المشهد الفني في السودان يعج حالياً بفنانين شباب موهوبين، ولكن قلة يتمتعون بالمرونة لينتقلوا من فنانين تقليديين إلى من يتمتعون بمهارات متعددة تستدعي صقل مهاراتهم و إستخدامهم لوسائط مختلفة كالورق، والكتابة على الجدران، والتصميم الرقمي والتصوير الفوتوغرافي وغيره. يجد الكثير من الفنانين مراكز وصالات لعرض أعمالهم ، و لكننا نرى العديد منهم يتكتل في مجموعات تشكل دفعة للفنانين من خلال خطط إبداعية وتسويقية أقوى. ينطبق هذا أكثر على مستخدمي وسائل الإعلام الإجتماعية التي تقدم لهم واجهة محلية متفاعلة و دفعة نحو العالمية.
تعرفنا على الفنان جلال يوسف و “ستوديو خيش” (التي أسسها مع إثنين من الفنانين السودانيين) من خلال إينستاجرام، فحرصنا على التحدث معه حول فلسفته الفنية، وجوده على وسائل الإعلام الإجتماعية وأهمية التنوع الفني.
أندريا: ما هي خلفيتك؟
جلال يوسف درست الفنون الجميلة بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا و تخصصت في النحت.

أندريا: كفنان بصري، تميزت كرسام للأعمال الملونة و لكن لديك لوحات مختلفة بأقلام الرصاص و أعمال تصميم الجرافيك و تصوير، هل أنت في مرحلة تجريبية أم أنك تستثمر في هذه الأعمال لتتخصص فيها أيضاً؟
جلال يوسف: أنا فنان بصري وأرى أنني أستطيع أن أشكل صورة من كل شيء كل فلا ضرر أن أجرب. لكن هناك بعض الخامات التي تتميز بوقع خاص عندي ولي تجربة مع قلم الرصاص إمتدت لثلاث اعوام وفي الفترة الاخيرة لي تجربة مع الالوان المائية والاحبار وما زالت التجارب متواصلة .
أندريا: لديك حضور جيد على وسائل الإعلام الإجتماعي، كيف تستفيد من هذا الوجود؟
جلال يوسف: اللوحة عبارة عن صورة، وبعد عام 2009 ظهرت وسائل التواصل الإجتماعي وفي بداية الأمر كنا كزملاء فنانين ننشر أعمالنا في صفحاتنا الشخصية لنتشارك رؤانا الفنية كما كنا نتشاركها من قبل أيام الدارسة. ولكن تطور الأمر فأصبح بإمكانك أن تنشئ صفحة خاصة لإعمالك الفنية وليست حكراً علي أصداقئك وزملائك. بعد ذلك كثرت مواقع التواصل فلا بد أن تنشر أعمالك أيضاً بها، وهذا المد الأثيري سهل على الكثير رؤية أعمال فنية في أي مكان وأي زمان. وكما هو معروف في السودان الفن التشكيلي لا يجد له مكان في المجتمع والكثير من الناس لايعلمون أن هناك كلية مختصة للفنون في السودان أًنشات منذ العام 1946 ، فلا بد أن ننتشر عبر هذا المد لنرفع وعي الحاضرين و ليستمر من يأتي بعدنا في المجال.
أندريا: ما الذي تريد إظهاره أو إرساله عبر لوحاتك؟
جلال يوسف: كل أعمالي مستلهمة من ما هو حولي، فتلهمني كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة.
أندريا: تظهر النساء كثيراً في لوحاتك بملابس تقليدية أوعصرية، وتظهر عليهن الأفريقانية بشكل واضح.
جلال يوسف: بالطبع فالمرأة ملهمة بشكل كبير من ناحية الشكل واللون والتفاصيل، المرأة كائن غني شكلاً ومفهوماً.
أندريا: ما هو رأيك عن نمو الفن الرقمي في السودان؟
جلال يوسف: لا يمكن ان أتكهن بمستقبل الفن في السودان، لكن الواقع الحالي لا يبشر بشئ قادم، فنحن لا نزال في مرحلة متدنية من الثقافة البصرية
أندريا: تابعنا مغامراتك الفوتوغرافية، هل هذا هو مشروعك القادم؟
جلال يوسف: في بعض الأحيان أمارس تصوير الهاتف كنوع من توظيف شيء أحمله في يدى على مدار اليوم وخلق رؤية بصرية منه. لكن لست من المتفرغين لتصوير الهاتف وخلق مشاريع منة ربما مستقبلاً يمكن أن تكون هناك مشاريع خصوصاً بعد تطور كاميرا الهاتف في الآونة الأخيرة.

“ستوديو خيش”
أندريا: أخبرنا عن “ستوديو خيش”، كيف تم إنشاؤه، لماذا، و من معك في هذا المشروع؟
جلال يوسف: تم إنشاء “ستديو خيش” في عام 2012 على يد الزملاء الفنانين حازم الحسين، الحسن المنتصر وشخصي. الفكرة من تأسيسه كانت إيجاد مكان يحتوينا كأصدقاء وممارسة نشاطاتنا الفني بإحترافية في مكان مخصص. ساهم “ستديو خيش” بشكل كبير في إستمرارية نشاطنا ومنه أنجزت معارض وورش عمل. من اللمسات الواضحة في الفترة الأخيرة عمل فنانين “ستوديو خيش” على عدد من الجداريات بشوارع الخرطوم، بالتعاون مع المركز الثقافي الألماني في مشروع “يلا خرطوم” في عام 2015.
أندريا: ما الذي يميز “خيش ستوديو” عن العمل كأفراد في مجال الفن؟
جلال يوسف: اللوحة عمل فردي ليست كالموسيقى أو المسرح، لكن هناك رؤى لنا كثلاث فنانين تُطرح من خلال “ستديو خيش” ونطمح أن تكبر الفكرة وتصبح جزء من تاريخ الفن في السودان.
أين تعرضون أعمالكم للبيع؟
جلال يوسف: أعمالنا معروضة ببعض جاليرهات الخرطوم، وكذلك أصبح هناك التسويق الرقمي في الفترة الأخيرة الذي يتيح للمشتري التواصل مع الفنان مباشرة.
يمكنكم متابعة جلال و شراء قطعه الفنية عبر الفيسبوك تويتر إنستاغرام.