بايمبا كلمة لوغندية يمكن ترجمتها بشكل عام إلى: "هم يغنون".
إن الأصوات الإيقاعية هي أول ما يداعب أذنيكم منذ الوهلة الأولى التي تطأ فيها أقدامكم الجزيرة. ستسمعون أصوات مختلفة على الجزيرة الكبيرة وترون ديكور جميل. أينما نظرتم فإن أعينكم ستتشبع بالفن والألوان والناس الفرحين الذين يتجولون بين أكشاك الفن والطعام. يقف الناس في مجموعات بالقرب من المسارح ويترقبون العرض الموسيقي القادم. إن البهجة تعم المكان بأكمله وحيثما نظرتم فسترونها.
يعتبر بايمبا المهرجان الأطول في أوغندا ويعرف رسمياً بمهرجان بايمبا الفني والذي تم عقده بنجاح لمدة 12 عاماً على التوالي. يعتبر المهرجان مزيجاً من الموسيقى والرقص والأزياء والأفلام والمسرح والفنون البصرية للفنانين المعروفين والصاعدين على حد سواء. يشاركنا كينيث سينكاينقو منسق الإعلام والدعاية لمؤسسة بايمبا بعض المعلومات عن المهرجان وعن إنجازاته منذ إطلاقه في العام 2008م. وقد كشف لنا بأن المهرجان بدأ على يد فيصل كيواوا نتيجة لسعيه الحثيث في تحويل قطاع الفنون، وذلك عبر دعم الفنون وإنشاء منصات عديدة للفنانين الأوغنديين وغيرهم. ويمضي. سينكاينقو قدماً ويوضح بأن المهرجان قد أطلق لرفع الوعي بأهمية الأدوار التي يلعبها الفن والثقافة في تنمية المجتمعات. أيضا يهدف المهرجان لزيادة الوصول إلى الفن والأنشطة الفنية في أوغندا، بالإضافة إلى خلق المنصات و تطوير الهياكل المستدامة للتنمية الفنية والثقافية وللتعريف بالفنانين الأوغنديين.

Source: Keneth Senkungu for Bayimba
تتميز كمبالا الآن بالحيوية وتدار فيها العديد من المهرجانات على طوال العام. ولكن الحال كان يختلف عما هو عليه الآن قبل العديد من السنوات وقبل بداية مهرجان بايمبا. إن إطلاق المهرجان شكل إضافة جديدة إلى عالم الفعاليات؛ وذلك لكونه يركز على الإبداع الفني منذ نسخته الأولى. عبر السنوات الأخيرة تطور مهرجان بايمبا إلى مهرجان متعدد الفنون وذلك باحتوائه على برامج مختلفة وعرضه لأفكار جميلة ومبدعة، والاستمرار برسالته لحفظ الفن حياً وقريباً من الثقافة الفنية الأوغندية. يعمل المهرجان بحماس عالٍ لعرض وترويج الفنون والثقافة في أوغندا عبر التبادلات الثقافية والإبداع. يشجع المهرجان التبادل الثقافي والإبداع عبر مهرجانات الفن السنوية، والتدريب المقدم للفنانين الصاعدين وتيسير التنمية الفنية. يستمر المهرجان في تفرده وذلك عبر منهجه متعدد التخصصات ومجهوداته الظافرة في البحث عن مختلف الألوان الفنية و الجمهور والربط بينهم. يعتبر العديد من الفنانين مهرجان بايمبا كعلامة فارقة ومرجعية في إنتاج وتقديم الفن الجميل في أوغندا. يستمر المهرجان في عرض الإمكانات والتمكين الإبداعي ليفتح أعين الفنانين وتفكيرهم في الإبداع وليس البحث عن العمل خارج نطاق الفن. يواصل المهرجان أيضاً في توفيره منصة تشتعل بالعروض الحية وتقديم عروض موسيقية معدة بإتقان والاستمرار في إرشاد الفنانين للمشاركة في مهرجانات فنية عالمية.
إن المهرجانات مثل بايمبا التي تعمل على مدار السنوات تستقطب السياح من كافة أنحاء القارة. عقد المهرجان لهذا العام في 4-1 من أغسطس 2019 وأظهر عدداً من الفنانين المتألقين من شرق أفريقيا والعالم. شملت العروض عدداً من الفنانين منهم: ليو مانيا من تنزانيا وبوروس جوستا من المملكة المتحدة وصوفيا بورنس من المملكة المتحدة وايدا ماسابا من أوغندا وسارة زاويد من أوغندا وعزيز ازيون من أوغندا وكينيث موقابي من أوغندا و لوماس اوبابابيجا من أوغندا. كان المهرجان يعقد سابقاً في المركز الثقافي القومي الأوغندي والذي يعرف أيضاً بالمسرح القومي، ولكن قبل عامين حظي المهرجان بمكانه الخاص على جزيرة مساحتها 100 فدان وهي تقع على بحيرة فكتوريا واسمها جزيرة لونكولو.

Source: Keneth Senkungu for Bayimba
في هذا العام استقطب المهرجان أكثر من ألفين من مستكشفي الثقافات في موطنهم الجديد في جزيرة لونكولو. تحولت الجزيرة إلى بيئة مهيئة لاستقبال الزوار ليستمتعوا بالشواطئ الرملية، المياه العذبة الباردة والعروض المستمرة على مدار الساعة وخلال أربعة أيام في أربعة مسارح منتشرة في الجزيرة. أسواق الفن والطعام المفتوحة أيضاً مشهورة، يخرج زوارها محملين بالهدايا التذكارية الأفريقية والأوغندية. أعربت نورا لوريك السائحة الإسكندنافية التي حضرت المهرجان -والتي تعمل على توثيق المهرجانات منذ 12 عاما -عن سعادتها بالتجربة ورؤية العديد من القواسم المشتركة في الفعاليات الثقافية بصرف النظر عن كونها أقيمت في جزيرة بالقرب من خط الاستواء أو مزرعة في قلب السويد.
إن الذهاب للمهرجان ليس لضعاف القلوب، يكتب بنزاري وانجالا و هو فنان أوغندي من شركة كلان "إن الذهاب إلى جزيرة لونكولو على بحيرة فيكتوريا ليس بالأمر السهل كما يتوقع البعض. إذ كان علينا الذهاب عبر الغابات وعبور الجسور وفي بعض الأوقات ركوب العبارة عبر بحيرة فيكتوريا. رغماً عن ذلك فإن آلاف الناس يخوضون هذه الرحلة لأجل الفن". يواصل بنزاري "كان المهرجان لهذا العام مختلفاً، فمهرجان بايمبا مهم لأنه يهتم بحفظ الفنون في أنقى صورها وحفظها في بيئة محمية بالمئات من الأشجار في الوقت الذي يتم فيه تهديد الأشجار".

Source: Keneth Senkungu for Bayimba
يواصل المهرجان بكونه وجهة تحتفي بالموسيقى والعروض الفنية، فأصبح منصة مهمة للتجارب الأصيلة للعديد من الفنون الشيقة. على الصعيد الآخر فإن تنفيذ مهرجان ليس سهلاً وقد واجه المهرجان العديد من التحديات، إذ لم يتمكن السكان المحليون من الاستيعاب الكامل للفنون بكونها حرفة وصناعة. هناك أيضاً صعوبة التمويل مما يشكل تحدياً كبيراً يؤثر بشكل كبير على فعالية البرامج المصاحبة للمهرجان. أضيفوا إلى ذلك إيجاد المكان المناسب والذي شكل عقبة كبيرة، وكان ذلك قبل أن يمتلك المهرجان مكاناً خاصاً به. الآن وبعد أن أصبح للمهرجان مكانه الخاص فإن مسؤولية الإعلام والترويج باتت تحدياً في غياب المؤسسات التي كانت تسهل الترويج للمهرجان. مع كل عام يعج المهرجان بالأفكار وذلك لإعادة برمجته وتعريفه والمحافظة على تجدده واستقطابه للمهتمين بالثقافة. رغماً عن التحديات الكبيرة و الصغيرة الأخرى فإن المهرجان يستمر وذلك بدعم المنظمات المختلفة مثل منظمة ديون، ميميتا، افريكاليا، المعهد الثقافي الفرنسي والعديد من الشركاء الثقافيين الآخرين. والأهم من ذلك، إستطاع مهرجان بايمبا على جذب محبي الفنون لحضور المهرجان وما يحمله من مفاجآت كل عام و على مدى 12 عاماً على التوالي.
تابعوا بايمبا على الفيس بوك لمزيد من المعلومات عن البرامج المقدمة وللانضمام إلى قاعدة بياناتهم الفنية أو لشراء تذاكرالنسخة القادمة من المهرجان.