هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

دخلت رواية الأديب السوداني أمير تاج السر “منتجع الساحرات ” القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية للعام 2017 بعد أن دخلت روايته “صائد اليرقات” القائمة القصيرة للعام 2009 كما ترشحت رواية “366” الصادرة في 2013 في القائمة الطويلة لجائزة عام 2014.

أمير تاج السر الروائي و الطبيب الذي ولد في العام 1960 و تخرج من جامعة طنطا في مصر، بدأ شاعراً بإستخدام العامية ثم الفصحى و إنتهى به الأمر لكتابة القصص و الروايات و السير الذاتية (نظراً لتنقله في العمل بين مناطق عدة في السودان ) و هذا ما سيتبين لنا في أحداث روايته “منتجع الساحرات ” التي تدور رحاها في مدينة بورتسودان الساحلية. 

تدور أحداث الرواية حول بطلين، هما عبد القيوم دليل اللص و العاطل في الساحة التي تدعى “منتجع الساحرات ” قديما و تحولت الى سوق ثم الى موقف للباصات السفرية و لكن الإسم القديم لم يختفي أبداً. و البطل الآخر أببا اللاجئة الإريتيرية و التي عملت ست شاي في موقف الباصات. ثم نجد عبد الباسط شجر رئيس السوق/ موقف الباصات الذي جعلته أنا بطلاً ثالثاً، لدوره الفعلي و المؤثر على حياة الأبطال أعلاه. كما توجد شخصيات جانبية مثل الخالة مستورة صاحبة منزل الدعارة و الخادم الإثيوبي الخاص بعبد الباسط شجر و أماكن أخرى مثل أحياء اللاجئين و الأحياء الفقيرة عموماً.

undefined

بدون الدخول في التفاصيل العميقة للرواية و إفساد متعتها لمن لم يطلع عليها، عند قراءتك للرواية ستخرج بعدة أفكار حاول طرحها الأديب أمير تاج السر. تطرق مثلاً لحقوق الإنسان إنطلاقاً من شخصية عبد الباسط شجر الذي يمثل الحكومة و التسلط على جميع من في السوق حتى تدبير مؤامرة لسجن عبد القيوم دليل و المعاملة السيئة لخادمه الخاص. كما تطرق لقضية الهجرة و الوطن البديل في شخص أببا و كيف عانت الأمرين من الحروب في بلدها، كما حاول إيجاد الوطن البديل داخلها في محاكاة البيوت و القصائد و الاغاني الشعبية في أحياء اللاجئين و كل ذلك لم يجعل أببا تعيش طمأنينة الوطن. أما شخصية الخالة مستورة تجسد كيفية إستخدام اللاجئين و إستغلال حوجتهم و ظروفهم القاسية، و أيضاً قضية الفقر بالنسبة لمواطني البلد.  

عرجاً على قصة عبد القيوم و أببا يقول أمير تاج السر أنها غير حقيقية رغم أنه قابلهما في عنبر الحوادث في مستشفى بورتسودان عندما عمل طبيباً هناك، لكن الحبكة الدرامية لمأساتهم من خياله. في كتابه الأشبه بالسيرة الذاتية لرحلته كطبيب ” ضغط الكتابة وسكرها” تجد فصل لقصة أببا الإرترية و جل القصص والروايات التي كتبها أديبنا السوداني الذي ترشح للعديد من الجوائز و فاز بجائزة كتارا للرواية العربية في 2015.