ساعدت في الكتابة تقوى وراق
العمل من المنزل خلال جائحة فيروس كورونا ليس بالأمر المبهج كما يبدو، فمثلاً هددتنا مديرة عملي السابقة بمراقبة شبكات VPN الخاصة بنا حتى تتمكن من معرفة من كان يعمل حقًا من المنزل ، ومن لم يكن كذلك. هذه الأيام ، يتشتت الانتباه و يستهلكنا التصفح المستمر للبحث عن الأخبار المتعلقة بالفيروس. في كل مرة، تعد نفسك أنها المرة الأخيرة لتحديث الصفحة الرئيسية لموقع التواصل الاجتماعي الذي تستخدمه ، ولكن ينتهي بك الأمر بقضاء ساعتين إضافيتين بدلاً من ذلك في قراءة أخبار ارتفاع الأسعار وندرة أقنعة الوجه في المستشفيات.
الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي سهل للغاية ، يمكن لأي شخص قول أي شيء لأي شخص آخر دون أن تتاح له الفرصة للتحقق من شفافية وصحة ما يتم قوله. انتشرت العديد من المعلومات الكاذبة عن الفيروس بكثرة في جميع أنحاء الإنترنت ، ووصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها Infodemic - أو وباء المعلومات الذي يصعب حل المشكلة الأساسية لفيروس كورونا. مع حظر التجول والإغلاق التام والحجر الصحي و المنزلي ، يتم قضاء المزيد من الوقت على الإنترنت. لكن لابد و من التحرك بشأن الأخبار المزيفة في كل مكان.
معلومات خاطئة كثيرة كانت - ولا تزال - تنتشر بين السودانيين، مثلا كيف أن لحرارة الصيف مع صيام رمضان المقدرة الأكيدة على الحد من انتشار هذا الفيروس. بدأ الأمر بنبوؤة لرضيع نطق في مهده بسر علاج مرض الكورونا و الذي يكمن في شرب الشاي الأسود (بدون سكر) ، بينما اتجه آخرون إلى الإيمان بالمانجو كوصفة سحرية أخرى للعلاج. من بين الخلطات العشبية المحلية التي زُعِم أنها علاج فعال أيضا: القرض ، الزنجبيل ، الفلفل الأحمر ، أوراق النيم و غيرهم، دون وجود أي دليل طبي عن صحة هذه الادعاءات. انتشر بين الجميع أيضا أن أصحاب البشرة الداكنة لا يصابون بالفيروس، و كيف يمكن لشرب كميات من الماء الدافئ أن يساعد على غسل الفيروس من حلقك. غزت المعلومات السودانية المغلوطة حول فيروس الكورونا منصات التواصل الاجتماعية ومجموعات الواتساب بسبب حوجة الجميع الماسة إلى المعلومات ، مما يقودنا إلى خوض هذا القلق معًا. و لكن ثبت أن هذه معلومات خاطئة لأن اليوم سجلت السودان مجموع 1661 حالة مؤكدة من فيروس كورونا.

Image via consumerreports.org
تخريب تكنولوجيا الجيل الخامس
أخبار فيروس الكورونا الكاذبة والمزاعم المغلوطة تظل ظاهرة عالمية. بدأت بنظريات أن الفيروس تم تطويره في مختبرات ممولة من قبل بيل و ميليندا جيتس. ليس هذا فحسب ، ولكن شهدت بريطانيا منذ شهر يناير أعمال عنف والعديد من الحوادث المرتبطة بنظرية مؤامرة مفادها أن تقنيات الجيل الخامس اللاسلكية يمكنها نقل الفيروس. وقد ربطها البريطانيون الذين أمنوا بهذه النظرية بشركة هواوي ، عملاق الاتصالات الصيني الذي يقوم بتركيب البنية التحتية لهذه التكنولوجيا في بريطانيا. وبالنسبة لهم، لا يمكن الوثوق بالصين عندما يتعلق الأمر بالشفافية. تم استهداف شركات مثل فودافون. كما شمل الأمر مئات الحوادث لتدمير وحرق معدات الجيل الخامس ومضايقة مهندسي وفنيي الاتصالات. بالإضافة إلى تشجيع مشاركة مقاطع الفيديو وصور المواقع المحترقة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي. تكمن المشكلة في أنهم كانوا في معظم الأحيان يدمرون معدات أخرى ظناً منهم أنها من معدات الجيل الخامس.
تنتشر الأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة بشكل فيروسي، تماما مثل الكورونا.
تدخل عمالقة التكنولوجيا
بالإضافة إلى إزالة أخبار فيروس كورونا المزيفة و تصعيب العثور عليها في عمليات البحث ، عمل موقع فيسبوك بشكل تعاوني مع منظمة الصحة العالمية على مكافحة مشكلة الأخبار الكاذبة. قدم موقع التواصل الاجتماعي مساحات إعلانية مجانية لمنظمة الصحة العالمية للترويج لمحتوى فيروس كورونا الموثوق به ، وتوجيه المستخدمين إلى السلطات الصحية المحلية عندما يبحثون عن مصطلحات مثل Coronavirus.
يشجع فيسبوك مستخدميه على الإبلاغ عن أي معلومات مضللة ، ويحظر أي محتوى قد يتسبب في ضرر للناس. يتم حذف الإعلانات التي تروج بشكل كاذب لعلاجات الفيروس بواسطة فيسبوك. بالإضافة إلى ذلك، تم وضع رسائل تنبيه منبثقة على المنشورات لتحذير المستخدمين من أن المحتوى قد لا يكون موثوقًا به. من خلال مركز معلومات فيروس كورونا الخاص بفيسبوك ، دعمت الشركة إمكانية الوصول إلى الأخبار والمعلومات الموثوقة.
أطلق تطبيق واتساب (المملوك من قبل فيسبوك) مع منظمة الصحة العالمية خدمة رسائل متعددة اللغات لتقديم أخبار ومعلومات موثوقة حول الوباء. ويفرضون أيضًا حدًا جديدًا صارمًا لإعادة توجيه الرسائل.
من ناحية أخرى ، لدى قوقل تنبيه SOS الذي يخبرك بوجود أزمة قريبة إذا كنت مجاورا لمكان حدوث أزمة كبيرة وقمت بالبحث عن المصطلحات ذات الصلة بـفيروس كورونا. أعلنت قوقل أيضًا عن فريق جديد للاستجابة للحوادث يعمل على مدار الساعة ومخصص لمكافحة الفيروسات، والتزم الموقع بمسح المعلومات الخاطئة من عمليات البحث.

Image via bbc.com
عملت منصة بينتريست أيضًا مع منظمة الصحة العالمية لوقف التضليل. عندما يبحث مستخدمو المنصة عن مصطلحات تشمل مفردات مثل فيروس كورونا ، سيتلقون رسالة تخبرهم ما إذا كان المحتوى الذي يبحثون عنه ينتهك سياساتهم. وبدلاً من ذلك ، يقترح عليهم زيارة مراكز الرعاية الصحية أو زيارة موقع منظمة الصحة العالمية على الإنترنت.
كما قامت شركات أخرى مثل You Tube و Tiktok بإزالة المحتوى المضلل ، وأدرجت في سياساتها حظر مشاركة أي محتوى يدعي العلاج من الفيروس. تم حظر مواقع إلكترونية مثل Infowars ، و إزالة مقاطع الفيديو التي تروج لنظرية مؤامرة جيتس بواسطة Tiktok.
كل هذه الجهود تهدف لمنع الضرر الذي قد ينجم من التضليل ونشر الأخبار المزيفة. ومع ذلك ، هناك الكثير من مقاطع الفيديو والصور والمنشورات في منصات مختلفة بالعديد من اللغات المختلفة على ما يبدو لم تشملها هذه الإجراءات. كل هذا يأتي مع مخاوف أخرى مثل قدرات هذه المنصات وما إذا كانت هذه الشركات و التقنيات التي تستخدمها قادرة على التكيف أم لا. علاوة على ذلك ، تثير الحلول التقنية التي تنطوي على تتبع الحالات المشتبه فيها والمؤكدة أسئلة عن خصوصية المستخدمين، الأمر الذي يتطلب إعادة ترتيب الأولويات في أوقات الأزمات.
لقد قمت بكتابة كلمة "فيروس كورونا" في محرك بحث قوقل (مع فتح GPS الخاص بي) وأظهرت النتائج الأولى منحنى الحالات الجديدة في السودان منذ بداية عام 2020 ، إلى جانب عدد الوفيات. ومع ذلك ، لم يظهر أي شيء آخر بخلاف ذلك ، مثل معلومات الطوارئ المحلية أو تنبيه SOS من قوقل الذي يتم تنشيطه. من ناحية أخرى ، لا يزال فيسبوك مملوءًا بمعلومات خاطئة عن الفيروس بالعربية السودانية، والذي لم تتم إزالتها بعد. على موقع بينتريست ، عند كتابتي لكلمة كورونا في شريط البحث، لم تظهر أي نتائج. بدلاً من ذلك ، انبثقت لي رسالة من الموقع تشجع المستخدمين على البحث عن المعلومات من مصادر أكثر موثوقية مثل منظمة الصحة العالمية ، والإبلاغ عن أي محتوى يتم الترويج له كأخبار لفيروس كورونا على منصتهم. مع إمكانية الوصول إلى الإنترنت أو بدونها ، ستغذي الخرافات المحلية والمعلومات الخاطئة هذا الوباء الذي نواجهه. إن محاربة الأخبار الكاذبة و المغلوطة هو إجراء وقائي في حد ذاته. ابقى في المنزل و تابع الأخبار من مصادر موثوقة فقط كمنظمة الصحة العالمية و وزارة الصحة.
المصادر:
1- Britain Defies Trump Plea to Ban Huawei From 5G Network: https://www.nytimes.com/2020/01/28/technology/britain-huawei-5G.html
2- W.H.O. Fights a Pandemic Besides Coronavirus: An ‘Infodemic’: https://www.nytimes.com/2020/02/06/health/coronavirus-misinformation-social-media.html
3- Surge of Virus Misinformation Stumps Facebook and Twitter: https://www.nytimes.com/2020/03/08/technology/coronavirus-misinformation-social-media.html
4- Mark Zuckerberg’s post on Covid-19: https://web.facebook.com/zuck/posts/10111615249124441?_rdc=1&_rdr
5- Facebook - Keeping People Safe and Informed About the Coronavirus: https://about.fb.com/news/2020/05/coronavirus/#empowering-partners
6- Twitter to remove harmful fake news about coronavirus: https://www.theguardian.com/world/2020/mar/19/twitter-to-remove-harmful-fake-news-about-coronavirus