المغتربين * أصبحوا لاعبين كبار في تقديم المساعدة و الإستجابة للكوارث الإنسانية. المساعدة تقليدياً كانت تأتي من قبل الحكومات أو المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، أي المؤسسات التي تعمل داخل النظام القائم (GHA، 2015).
من يعمل في الإستجابة الإنسانية؟ – GHA
ومع ذلك، في كثير من الأحيان لا يُعتَرف بالمساعدة المقدمة من الأفراد والمجتمعات في المهجر، التي تتمثل في أشكال مختلفة مثل التحويلات النقدية، أو جمع وتوزيع المعلومات حول الأزمة والعمل التطوعي(King and Grullon, 2014) . هناك ضغوط متزايدة للإعتراف بدور المغتربين؛ بالفعل لهم مساهمة مالية وسياسية وإجتماعية كبيرة في بلدانهم الأصلية. على سبيل المثال عام 2014 شهد زيادة كبيرة في التحويلات إلى الجنوب العالمي وصلت إلى $435 مليار، و من المتوقع أن يرتفع هذا المبلغ إلى قرابة $454 مليار في عام 2015 ((World Bank, 2014.
هناك أمثلة عديدة تشير إلى إرتفاع مستوى التحدي والإستجابة الغير مسبوقة للأزمات الإنسانية. وتشمل هذه المغتربين السوريين الذين يلعبون دوراً حاسماً في إيصال المعونات إلى مناطق في سوريا حيث أن منظمات كبيرة لم تكن قادرة على ذلك (ODI, 2014). في إستجابة للأزمة الإيبولا، قامت مجتمعات المغتربين في أوروبا وأماكن أخرى بتجميع الموارد لتقديم المساعدة الإنسانية في المنطقة (The Guardian, 2014)، وكذلك في هايتي وباكستان على سبيل المثال ( MPI, 2010).
الوضع في السودان وجنوب السودان
الصورة الإنسانية في السودان وجنوب السودان قاتمة. منذ ديسمبر عام 2013، دمر الصراع حياة الملايين من جنوب السودان وشرد أكثر من مليوني شخص. نحو مليون و نصف منهم نزحوا داخلياً وأكثر من خمسمائة ألف من اللاجئين ذهبوا إلى الدول المجاورة (OCHA, 2015).لا يزال الوضع الإنساني في السودان في تدهور على الرغم من سنوات من المساعدات الدولية، فهناك أكثر من مليوني نازح داخل القطر، و أصبح السودان مركزاً و مصدر رئيسياً لعبور المهاجرين، حيث أن هناك العديد الذين تغريهم الصحراء الخائنة وطريق البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى شواطئ أوروبا.

الإغاثة الإنسانية في السودان: لقطة ، 30 يونيو 2015. – Reliefweb
الأنماط الناشئة في الداخل والخارج
على الرغم من هذه التحديات، هناك ضوء في نهاية النفق مع الإتجاهات الجديدة والناشئة في الإستجابة الإنسانية والتنموية للمجتمعات المتضررة، بما في ذلك من المغتربين. في السودان وجنوب السودان الشباب تسابقوا على تقديم المساعدات المتخصصة، إلى حد كبير خارج الإطار “التقليدي” للمنظمات الغير حكومية. مثال على ذلك حملة “نفير” التي أنشاها شباب سودانيون في الداخل و الخارج في 2013 لدعم المتضررين من الفيضانات في السودان. وفي جنوب السودان، بدعم من المغتربين تم إنشاء مبادرات مثل مشروع ROOTS للتخفيف من حدة التحديات التي تواجه المجتمعات في جنوب السودان.
هناك سمة أساسية في وجه الإختلاف بين الأجيال في مفهوم العطاء أو تقديم المساعدة. على سبيل المثال، الجيل الأول يفضل إرسال التحويلات على أساس منتظم، فمن الأرجح أن يقل أو يتوقف هذا النوع من المساعدة مع الجيل الثاني الذي يبدي إهتماماً أكبر بدعم خدمة أو مشروع يؤثر ليس فقط على بلاد النشأة، ولكن أبعد من ذلك.
المضي قدماً
كيف يمكن أن تصبح إستجابة المغتربين للأزمات الإنسانية أكثر تأثيراً؟ هذه أحد الأسئلة التي طرحت لقمة العمل الإنساني المقرر عقده في مايو 2016 بقيادة الأمم المتحدة وغيرها من الكيانات التي تدرك أهمية المغتربين الآن في دعم المجتمعات المحلية في بلدان النشأة.
لقيادة النقاش، سيكون من المهم أن نبدأ الإعتراف بأن كل جهد – سواء كان قليلاً من الدعم المادي، أو التبرع ببعض الملابس أو توفير الغذاء والمأوى هو شكل من أشكال المساعدات الإنسانية. يعني هذا أن علينا الإعداد لوقوع الكوارث، والعمل معاً لتخفيف المعاناة أينما كانت (Araia, 2014). كما سيحتاج المغتربين بالإقتناع والتنسيق مع الجهود الحالية بدلاً من تقديم المساعدة على حدة، على سبيل المثال قد ينتهي بك الأمر بتوفير الكثير من الأغطية في حين أن الحاجة هي في الواقع لمزيد من الطعام! وأخيراً، يجب الإستماع إلى أولئك الذين يحتاجون المساعدة عن إحتياجاتهم بدلاً من مجرد إفتراض ما هو الأفضل بالنسبة لهم. هذا يساعد في تقليل النفايات غير الضرورية، ولكن الأهم من ذلك، ضمان إحترام أولئك الذين يتلقون المساعدة.
نشر هذا المقال في العدد الثاني عن الترحال، يمكنكم قراءة العدد كاملاً هنا.