هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

عند دخول معرض موجو، أو “موجو” فقط كما تقرأ اللائحة في الخارج، يملأنا كمٌ هائل من الطاقة الهادئة الساحرة برؤية تصاميم تُذكِرُنا بأعمال بيكاسو في مراحله اللاحقة من أعمال التحف الفنية المصنعة من الفولاذ. القطع المعروضة تضفي نسائم عليلة مثل العطور من جميع الجهات، وتداعب العديد من الحواس الواعية واللاواعية على حد سواء.

على عكس بيكاسو، الذي ركز على الألوان الوردية الكئيبة والزرقاء الهادئة قبل ريادة الفن التكعيبي، القطع الفنية في موجو يعكس أكثرها الفن بإستخدام المواد البلاستيكية. بمجرد دخول المعرض، نجد قطع من البلاستيك ثلاثية الأبعاد مصنوعة من مُختلف المواد. إذا أكملنا السير داخل المكان سنجد أعمال الفن التصويري تحيينا وتلتصق بأذهاننا. تخطيط المعرض يوازي القطع الفنية المعروضة في الترتيب المثالي، فكل قطعة تصرخ بالموهبة وتجلس في وضعها منسجمةٌ بين نظيراتها. المساحة المفتوحة في آخر المعرض بمثابة مكتب، يقع في موقع إستراتيجي مع العناصر المعروضة حوله ليس هذا فحسب فمدخل المرحاض أيضاً يناسب ترتيب المعرض بتناغم.

يرى البعض أن مساحة موجو صغيرة وغير تقليدية. ومع ذلك، يقول مصطفى علي- المصمم و المالك -”هذا كان متعمداً”. ويتابع ”بهذا التصميم، الصيانة والسيطرة على البيئة وعوامل المكان سهل للغاية و يساعد على إضفاء إحساس مريح و حميم.”

من محاسن المساحة الصغيرة أنها كالبوتيك تتيح لخبراء وتجار الفن، والرسامين و المبدعين سهولة التفاعل مع المكان و التَمعُن في كامل المعروضات.

يعد موجو وِجهة رئيسية لهواة إقتناء الفن المهتمين بالحصول على أجمل الأشياء في الحياة؛ وخصوصاً تلك المصنوعة ببراعة آسرة وحَدٍ كبير من الموهبة. ما جذبني للكتابة عن موجو هو حاجة الخرطوم الماسة لمزيد من مساحات الفن الشبيهة بموجو. للمهتمين بالفن المعاصر هناك عدد قليل جداً من الأماكن التي يمكنهم اللجوء إليها.

undefined

يمكن أن يتسع المعرض ويتنوع الفن المعروض، مثل لوحات الفنون السريالية، ولكن زيادة ميل الجمهور للبلاستيك والفن التجريدي يمكن أن يُفَسِر وفرة هاتين بين المعروضات. ومع ذلك، فإن اللوحات المعروضة تروي قصة المواهب الإستثنائية و قدرة الفنانين لفهم وإستيعاب الموضوعات السودانية و تمثيلها بجودة عالمية، ولكن الأسعار نادراً ما تُعبِر عن هذه السِمات.

سواء كانت رغبتكم شراء لوحة أو السعي لفهم الثقافة و الفن المحلي؛ زيارة معرض موجو دائماً جديرة للغاية. إنها تجربة مبهجة إن كانت الزيارة لحضور إفتتاح معرضٍ ما أو حتى لمجرد تَصَفُح المجموعة الموجودة والخوض في جانب الخرطوم المُشَبع بالفن.

موجو موجود في شارع المك نمر، 20 متر جنوب النادي اليوناني. يمكنك متابعة أحدث الأخبار على صفحة المعرض على الفيسبوك.

*ظهر هذا المقال في موقع صحيفة Sudan Vision الإلكترونية، و حُدِث للظهور على أندريا.

(اللوحة لوليد وراق من صفحة موجو قاليري) 


احمد سعيد

أحمد سعيد كاتب ومراسل يعشق الكتب و السفر إلى ما لا نهاية. مقالاته تعكس إهتماماته التي تمتد من المشهد السياسي والحوار بين الأديان، إلى الفن المعاصر وإتجاهات وسائل الإعلام، والبيئة، وحقوق الإنسان، والمشاركة المدنية وغيرها. مقالاته وتقاريره تغطي أيضا مجالات الثقافة، والقصص الإنسانية ذات العِبَر، والتراث، والتنمية الاقتصادية المستدامة. إهتمامه في الشؤون البشرية والتغيرات الديموغرافية والجغرافية-سياسية في المنطقة أدى به إلى تعلم اللغة الفرنسية، التخاطب بالأمهرية و هو الآن يسعى لتعلُم العبرية. أحمد عضو في منتدى الشباب العالمي بمقره بالمملكة المتحدة وخريج برنامج " International Visitor and Leadership " التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. يمكن التواصل معه على:[email protected]