يمكن وصف رحلتي مع التدوين في كلمتين، آسيا عاكف! بالفعل، آسيا عاكف! أراهن أنكم تودون معرفة من أو ماذا تكون آسيا عاكف، ولكن إسمحوا لي أن أحدثكم أولاً عن حياتي قبل آسيا عاكف.
قبل أربع سنوات كنت أثقل مما أنا عليه اليوم ب30 كيلو، وكانت ثقتي بنفسي متدنية للغاية. كان من المستحيل حينها ربط إسمي بصيحات الأزياء، فقد كنت “مسترجلة” في ما أرتديه. فجأة، جاء مارد سحري جعلني أفقد الوزن وأتخلص من الكيلوغرامات. الشكل الجديد المغطى بطبقات فضفاضة ألهمني لممارسة الرياضة والتمعُن في التغييرات الجسدية بكم من الفخر لا بأس به. حتى أنني بدأت أنظر إلى نفسي في المرآة أكثر.
تحجبت منذ سن الحادي عشر بقناعة خاصة – نعم، أعلم أنني كنت صغيرة في ذلك الوقت – ولا أزال الوحيدة المُحجبة في عائلتي. من المؤكد أن الحجاب كان صعباً في بعض الأحيان، ولكني تمسكت به و ممتنة على ذلك. كانت طريقة إرتدائي الحجاب عادية جداً، ولكنني لم أكن راضية خصوصاً بعد فقدان الوزن.
كلما تعودت على شكلي الجديد، شعرت بأنني أكثر جمالاً و قوة في وجه أي شيء. بدأت أعتني بمظهري وتخلصت من أكوام الملابس الفضفاضة المكدسة. بدأت المغامرة قليلاً بالملابس التي أشتريها، ولكن إحتجزتني المفاهيم السائدة من عدم الخلط بين الأنماط، و مطابقة لون و شكل الأحذية مع الحقائب والحفاظ على شكل الحجاب الأساسي.
في يوم ما تعثرت على مدونة آسيا عاكف و الأزياء الملهمة التي تبتكرها – و فوجئت بأنها ترتدي عمامة بدلاً من الأوشحة. وقتها كنت إنتقلت إلى القاهرة لإستكمال شهادة البكالوريوس، وكانت فكرة مغادرة المنزل بعمامة على رأسي غريبة، بغض النظر عن أنها جميلة. أحببت إطلالة آسيا و عدم إهتمامها بأغلال الموضة النموذجية و حرية روحها مع عدم إتباعها لأي قواعد لما ترتديه. أشعرتني بالإلهام! فقد وقعت في حب أسلوبها الجريء، وخلطها للمطبوعات وإرتداء الألوان والأقمشة الجريئة، حفاظاً على الأناقة و الأنوثة مع أنماط مختلفة من العمائم. فجأة وجدت نفسي مدمنة للعمائم، فبدأت البحث عن الشكل المناسب لوجهي ومحاولة طرق مختلفة. المثير للدهشة، بدأت التجارب بفشل زريع. و لم ترضني أياً من الأساليب و الأشكال التي جربتها في البداية، حتى و بعد أسابيع من التجارب، وجدت ما أعجبني أخيراً.

تغلبت أخيراً على الإحساس الغريب الذي كان يسودني عند إرتداء العمامة على رأسي، و بدأت صياغة نمط جديد، وتجربة عناصر وأشكال غير مألوفة و أكثر جرأة. في وقت ما، إرتديت قميصاً واحد لمدة أسبوع كامل و لم يلاحظ أحد لأنني إرتديته بشكل مختلف كل يوم. غامرت بخياراتي بجرأة وأصبحت أُبدِع إلى أن وجدت نفسي “كليو تربانا”!
جرأتي و خياراتي على غرار تصوري الكامل للأزياء المحتشمة دفعاني لإنشاء حساب مدونة ، وبدأت العمل عليها لعكس ترجمتي للموضة والأناقة. رأى الكثيرون أن الصفحة تروج أزياء الحجاب وإنتقدوا إختياراتي لما أرتديه. جعلني الإنتقاد أُفكر عن كيفية تقديم مفهوم العمامة بدون تجريح، و أيضا دون إدعاء تمثيل موضة المحجبات. وهكذا، أصبحت “كليو تربانا” ساحة أدافع فيها عن أزياء محتشمة و لكن غير مقيدة، وأزياء حجابية تنبع منها الثقة، ونصائح لمساعدة غيري على تطوير مظهرهم. جوهرياً، أعتقد أن علينا جميعاً الشعور بقدر كبير من الرضا بشكلنا في ملابسنا، وهذا هو تفسيري الخاص بالإطلالات التي أختارها، فهي مواكبة للموضة و محتشمة و تعكس إيماني. من السهل جداً إختيار ما يواكب الموضة و يحافظ على إحساسانا بالجمال و الإحتشام!
أنا كليو تربانا، جريئة وقوية، وواثقة من نفسي و إختياراتي.
ترقبوا ملف الأزياء الذي حضرته لأندريا مع كم كبير من النصائح عن صيحات الأزياء الحالية.