أسلوب حاجي في القص و السرد آسر للغاية، يتيح للقارئ أن يشكل علاقة فورية مع بطل الرواية ورومانسيته الغريبة التي تشق له رحلة مؤلمة.
البعض منا قد سمع عن محنة الإريتريين الفارين من البلاد بعد الإستقلال، و لكن نادراً ما أتتنا فرصة للنظر إلى حالة المأساة العاطفية في الأخبار. مرسى فاطمة كتاب يتكلف بهذا الصدد تماماً، فيقدم لنا حكاوي مختلفة عن الهجرة من خلال أصدقاء ومعارف بطل الرواية الذين يلاقيهم في مسار رحلته. يمر القارئ بنسيج من الحكايات خلال أيام معسكرات التدريب العسكري وطرق الهروب في الصحراء في إريتريا والسودان ومصر، و خلال العبور بمخيمات اللاجئين.

تم سرد نصف الكتاب في مخيم للاجئين بشقراب في الجزء الشرقي من السودان. وحرص الكاتب على عرض شتى المواقف لتوضيح التضامن والعداء بين اللاجئين في أحداث اليوم و التالي. عند قراءة الكتاب ستتنقل بين المعاناة التي يتعرض الناس لها في رحلة البحث عن حياة أفضل أو الهرب من تهديدات وشيكة. العديد من الإريتريين يمرون عبر السودان إما للبقاء أو الذهاب إلى مناطق أبعد. كما هو الحال في معظم الحالات القاسية، المرونة الإنسانية والرحمة تحفز الناس على التغلب على الصعوبات التي لا تصدق في رحلاتهم الغير مؤكد مغزاها أو آخرها.
هذا كتاب عن بحث ملتزم و شغوف لحبيبة ضائعة وسط طرق و مخيمات غدارة.
نقترح قراءة هذه القصة الخيالية المعاصرة حول السفر عبر السودان.
نبذة عن الكاتب: حجي جابر صحفي إريتري ولد سنة 1976 ويعمل حاليا في قناة الجزيرة الإخبارية. كتب روايتين؛سمراويت (2012) ومرسى فاطمة (2013). فازت رواية “سمراويت” بجائزة الشارقة للإبداع العربي.