لاتزال مساحة الاهتمام بالفن التشكيلي في جنوب السودان ضئيلة جداً، مقارنة بالضروب الاخرى من الفنون، ولا تزال آسئلة الفن التشكيلي حائرة تبحث عن من يجيب عليها، سيما في ظل غياب المؤسسات المعنية ذات النشاط المتواصل عدا كلية الفنون بجامعة جوبا وبعض الروابط والتجمعات التي يؤسسها الفنانون انفسهم، ولكن بدأ منذ فترة في العاصمة جوبا حركة ملحوظة لخلق بيئة ثقافية وفنية، بعد تصدي مجموعة من الوجوه الشابة لزمام المبادرة وقادوا حراك للتعريف بالفن التشكيلي من خلال أعمال فنية جيدة ومبتكرة تعبر عن الهوية والتراث والثقافة المحلية الافريقية، والتي تركز على مخاطبة القضايا السياسية والمشكلات الاجتماعية عبر لوحات ومنحوتات ورسومات تنبض بالحياة والابداع.
عند الحديث عن اجيال التشكيليين الشباب في جنوب السودان، يبرز على سبيل المثال، أسماء مثل، أكوت دينق، توماس داي، أبول أوياي، سليمان أحمد، جلفان بول، سارة جمعة، وإيمانويل مايكل وغيرهم، ومعظمهم درس الفنون بجامعة جوبا أو درسوا تخصصات أخرى، ونعرض هنا خلفية تعريفية عنهم سوى كانوا محترفين أو هواة.
أكوت دينق (Akot Deng)
أكوت دينق فنان تشكيلي ورسام، معروف باسم "أكوت سوليب" مقيم بمدينة جوبا، وتخرج حديثاً من كلية الفنون بجامعة جوبا، وينشط في جمعيات ومنتديات أدبية وفنية.
بدأ الرسم منذ أن كان في مرحلة الابتدائية وواصل في تطوير موهبته إلى أن دخل كلية الفنون بجامعة جوبا، حيث تعرف على الجوانب النظرية ومدارس الفن المختلفة. يقول "بدأت الرسم منذ أن كنت تلميذاً في مرحلة الأساس، وكنت أرغب في دراسة الفنون أو الهندسة، ولكن كنت أميل للفنون أكثر، وأحمد الله أنني إستطعت دراسة الفنون بعد ذلك في المرحلة الجامعية".
شارك أكوت في معارض مختلفة في الجامعة و خارجها، ويمتزج أسلوبه ما بين الواقعية والتجريدية ويتناول القضايا والمواضيع التي تتعلق بالأطفال والنساء لأنهم بحسب قوله أكثر الفئات التي تعاني من تبعات الحروب والأزمات، وكثيراً ما يرسم أيضا اللوحات التي تشخص الأوضاع السياسية الراهنة. يضيف :"رسمت لوحة في 2014 تجسد الواقع السياسي ووجدت قبول وصدى كبير، واللوحة واسمها Black disaster فيها ابعاد كثيرة، إذا نظرت لها فسترى وجه لشخصية، ولكن إذا دققت فيها عن قرب فإنك سترى مشاهد ورسومات عديدة تعبر عن الأزمة".
ويقول أن أبرز التحديات التي تواجه الفنانيين التشكيليين، هو ضعف الإهتمام بالفنون، إلى جانب غياب الأدوات والخامات التي يتم إستيرداها من الخارج بأسعار باهظة، وغياب كيان يجمع الفنانين التشكيليين، ولكنه عاد وقال بأنهم يسعون لتأسيس جسم يجمع كافة العاملين في وسط الفن التشكيلي.
يمكنكم التواصل مع أكوت عبر حسابه في الفيس بوك : Akot Solip أو متابعه رسوماته عبر صفحة : فنان بسيط.
أبول أوياي (Abul Oyay)
أبول أوياي، فنانة تشكيلية ولدت باقليم قامبيلا الإثيوبي أواخر ثمانينات القرن الماضي، لأب من جنوب السودان وأم إثيوبية، وعاشت بواكير عمرها متنقلة في مناطق عديدة في الجنوب في وقت كانت تستعر فيها الحرب في أنحاء الإقليم. قضت سنوات طفولتها بعيداً عن أحضان الأم ورعاية الأب، فقد كان والدها "أوياي دينق أجاك" قائداً في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان التي كانت تقود ثورة مسلحة ضد الحكومة في الخرطوم.
بدأت دراستها في مدينة الرنك شمالي أعالي النيل وتقول عن بدايتها :"كنت دائماً ومثل اي طفل ريفي، نشغل أوقاتنا بالسباحة في النهر والذهاب للغابات المجاورة، كانت حياتي رائعة".
تعلقت أوياي بالفنون أكثر حينما إنضمت لاكاديمية "قرين هيل" العالمية ومقرها يوغندا، لتعلم الفنون، وهناك انخرطت في أعمال الرسم والتلوين. تضيف :"حينما تبدأ خلال سنوات الدراسة، فإنك تقوم به من أجل إجتياز الامتحان نهاية السنة للحصول على درجات ممتازة"، ولكنها بدأت في الإهتمام بموهبتها الفنية وتطويرها أثناء سفرها إلى لندن لدراسة إدارة الأعمال :"لقد بدأت في الرسم بشكل جاد في العام 2010، حيث استطعت شراء معظم ما أحتاجه من أدوات وخامات الرسم، رسمت أول قطعة وقمت بإرسالها لوالدي، الذي قام بدوره بالاتصال بي وشجعني كثيراً".
توماس داي فول (Thomas Dai)
توماس داي فول (توم داي) فنان تشكيلي وكاريكاتيرست، مقيم في مدينة جوبا، تخرج من كلية الإقتصاد بجامعة جوبا وتخصص في مجال الإحصاء عام 2008، ويعمل موظفا حكوميا. كما أشتغل رساما للكاريكاتير في عدد من الصحف السيارة بالسودان وجنوب السودان منها صحيفة الدار وخرطوم مونيتر وسودان تربيون، إلى جانب صحيفتي المصير والموقف. ويعمل حاليا في صحيفة "جوبا مونيتر" الإنجليزية حيث ينشر رسوماته الكاريكاتيرية الساخرة بشكل يومي.
يتحدث داي عن تجربته مع الرسم :"بدأت الرسم منذ وقت مبكر من عمري، وما زلت أتعلم أشياء جديدة من الرسم يومياً". وتابع :"لم أدرس الرسم، ولكنني أحب أن أظهر نفسي كفنان، لأن الفن هو الذي يجمعني مع الناس". يطرح توم داي من خلال رسوماته قضايا تتعلق بحياة الناس البسطاء وهموم الحياة اليومية و يضيف "دائماً تميل رسوماتي الكاريكاتيرية لإثارة القضايا التي تهم المواطنين بشكل بسيط حتى تجد آذان صاغية من قبل المسؤولين".
ويقول داي أنهم كفنانين تشكيليين يجدون صعوبة في إيجاد أدوات الرسم، ويجتهدون لشراء الألوان والفرش من يوغندا، كما أشار إلى أن الفن التشكيلي لا يجد رواجاً كبيراً في الشارع العام لذلك لا تجد معظم الأعمال طريقها للشراء، بحسب حديثه. وأضاف :"لا نرسم من أجل المال فقط، بل الرسم أصبح هوية ومتنفس بالنسبة لنا".
لمزيد من المعلومات عن توم داي يمكنكم زيارة صفحته على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك: Tom Dai Dai.
جلفان بول
جلفان بول أوتور فنان تشكيلي في الـ 24 من عمره مقيم في مدينة جوبا، ويدرس علوم الحاسوب في جامعة جوبا، معروف برسوماته الواقعية، ويقوم كذلك برسم اسكتشات للوجوه (بورتريه). يقول جلفان "بدأت الرسم منذ أن كنت صغيراً، بإستخدام أقلام الرصاص والألوان، وفي جوبا هنا مارست الرسم بشكل متواصل ورسمت عدد من اللوحات والرسومات منذ عام 2014". وأضاف :"أسعى لإحداث التغيير من خلال رسوماتي، وأتناول المواضيع التاريخية إلى جانب الصور والمشاهدات الواقعية".
للمزيد من المعلومات عن جلفان بول، يمكنكم متابعة حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك : Jalpan Bol.
سارة جمعة
سارة جمعة أنجلو فنانة تشكيلية مقيمة في جوبا، وتخرجت من جامعة جوبا في عام 2010، وبدأت الرسم منذ المرحلة الابتدائية، تصف لنا بداياتها :"منذ نعومة أظفاري بدأت في الرسم، كنت خلال دراستي في المرحلة
الإبتدائية اشخبط وأرسم أثناء الحصص، وكان المعلمون ينزعجون من ذلك ويطالبوني بالتركيز في الدرس". وأضافت :"كنت البنت الجنوبية والمسيحية الوحيدة في مدرسة أبوعنجة عندما شاركت في مسابقة الرسومات وفزت بالجائزة، حيث رفضت إدارة المدرسة منحي الجائزة لإعتبارات غير منصفة وقاموا بوضع الجائزة في مكاتب الإدارة، وقد تأثرت بذلك بشدة".
تقول سارة أن الفن أقوى أثراً من التخصصات الأخرى ويستطيع الفنان من خلاله تقديم رسائل عن السلام والمحبة والجمال، وقالت أنه على الفنان ان يكون مستعداً دائماً للإجابة على الاسئلة والاستفسارات التي تأتي من
الناس، و تضيف :"يجب ان تطول بالك وتركز على إنتاج الأعمال التي تعجب الجماهير وترضي الأذواق وتعطيهم الجاذبية لقبول عملك".
كشفت سارة أيضاً عن بعض المضايقات التي تعتري مسار الفنانات :"في بعض المرات يمكن أن يأتي لك شخص ويجدك منشغلاً في الرسم ويسألك ماذا تريد أن تفعل باللوحة". تملك سارة حسابا في شبكة التواصل الإجتماعي الفيس بوك : Sara Juma Anjlo.
إيمانويل مايكل (موكلي)
معروف في مواقع التواصل الإجتماعي باسم موكلي، إيمانويل مايكل فنان تشكيلي شاب ولد في عام 1991 ومقيم في مدينة جوبا، ويستعد حالياً لدراسة الهندسة في الجامعة.
بدأ موكلي الرسم منذ وقت طويل ولا يزال يقدم الجديد و يشارك في المعارض الفنية التي تقام في جوبا. يقول "بدأت الرسم في عام 2002، ولم أجد التشجيع في البداية من الأسرة، ولكنني
واصلت في الرسم إلى أن وصلت لما أنا عليه اليوم".
يتناول موكلي مواضيع رسم عن القضايا المتعلقة بالمرأة :"معظم موضوعات رسوماتي تتناول مشاكل المرأة في البلاد، إلى جانب أعمال أخرى تعالج الأوضاع الحياتية العامة". وأضاف :"أدعو أقراني الشباب خاصة الموهوبين في الرسم، إلى الإجتهاد من أجل تطوير موهبتهم".
يمكنكم التواصل معه عبر حسابه في شبكة التواصل الإجتماعي الفيس بوك : Mawkly
سليمان أحمد مرجان
سليمان أحمد مرجان، فنان تشكيلي ومؤلف أغاني وكاتب للاشعار، يدرس الإدارة بجامعة جوبا، إكتشف موهبته في الرسم مبكراً وتأثر بالفنانين الكبار. قال أنه واجه صعوبات في بداية مشواره من أسرته التي كانت تأمل بان يدرس الطب، و يقول :كانوا يتمنون أن أصبح طبيباً، بينما أنا أسعى لدراسة الفنون، وخلاف ذلك درست الادارة، ولكن واصلت في الفن لانه يجري في عروقي". وأضاف :"أنا في كلية الإدارة حالياً، ولكني مولع بالفن وهذا يعني ان الفن هو كل شئ".
غالبا ما يتناول سليمان في رسوماته مواضيع تتعلق بالحياة الاجتماعية والأسرية، ويميل للرسم التجريدي بعد أن بدأ بالرسومات الواقعية في السابق. يتابع :"نعرض اللوحات التي نرسمها في (ستديو ون بجوبا) ويمكن لمن يريد الاطلاع عليها و زيارة الاستديو".
للمزيد من المعلومات عن سليمان يمكنكم التواصل معه عبر حسابه في الفيس بوك : Sulieman Ahmed Morjan، أو مراسلته عبر البريد الإلكتروني : [email protected]
ويني قودي
ويني قودي، مصممة أزياء رجالية ونسائية وأزياء الأطفال، مقيمة في مدينة جوبا، وتدير متجر خاص للأزياء بحي مونيكي غرب جوبا. علمت نفسها فنون تصميم الأزياء بالإطلاع الذاتي والممارسة ومن ثم أخذت كورسات قصيرة في التصميم والتفصيل.
وتقول : "لم أدرس تصميم الأزياء في الجامعة، ولكنني تعلمته بالممارسة والاطلاع والجهد الذاتي، كنت أعكف على قراءة الكتب الخاصة بتصميم الأزياء، ولاحقاً أجريت كورسات قصيرة في
التصميم والتفصيل". وتضيف ويني أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد أثرت على العمل بصورة كبيرة وعلى رواج السلعة، و تضيف: "نحن نستورد الأقمشة وأدوات التفصيل والخياطة من الخارج بالعملة الصعبة، وهذا يمثل تحدي كبير بالنسبة لنا".
يمكنكم متابعة حسابها في مواقع التواصل الإجتماعي، فيس بوك : Winnie Gode، او زيارة صفحة الفيسبوك Winnie Vision التي تعرض فيها تصاميمها.