منذ أن أكدت أوغندا أول حالة لفيروس كورونا في 19 مارس 2020 ، أصدرت وزارة الصحة والرئيس يوري كاغوتا موسيفيني سلسلة من الإرشادات والتوجيهات مخاطبا بها الأمة. ظهر الرئيس على الأقل ست مرات في فترة امتدت لأسبوعين في محاولة للحث على مكافحة الفيروس من الانتشار في جميع أنحاء البلاد. ولكن ما مدى فعالية هذه المبادئ التوجيهية؟ هل يفهمها الناس ؟ هل سيتقبلونها ؟ طرحت هذه الأسئلة على اللاجئين من جنوب السودان في أوغندا، و على والأوغنديين في بلدة قولو الشمالية.
ما مدى فعالية المبادئ التوجيهية و الإرشادات للاجئين؟
تقول هادية حسن ، اللاجئة في مخيم بورولي في منطقة أدجوماني ، إن هناك معلومات محدودة بشأن فيروس كورونا تم تقديمها لهم كلاجئين. وأضافت هادية: "بعضنا لا يحصل على معلومات كافية فيما يتعلق بالفيروس. القليل من المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما تكون متقطعة و صعبة الفهم بسبب المصطلحات المستخدمة ”. يقول آتر قرنق عبر مترجم ، وهو لاجئ آخر من مخيم ماجي :"معظم العاملين الصحيين يستخدمون اللغة الإنجليزية عندما يقومون بالتوعية ، و هو الأمر الأسوأ بالنسبة لجائحة فيروس الكورونا". إيمانويل سبيت ، من مخيم ماجي للاجئين ، يقول إن القلق مرتفع بين اللاجئين خاصة بعد الإبلاغ عن حالة في منطقة أدجوماي. ذكر إن عائلته كثفت من غسل اليدين وإبعاد نفسها عن العامة. مضيفا: " نحاول أن نبعد أنفسنا عن العامة بقدر ما نستطيع ، إلا أننا نتأثر بهذا الأمر في أيام توزيع الغذاء". أما باتريك دريفوا ، وهو لاجئ من مخيم أجوجو للاجئين في منطقة أدجوماني ، فقد ذكر إنه من الصعب للغاية فهم بعض الإرشادات والتوجيهات التي تحث على الحجر الصحي في مخيم للاجئين. قال لي "أولاً وقبل كل شيء، في مختلف الثقافات الأفريقية يتوجب عليك زيارة المريض كونك صديق أو قريب له. ولكن مع هذه الإرشادات يصبح الأمر أكثر صعوبة". مضيفًا أن "المساحة المخصصة لكل أسرة في مخيم توطين اللاجئين هي 30 في 30 مترا، حيث ان كل أسرة لديها ما بين خمس إلى ست أفراد في المكان الواحد. فكيف إذن للحجر الذاتي أن يتم في مثل هذه المساحة الصغيرة؟ "

Refugees in a Ugandan camp via independent.co.ug
هل يتوفر لدى الناس الفهم و القبول لهذه التوجيهات و الإرشادات في كل من مخيمات اللاجئين و داخل مستوطنات السكان المحليين؟
تقول هادية إنها لا تفهم المبادئ التوجيهية و الإرشادات بسبب حاجز اللغة ، حيث أن معظم العاملين الصحيين في المنطقة يستخدمون اللغة الإنجليزية. و تضيف "نرى و نقوم بما يفعله الآخرون، مثل استخدام وسائل غسل اليدين". دريفوا قلق حيال الاختلاط الذي بحدث أثناء عمليات توزيع الطعام: "أنا أتقبل إرشادات غسل اليدين، ولكن مسألة التباعد الاجتماعي صعبة". تقول جولي كوماكش ، المقيمة في مركز لاكور التجاري في منطقة غولو ، إن معظم الناس يعون بالإرشادات والتوجيهات. ولكن في بيئة ريفية اعتيادية حيث يتشارك الناس المنازل ، يعتبر الحجر الصحي مبهما. تقول جين أبر ، المقيمة في الجناح الفرعي المركزي في ليبي ببلدية قولو، أنه و بقدر فهمها لبعض الإرشادات والتوجيهات ، فإن مسألة التباعد صعبة، خاصة في السوق حيث يتدافع الناس لشراء المواد الغذائية. و تعلق "عند تواجدك داخل الأسواق الآن ، ترى اختلاط الناس ببعضهم وهم يكافحون من أجل شراء المواد الغذائية - خاصة مع حظر التجول الحالي المفروض من الساعة السابعة مساءً إلى السادسة صباحًا ، الأمر الذي أثر على العديد من الأشخاص الذين يميلون إلى شراء أغراضهم في وقت متأخر من المساء عند عودتهم لبيوتهم".
جورج بهوكا ، مسؤول الصحة بمنطقة أدجوماني ، ذكر أنهم يواجهون تحديات التسلل غير القانوني لللاجئين من جنوب السودان إلى أوغندا. ويقول إنهم يستقبلون يوميًا ما يتراوح بين 30 و 34 لاجئًا يدخلون أوغندا بشكل غير قانوني - في تحدي للتوجيه الرئاسي بإغلاق حدود البلاد - للحصول على حصص غذائية في الغالب. و يقول جورج "هؤلاء اللاجؤون الذين يدخلون البلاد لم يتم فحصهم، و هم يختلطون مع أقرانهم في المنطقة والمجتمعات المضيفة، مما يعرض الصحة العامة للخطر و يتحدى التوجيه الرئاسي بإغلاق حدود البلاد". و يضيف بهوكا أيضا أنهم يحاولون تقليل مشاكل حاجز اللغة من خلال ترجمة المبادئ التوجيهية و الإرشادات بلغات محلية مختلفة لكل من الأوغنديين واللاجئين في البلاد. وأشار إلى إنشائهم للجنة ترجمة في جميع مخيمات المستوطنات للمساعدة في الترجمة إلى مجتمعات اللاجئين المختلفة باللغات التي يمكنهم فهمها بسهولة ويسر. و يضيف قائلا: "لدينا حتى الآن 260 شخصًا في لجان الترجمة". في محاولة لتسهيل فهم المبادئ التوجيهية ، شكلت فرقة عمل المقاطعة فريق مراقبة للعمل في المجتمعات المحلية لتوعية اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء بالمبادئ التوجيهية و الإرشادات. وأضاف: "يتألف الفريق من أعضاء فريق صحة القرية وأعضاء لجنة رعاية اللاجئين والمترجمين الذين يتنقلون عبر المجتمعات المحلية للمراقبة و إبلاغ فريق عمل المقاطعة إذا ما ظهرت علامات وأعراض المرض، حتى تتم المباشرة في العزل".

Photo taken at Kakuma camp in Kenya by Samuel Otieno for UNHCR via unhcr.org
يقول يوليوس موكونجوزي ، مسؤول العلاقات العامة بمكتب رئيس الوزراء ، إن الحكومة بصدد ترجمة جميع المعلومات حول الفيروس بجميع اللغات المحلية التي يتم التحدث بها بين مجتمعات اللاجئين في البلاد. ويقول إنهم خفضوا أيضًا عدد نقاط توزيع الطعام من 75 إلى 50 نقطة. و قد قامت هيلاري أونك ، وزيرة الإغاثة والكوارث واللاجئين في مكتب رئيس الوزراء ، بتكليف جميع وكالات اللاجئين ومفوضي المقاطعات المقيمين في المناطق المضيفة لللاجئين و ضباط مكتب اللاجئين وقادة المستوطنات بضمان تحركية مراكز العبور والاستقبال للمستوطنات، التقليل من الزدحام، أو الإخلاء على الفور. و تقول "تعمل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ومكتب رئيس الوزراء مع جميع رؤساء مجلس رعاية اللاجئين لضمان أن لدى جميع الأسر والمناطق نقاط غسل اليدين، بالإضافة إلى توعية اللاجئين بالإجراءات الوقائية كتجنب المصافحة و استخدام المعقمات."
وفقا لأرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، تستضيف منطقة أدجوماني 203791 لاجئا من جنوب السودان يعيشون بين 34782 أسرة.