكة. حيث يقوم الرجال الشباب الذين يخدمون في الساحة الملكية بتقديم الخدمات الجنسية للزوار و النخب. في الاسبوع الذي سبق الإعدامات رفض المسيحي ماثياس قاينقا الرغبات و الدعوات الجنسية التي قدمها لوتايا صديق موانقا المقرب و الذي أُرسل لذلك الغرض. و لذلك تعرض ذلك المسيحي لعقاب شديد و لكنه لم يقتل. تلت تلك الحادثة رفض مسيحي أخر انتلو كيريقواجو بأن يتم تسميته لمنصب رفيع و ذلك لأنه يمثل خطرًا على روحه. في السادس من يونيو لعام 1920م قام بوبي ببنديكت الخامس عشر بتجميل جارلس لوانقا و أتباعه و قام بوبي بول السادس برفعهم الى منزلة القديسيين و ذلك في الثامن عشر من يونيو 1964م.أٌدرج يوم الثالث من يونيو يوم عيدهم في التقويم الروماني. وفي العام 1968م شيدت كاتدرائية شهداء أوغندا في ناموقونقو و أصبحت مزارًا لأفواج ضخمة من الحجيج و قد تم الاعلان عن خطط توسعات كبيرة الحجم منذ العام 2014م.
الحج في الثالث من يونيو
اليوم يأتي مئات الالوف من الحجاج من مختلف أنحاء العالم الى أوغندا لإحياء عيد الشهداء. تم تشييد ضريحين في مونيونو و ناموقوانقو حيث يمكث هؤلاء الحجاج و يصلون. تقام العديد من التجمعات لاتباع الكنيسة الكاثوليكية حول العالم في الثالث من يونيو في إحياء لذكرى شهداء أوغندا.

حشود من الناس في الضريح الكاثوليكي في ناموقونقو في الثالث من يونيو لعام 2019م- الصورة مأخوذة من صفحة ضريح الشهداء الكاثولكيين الأوغنديين في ناموقونقو على الفيسبوك
شيدت كنيسة صغيرة في ضريح شهداء مونيونيو. في هذا الموقع بالذات ، يوجد قبر القديس أندرو كاغوا بالإضافة إلى مواقع تذكارية للقديس دينيس سيسبوغاواو وبونسيانو نغوندوي. تجذب هذه المواقع آلاف السائحين الذين يُسمح لهم بالدخول المجاني ، وإذا تمت التحضيرات باكرًا و في وقت سابق ، يُسمح لهم بالاحتفال في القداس. مثل أي مواقع سياحية أخرى ، يُفضل العديد من الحجاج الأجانب والمحليين شراء الهدايا التذكارية. هذا هو المكان الذي كان فيه الآلاف من الأوغنديين الذين يعملون في المتاجر الصغيرة والعناصر المقدسة والمطاعم بالإضافة إلى الفنادق يكسبون المال. يبدأ الحجاج في الوصول إلى كمبالا بحلول الخامس عشرمن مايو ويضطرون إلى تناول الطعام والنوم والتنقل وكل هذا يقودهم إلى إنفاق بعض المال. يعد هذا الاحتفال أحد أكبر أحداث السياحة الدينية في إفريقيا ويجلب الكثيرمن المال لقطاع السياحة في البلاد.
يأتي كثير من الحجاج سيرًا على الأقدام. يسير البعض من مناطق بعيدة مثل غرب أفريقيا ، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، وكينيا ، وتنزانيا ويقضون أشهرًا في الطريق ، يأتوا ليحتفلوا مع الأوغنديين الذين يسيرون أيضًا من عدة مناطق إلى كمبالا للاحتفال بهذا اليوم المهم. يقول الأب ووجتيك أولمان مالي القائم بأعمال أسقفية شهداء أوغندا بمونيونيو ، أنه كان من المفترض أن يتم الاحتفال بيوم الشهداء الأوغندي لهذا العام في الكاتدرائية الصغرى و ذلك للمرة الأولى. في التاسع عشر من يوليو 2019 ، رفعت الفاتيكان أسقفية مونيونيو إلى كاتدرائية صغيرة ، مع مرسوم وقع عليه الكاردينال روبرت سارة ، رئيس مجمع العبادة الإلهية وتأديب الأسرار نيابة عن البابا فرنسيس. وفقا للأب مالي فإنهم كانوا متحمسين للاحتفال بأحداث هذا العام في الكاتدرائية الصغيرة للمرة الأولى خاصة كونها الرعية الوحيدة تحت رعاية شهداء أوغندا. يقول الأب مالي"إن لقب الكاتدرائية الصغرى يعطينا التزامًا للاحتفال بطريقة خاصة جدًا. في هذا العيد لشهداء أوغندا، لم نتمكن من الاحتفال بسبب القيود التي لدينا، ولكن لا يزال بإمكاننا تلقي النعم والبركات ، النعم من خلال شفاعة شهداء أوغندا. بدأت رحلة شهداء أوغندا هنا، وهنا قرروا الموت من أجل يسوع المسيح". ويضيف أن بعض الشهداء مثل دنيس سيسبوغاوا وأندرو كاغوا لقوا حتفهم في مونيونيو بينما قُتل آخرون في رحلة لمدة ثلاثة أيام إلى ناموقونقو وفي الواقع، فقدوا حياتهم في الثالث من يونيو. على الرغم من أن الكاتدرائية مغلقة حاليًا بسبب فيروس كورونا إلا أن الأب مالي يشجع جميع المسيحيين على الحج إلى الضريح لتقديم الصلوات خاصة في قبر أندرو كاغوا الذي يقع أسفل الكاتدرائية.
ويضيف الأب بأن الضريح يكافح مالياً ، وقد تم تشجيع الأبرشيات بالإضافة إلى الخيرين من الناس على المساهمة في التمويل من خلال الحساب المصرفي من أجل الحفاظ على الكاتدرائية والضريح بأكمله في حالة جيدة. كان الضريح معتنى به من خلال التبرعات والهدايا والأموال من المتجر الصغير والمقصف حيث يشتري المسيحيون والحجاج الطعام والمشروبات والأشياء المقدسة كتذكارات. ولكن مع القيود الحالية المفروضة علينا بسبب جائحة فيروس كورونا ومع إغلاق كافة الأنشطة فإن الطريقة الوحيدة لكسب بعض المال لصيانة الضريح هي طلب التبرعات من خلال حساب بنك الضريح. بث الضريح الرسالة ليراها المتابعين كل يوم ويتبرعوا من خلال صفحة الفيسبوك. تسع الكاتدرائية الصغيرة على الأقل الف شخص. قاد النائب العام قاضي أبرشية كمبالا تشارلز كاسيبانتي قداس يوم الشهداء في أوغندا في الثالث من يونيو 2020 مباشرة على صفحة الفيسبوك. صلى بأن يقاوم جميع المسيحيين الإغراءات لإنكار دينهم ، كما فعل الشهداء. صلى قاضي أبرشية كمبالا كاسبانتي بأن تحل عليهم شفاعة الشهداء وتقضي على فيروس كورونا. يقول قاضي أبرشية كمبالا كاسيبانتي :" تسبب كوفيد-19في إراقة الكثير من الدماء، نطلب من شهداء أوغندا الصلاة من أجلنا. نحن نعاني من ظروف قمعية بسبب كوفيد- 19 و نطلب من الشهداء أن يصلوا من أجلنا كي لا نتهاون في موقفنا من الجائحة، ولا نتمرد على التوجيهات التي أعطيت لنا لحمايتنا ولمجتمعنا. نطلب الصبر والتحمل والمرونة حتى نتمكن من الصمود في هذه اللحظة العصيبة بأمل أن نتغلب عليها".
ضريح شهداء مونيونيو هو مكان استشهاد القادة في الناحية الملكية، القديس أندرو كاغوا والقديس دينيس سيبوغاواو - شهداء أوغندا الذين قتلوا على يد الملك موانقا الثاني في السادس و العشرين من مايو لعام 1886م. وهو أيضًا مكان عمد فيه القديس شارل لوانقا - زعيم الطائفة المسيحية في أوغندا عام 1886 ، القديس كيزيتو والقديس مباقا ، و القديس جيافيرا والقديس موقاقا، و اتخذ الملك موانقا القرار المصيري بالبدء في قتل المسيحيين و كان في مونيونيو. لقد سفكت دماء شهداء أوغندا في تراب مونيونيو. كان أول ثلاثة مسيحيين قضوا من أجل المسيح بعد أن قرر الملك ذلك في 26 مايو 1886م هم القديس دينيس سيسبوغاواو ، والقديس أندرو كاغوا ، والقديس بونتيانو نغوندوي. واليوم مرت ست وخمسون عامًا منذ تقديس هؤلاء الشهداء.
أثناء الاحتفال بالقداس الرئيسي في ضريح شهداء ناموقونقو في الثالث من يونيو لعام 2020 م، صلى رئيس أساقفة كمبالا ، صاحب السمو الدكتور سيبريان كيزيتو لوانقا أنه من خلال شفاعة الشهداء ، يمكن هزيمة فيروس كورونا. صلى من أجل السلام في جميع أنحاء العالم ، وأن يحاكي جميع الناس المثال الجيد لشهداء أوغندا حتى يتمكنوا أيضًا من دخول الجنة. يوجد في أوغندا ثلاثة عشر مزاراً كاثوليكياً قتل فيها بعض الشهداء. بينما كان المكان الأخير للقتل هو ناموقونقو ، قُتل بعض الشهداء في الطريق ، قبل إكمال الرحلة. وشمل هذه؛ القديس أندرو كاوغوا و القديس دينيس سسبوقواوقو و القديس بونسيان نقوندو و القديس بالوكوديمبي و القديس ماتيا مولومبا و غيرهم. يقول رئيس الأساقفة أنه من المهم لجميع الأوغنديين معرفة هذه المواقع و الحج هناك. تساءل رئيس الأساقفة كيف سيكون اليوم لو أن وباء فيروس كورونا لم يجتاح العالم.

القديس أندرو كاوغوا و القديس دينيس سسبوقواوقو و هم يساقان الى حتفهما في مونيونو- الصورة بواسطة صفحة ضريح شهداء مونيونو على الفيسبوك
مشاريع الأعمال تخسر
بعيدًا عن الجموع الغفيرة و الخدمات التي تقدم عند الضريحين الانجيلي و الكاثوليكي فقد جمع سادة و سيدات الأعمال الأوغندين ثروة من هذه الاحتفالية. تبدأ الاحتفالات في الخامس و العشرين من مايو. في أثناء ما يغني الناس و يرقصون داخل و خارج ضرائح ناموقونقو، يصطف أصحاب الأعمال في الطرقات لببيع البضائع من الرموز المقدسة و حتى الطعام و الشراب والصفائح و الملابس. حتى أن البعض يصنع دورات مياه مؤقتة تكسبهم المال من الحجاج الذين يستخدمونها في الاستحمام و قضاء الحاجة. لا يسمح باستخدام العربات إلا بواسطة الأشخاص المهمين، و يمشي الناس قرابة سبعة كيلومترات للوصول الى الضريح.
هذا العام مختلف و هو يشكل خسارة كبيرة كما وصفه البعض. لقد بكى الكثيرون على هذه الخسائر وقد إدعى البعض بأنهم قد خزنوا بضائعهم التى كان من المفترض أن تباع في الاحتفال لهذا العام. يقول أحد رجال الأعمال بأنه قد قام بتخزين الدجاج و البطاطس الايرلندي و أنه قام بتعيين عدد من الشباب للعمل معه و أنه الآن قد خسر هو و من أراد العمل معه. تقول آن ماري التي تبيع سلع مقدسة في ضريح مونيونيو ، إنها تزيد مبيعاتها إلى ما يقرب من مليون شلن يوميًا ، خلال موسم الذروة في الفترة من الخامس و العشرين من مايو إلى الرابع من يونيو. "من الصعب العثور على مساحة في ناموقونقو حيث أن الحشود هائلة و أيضًا يتم استئجارالمساحات بسعر مرتفع جدًا. عادة ما أدفع في مونيونيو أولاً وأبيع الهدايا التذكارية للحجاج الذين يأتون من مناطق مختلفة من العالم. أعرف ما يحلو لهم وأحرص دائمًا على تجهيز هذه المنتجات" أخبرتني ماري. و تضيف ماري "بينما أصنع بعض المنتجات مثل المسابح وعصابات المعصم وغيرها ، يجب أن أشتري المواد الخام وبعض المنتجات الأخرى التي لا يمكنني صنعها ، مثل صور الشهداء و غيرها من المنتجات. هذا هو الوقت من العام الذي أجني فيه الكثير من المال. في التاسع و العشرين من مايو، أغادر مونيونيو كي أذهب الى ناموقونقو. نظرًا لأن ناموقونقو تعج بالكثير من الباعة الذين يبيعون نفس المنتج ، هناك لا أجني الكثير من المال مثل مونيونيو حيث نكون عدد قليل من البائعين. كما أن اللصوص يكثرون في ناموقونقو ، لذلك أطلب من أخواتي عادة الحضور والمراقبة حيث نتناوب على الحراسة والنوم".
بينما يأتي الكثيرون بنية الصلاة للشهداء ، يأتي البعض الآخر لتناول الطعام والشراب والاستمتاع والنهب من الحجاج. في مناطق كياليواجالا المحيطة بناموقونقو تمتلئ المطاعم و البارات بالناس. وبينما يغني الحجاج لله ، فإن السكارى يغنون على حد سواء لصانعي البيرة. لا تنتهي فعاليات المرح حتى الرابع من يونيو على الأقل عندما يعود معظم الحجاج إلى ديارهم. هذه السنة بسبب فيروس كورونا سُمح لـستين شخصًا فقط بحضور القداس في ضريح الشهداء الكاثوليك في ناموقونقو بينما تمت دعوة أربعين شخصًا فقط في الأضرحة الأنجيلية وصلى المتكلمون واحدًا تلو الآخر ، فصلوا من أجل نهاية الوباء وحثوا الأوغنديين على اتباع توجيهات وزارة الصحة والرئيس لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم. حاليًا ، في أوغندا 646 حالة مؤكدة ، و 103 حالة شفاء ، و صفر حالة وفاة.