هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

 

لقد أصبح من الواضح أننا نقضي ساعات في العمل بجد للتوصل إلى ذاك الشيء الكبير المنتظر بينما تقبع الاشياء البسيطة التي يمكن أن تتحول إلى اشياء ثورية أمام أعيننا. أراهن أنه من الرائع أن تجد او تكون الشيء الكبير المنتظر، ولكن كما يعلم كل صانعى المحتوى الإبداعي، نقابل الحواجز في الطريق أكثر بكثير من الجوائز.

على صعيد مختلف، بدأت مؤخرا في النظر إلى أشكال مختلفة من المواهب، والطريقة التي نقرر بها إطلاق الفن أو تقييد أنفسنا. إن المجموعة الواسعة من المواهب الموجودة في جميع أنحاء السودانين لا تقدر بثمن وفي الوقت الحالي نجدها بشكل متزايد. لكننا ما زلنا بعيدين عن التوافق مع حقيقة أننا يجب أن نسمح لأنفسنا أن نطلق كل شيء ، سواء كان أبيض وأسود أو مصنوع من قماش غريب على أعيننا.

undefinedبعد أن عشت في كل من السودان وجنوب السودان (ولا سيما الخرطوم وجوبا) ، كان من دواعي سروري أن أشهد المواهب التي يمتلكها شعبان عظيمان وماذا يمكن أن يفعلا بها عندما تتيح لهما الفرصة والبيئة المناخ المناسب. في السنوات الخمس الماضية وحدها ، كان لدينا الكثير من الزخم والابداع الذي خرج على أرض الواقع، محفزاً لنا وخاصة شخص مثلي. و لكن في مرحلة ما ، ضعت قليلاً في ضجيج التعبير الإبداعي. اتحمس جدًا عندما أرى نجاح سوداني أو جنوب سوداني لأنها سعادة يمكنني أن أنتمى لها. كأنني أعرفهم شخصيا.

قوة الإرث والعظمة متواجدة في جميع أنحاء ارضنا، وقد كتب عنها التاريخ، ولكن لأننا متواضعون إلى حد كبير، لا نظهر امتلاكنا لهذا الارث. توزع الافضال على الجميع سوانا ونحن ننظر، و لا نقول كلمة حول هذا الموضوع. التواضع رائع ولكن بمجرد تهديد ما هو ملكك، يجب أن تدافع عن نفسك بشكل أفضل. لسوء الحظ ، نحن ونولد ونترعرع في مجتمعات مولعة ب "التغطية". يجب أن تتم تغطيتك في كل مكان حتى لا يظهر اقل جزء منك، لأننا حسب رأي المجتمعات التي تلدنا لا يجب أن نعرض أنفسنا. لذلك نتعلم أن نغطي عقولنا وقلوبنا ومشاعرنا، ونشعر بالخوف من هويتنا وما يمكننا القيام به. تأتي الأجيال وتختفي العلامة التي كان من الممكن أن تصنعها لأنها مشروطة باتباع روتين الحياة الذي تم تحديده في سن مبكرة ومتأصلة بعمق لضمان انتقالها إلى الجيل التالي وهكذا.

لقد أصبحنا مرتاحين للغاية في تعتيم أنوارنا إلى درجة أن قرنًا كاملاً قد مر قبل أن نستيقظ مجددًا للعب لعبة العظمة. لم يعد بإمكاننا تتبع بعض خطواطنا وتصميماتنا المنقولة من أسلافنا والتي تعد خسارة كبيرة. ولكنها ميزة أيضًا؛ ميزة في منظور أننا بدأنا عملية إنشاء جديدة، وتحديد ممارسات جديدة وإعادة صياغة مجموعات من هويتنا الثقافية والفنية المحددة السودانية الفردية والجماعية. لقد منحتنا وسائل مثل تويتر و انستغرام منصة لدعم بعضنا البعض من خلال المحادثات والأوسام مثل SouthSudaneseExcellence #SudaneseExcellence#. تحتوي الأوسام هذه على عدد كبير من الفنانين الذين يمكن أن نتعلم منهم ، وأجدهم أكثر تجسيدًا لأنهم من جيل جديد تمامًا وأشخاص صغار في السن يدفعون بالحدو لأبعد مدى مما حصرتنا فيه ثقافة الاختباء والسرية.

دعونا نخطو خطوة للأمام

1- يجب علينا بدء المزيد من المحادثات وخاصة مع أولئك الذين ليسوا على هذه المنصات. قد تحتاج إلى أن تكون مبادرة يقودها فريق حيث نشرك أكبر عدد ممكن من الجهات الفاعلة.

2- فالنجد طرق لإسقاط الستائر والجدران التي تعزز الحاجة إلى الإقصاء والاستقرار في المراحل الصغيرة.

3- فالنسمح للآخرين بتكوين وجهة نظر ثانية وثالثة. التشجيع هو شيء، ولكن أن تكون ناشطًا بشكل مباشر في العملية له معنى أكبر بكثير.

4- الدعم! الدعم! لا أستطيع أن أؤكد هذا بما فيه الكفاية. لا يتعلق الأمر دائمًا بالمال ، بل يمكنك العثور على طرق أخرى للمساهمة والدعم. بمجرد أن ندخل مرحلة التعرف بسهولة على مسرحنا الكبير ومخزوننا الإبداعي، فإننا سننتقل خطوة للأمام.

بقدر ما نشعر بالتقدم في مساحات شبابنا، فإننا لا نزال ننتظر الازدهار الكامل في مجتمعاتنا. إن ثقافة إخفاء الأشياء وغلقها لأننا خائفون مما سيقوله أو يفكر فيه الآخرون تلزمنا بالإقصاء العقلي، وتفسد مستويات الابتكار التي يمكن أن نقدمها لأنفسنا ود


 


نياداك أجاوين

نياداك من جنوب السودان و تعمل في مجال السلام والنزاع. تحب نياداك الكتابة عن الحياة والعجائب والأشياء اليومية، و لديها شغف بالناس والخبرات والمواطنة النشطة في بلدها وأفريقيا والعالم بأسره يمكنكم متابعتها على تويتر و انستاجارم على nyadak_maya