يسود أفريقيا فقر الطاقة. ففي قارة يقطنها ما يربو على المليار شخص في 54 بلدًا، لا تصل الكهرباء إلى أكثر من نصفهم.ويضفي النمو السكاني السريع عبئًا إضافيًّا على خدمات الطاقة، إذ يقول البعض إن عدد سكان القارة سيتجاوز أربعة مليارات بحلول نهاية القرن. يضاف إلى ذلك أن الحصول على الكهرباء محدود، وغير منتظم على حد سواء. فالمراكز الاقتصادية، مثل مصر، لديها تغطية جيدة من الكهرباء، ولكنها لا تزال شحيحة في بلدان مثل تشاد، وليبيريا، فضلاً عن جنوب السودان، حيث لا يحصل سوى 1.5٪ من الناس على هذه الطاقة. وبالمثل تبدو الصورة قاتمة إذا خطوت خارج مدن القارة، حيث لا يتجاوز معدل توصيل الكهرباء إلى قرى الريف27.8٪1.
ازداد الاهتمام بالطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة في السودان الذي يتطلع الى انتاجها ويسعى الى الاستثمار في قطاعاتها المختلفة. وفقاً لدراسة انجزها المركز القومي لأبحاث الطاقة وجدت أن السودان يتمتع باشعاع شمسي عالي يقدر بعشرة ساعات في اليوم. كما يتمتع بكل مقومات انتاج الطاقة المتجددة خاصة طاقة الشمس بمدة اشراق طويلة متوسطها من 5-7 كيلو واط في الساعة في المتر المربع، وتزيد كلما اتجهنا الى الشمال و الشمال الغربي. كذلك الضغظ الحراري متوفر، إضافة الى أن مادة السيليكون التي تصنع منها الخلية الشمسية متوفرة في الرمال السودانية. هنالك أيضاً طاقة الرياح وهى اقل تكلفة من الطاقة الشمسية وسرعتها بصورة عامة في السودان لا تتجاوز اربعة أمتار في الثانية ويمكن الاستفادة منها في ضخ المياه لتوليد الكهرباء وتوجد دراسات لمشاريع لم تنفذ بعد في البحر الاحمر و دنقلا لانتاج 20 كيلو واط من طاقة الرياح. يعتمد السودان على الطاقة الشمسية اكثر من طاقة الرياح، كما اظهرت الدراسة امكانية الاستفادة من طاقة الكتلة الحيوية (biomass) ويستفاد منها في التحويل الفزيائي او الحراري او الكيمائي (التخمير) ويمكن انتاج الوقود الحيوي منها بالاستفادة من المخلفات المختلفة مثل الحيوانية – الزراعية – مخلفات المصانع – الخشبية و غيرها و انتاج الديزل الغاز الحيوي و انتاج فحم من المضغوطات من المخلفات الحيوانية.2

Source: Science Publishing Group
شارك السودان فى ملتقى الامن النووى بجامعة الملك نايف للعلوم الامنيةبالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والهيئة العربية للطاقه الذرية وبمشاركة 317 مشارك من الدول العربية و جهات ذات الصلة. قام السودان بتقديم استراتجيه التنميه الصديقة للبيئة من خلال استخدامات الطاقات المتجددة والنظيفة الخالية من انبعاثات الكربون تماشياً مع الاهداف الاستراتجية الوطنيه للتنمية التي تهدف الى وضع خارطه طريق لاستخدام الطاقات المتجددة والالتزام بالاتفاقيات الدولية والاقليمية الخاصة باستخدام الطاقة المتجددة.
و ضمن خياراته ومساعيه لتطوير مصادر الدخل القومي مع فقدانه نسبة كبيرة من عائداته النفطية بسبب انفصال الجنوب الذي أخذ معه 75% من إنتاج الذهب الأسود، لجأ السودان لعلمائه من أجل تطوير بدائل الطاقة من خلال استغلال شجرة الجاتروفا (Jatropha curcas) من أجل إنتاج الوقود الحيوي وبكميات تزيد عن حاجة البلاد. فقد نجح هؤلاء العلماء في إعادة اكتشاف مستخلصات شجرة الجاتروفا شبه الصحراوية كبديل سريع ومثالي للجازولين بإنتاج الوقود الحيوي بجانب استخلاصات أخرى أكثر أهمية وفائدة. وعلى الرغم من أهمية هذه الشجرة وقدرتها الفائقة على التعايش مع كافة الظروف السودانية، فإنها ولوقت قريب لم تكن تعني للمواطنين غير بعض الاستخدامات الشعبية كمداواة الجروح ومعالجة لدغات الثعابين. لكن ووفقاً للنجاح الأخير، فإن الشجرة -التي أطلق عليها بعضهم اسم الشجرة السحرية أو الشجرة المعجزة- لا تقتصر فوائدها على إنتاج الجازولين وإنما تتعداه لاستخلاصات أخرى كصناعة الصابون والجلسرين ومنتجات تسميد التربة والورق والخشب المضغوط وبعض الاستخدامات الطبية الأخرى لعلاج أنواع من
السرطانات. 3

Source: Research Gate
و تعتبر مشاريع الطاقة المتجددة في ظل ظروف تغيرات المناخ و سلبيات استهلاك الوقود الأحفوري و نضوب المخزون النفطي، بالإضافة إلى ارتفاع استهلاك الفرد، الملاذ الوحيد لمستقبل أفضل. و تعتبر ألمانيا رائدة في مشاريع الطاقة المتجددة حيث استطاعت توفير أكثر من 250 الف وظيفة في هذه المشاريع و بالتالي ساعدت في تقليل نسبة البطالة، و تعتبر ألمانيا واحدة من عشرات الدول في العالم التي تعتزم جعل الطاقة المتجددة هي المصدر الرئیسي للطاقة.
أما الدول العربية ففي محاولات جادة للاستثمار و إقامة مشاريع طاقة متجددة مستقبلية، أعلنت الإمارات العربیة المتحدة عن خطط لاستثمار 163 ملیار دولار في مشاریع تهدف إلى تولید ما یقرب من نصف احتیاجات البلاد من الطاقة من مصادر الطاقة المتجدد بحلول عام 2050.
و في المملكة العربية السعودية تسعى الحكومة على قدماً و ساق للاستثمار في الطاقة المتجددة و اعتمادها عامل رئيسي من عوامل الاقتصاد في البلاد، حيث تخطط السعودية استثمار مواردها و مؤهلاتها للحصول على 10 في المئة من احتیاجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة خلال الست سنوات القادمة.
و تطمح البرامج الحكومية في كلاً من مصر، تونس و المغرب في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بحلول عام2030 و اعتماد الطاقة الشمسية مصدر رئيسي للكهرباء في البلاد بتغطية تصل إلى أكثر من 50% حيث تم التعاقد مع شركات في دول أوروبية و أمريكية بالإضافة إلى تخصيص ميزانيات بلغت مليارات الدولارات، و أخيراً تعمل الكویت على مشروع طاقة یسمى مشروع الشقایا تم توقیع عقد عليه مع شركة تي.اس.كیه الإسبانیة بقیمة 383 ملیون دولار. حیث یعد هذا المشروع من أهم مشاریع الطاقة المتجددة التي تستخدم تكنولوجیا مختلفة لتحقیق رؤیة الكویت لعام 2030 للاستفادة من الطاقة الشمسية، الطاقة الحرارية و طاقة الرياح. 4
و في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها السودان يتعذر التنبأ بمستقبل الطاقة المتجددة، حيث يعاني السودان من عزلة اقتصادية اضهت بظلالها على حالة المواطن السوداني الذي أصبح لا يجد ابسط مقومات الحياة الكريمة، على سبيل المثال : شح البنزين و الديزل مما أدى إلى ارتفاع تكلفة النقل و انعدام المواصلات، بالاضافة الى ارتفاع تكلفة الكهرباء و المواد الغذائية.
أما مشاريع الطاقة المتجددة الحكومية، فحسب الاتفاقيات المبرمة مع الدول المجاورة و مشاريع البنك الدولي فقد تعثرت بسبب الاتجاه الحكومي العام لتجفيف السوق السوداني و أداء الحكومة السيء و سياسات بنك السودان المركزي التي أدت إلى حالة ركود و خمود في الاقتصاد السوداني.
و في ظل الظروف التي تشهدها البلاد الان تم استبعاد السودان من أغلب مشاريع التنمية و الطاقة المتجددة حتى بعد رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي كانت مفروضة على السودان، حيث لم يتقدم السودان كثيراً و لم تمر أيام حتى تقلصت الآمال و الطموحات التي كان يتطلع لها الشعب السوداني من تقدم في عجلة التنمية و ازدهار للاقتصاد، حيث جاءت النتائج مخيبة للآمال و للمشاريع المتعثرة على حد سواء.
المصادر
www.scidev.net/mena/energy/data-visualisation/africa-hydropower-future-interactive-AR.html#
http://www.suna-sd.net/ar/single?id=23028
http://www.aljazeera.net/news/ebusiness/2012/2/23/زيت-الجاتروفا-الوقود-الحيوي-القادم-للسودان