متشابك وصوفي وكل خصلة ممتلئة
تُلَفّ الحبال بإحكام
تنسحب الأصابع في بعض الأحيان
لا تختبر فمي
أنا فتاة ناعمة ودِفاعِيّة
يمكن أن تصير ضخرة
أتوسل، دع امتدادات وجودي
من أجلي ومن أجل ذاتي السوداء.
- أكيلو
لسنوات، تم تنشئتنا واخبارنا كأفارقة أن نكره شعرنا، بباسطة لأنه مختلف عن بقية الأعراق الأخرى. وينظر إليه على أنه بدائي وأن امتلاك ضفائر أمر غير عصري، مما جعل الآخرين يغيرون مظهر شعرهم من أجل أن يتم قبولهم. خلق هذا الأمر تقسيم وازدواجية في المعايير، واستلاب ثقافي وجهل وسط الكثيرين في استيعاب التنوع.
يمكن ارجاع ضفائر الشعر في الثقافة الأفريقية إلى 5000 سنة، أي لعام 3500 قبل الميلاد، حيث ظهر لأول مرة عند مجموعة "الهيمبا" في ناميبيا، والذين اشتهروا بضفائرهم الحمراء المتداخلة، والتي تُشَكّل باستخدام خليط من دهن الحيوانات والرماد ومسحوق "الأوكر"، وهو حجر محلي في ناميبيا. استخدم الهيمبا هذه الطريقة لتقليل خطر البيئة الصعبة التي عاشوا فيها، والتي تسبب الجفاف.
(نساء الهيمبا بضفائر شعرهنْ الحمراء فيما يدهنْ أجسادهنْ باللون الأحمر) الصورة من BBC.com
أما في كينيا، فهناك ثورة هائلة في كيفية عمل ضفائر الشعر، بدأت منذ العام 1910 ومستمرة حتى تاريخ اليوم. استخدم الشعر كأداة تمثيل للقبائل والدين والثقافة، وكذلك العمر والطبقة والمكانة الاجتماعية. خلال فترة الاستعمار، كان الكينيون فخورن جدًا بشعرهم القصير، المزين بربطات رأس تساعد في التعريف بقبائلهم المتنوعة. على سبيل المثال، يرتدي الماساي ومجتمع الكيكويو ربطات رأس مطرزة على ضفائرهم المتشابكة
(رجل من الكيكويو، خلال فترة الاستعمار، بضفائر ربطة ذيل الحصان)
وصلات الشعر
جاء تطور ثقافة ضفائر الشعر مع صعود وصلات الشعر الاصطناعية ودخولها في تصفيفات الشَعَر المختلفة. تُعزز وصلات الشعر من المظهر، وأكثر من ذلك تمنحه الاستقامة (من خلال محاكاة نسيج الشعر الأفريقي) والحفاظ على هويته. تمكنت ماركات الشعر المشهورة من منح الكينيين خيارات متنوعة من وصلات الشعر، والتي صممت لتناسب أنواع شعر مستخدميها.
يمكنك الآن، بفضل الإنترنت، الوصول لأفضل المحترفين لمنحك وصفات تصفيفات شعر أنيقة لمظهرك. يقع المكان الذي أذهب إليه في نيروبي، منطقة طريق النهر، حيث كنت زبونة دائمة. هذا لأنه من السهل شراء ماركات تجارية مختلفة من وصلات الشعر من العديد من محلات التجميل القريبة، ومن السهل أيضًا العثور على محترف ملِم بمختلف أنواع ضفائر الشعر.
{صورة لوصلات الشعر التي تستخدم للضفائر} صورة من Gift hair collection
الخبرة
يمكن تتبع تجربتي مع ضفائر الشعر من لحظة ولادتي في عام 1994 عندما كان عمري بضعة أشهر فقط، حين بدأت أمي في تضفير شعري، في اللحظة التي لاحظت فيها أن لطفلتها الصغيرة بعض الشعر على رأسها الصغير. إنه أمر جيد في الحقيقة، فلقد إحتفظتْ بكُلّ هذه الصورِ من طفولتي وأنا ببضع ضفائر على رأسي. تقول أمي إنها كانت أبسط طريقة لحماية فروة رأسي لأن شعري كان يتشابك كثيرًا مما سبب تساقطه وتكسره عند تمشيطه.
يمكنني تذكر كيف كانت أنواع تسريحات الضفائر الشائعة مثل البوب والدريد. أعتقد أن ذلك كان بسبب أن هذه التسريحات سهلة، وبصورة خاصة الضفائر، والتي يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد. كما صُنِفت على أنها تسريحة واقية للشعر، ومكنت الأفارقة من الحفاظ على شعرهم معافى وضمنت نموه بشكل جيد، حيث يقومون بتضفير الشعر وحمايته من فقدان الرطوبة والتكسر. يصح القول كذلك أن نفس أنماط المشاط هذه لا توجد في كينيا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم، مع تعديلات فريدة من نوعها، وتشكيلات على حسب ذوق الزبون.
لم يكن تضفير الشعر الشيء المفضل لي في صغري، لأن كل تفكيري كان موجهًا لوقت اللعب. لكن تغير كل ذلك عندما وصلت إلى الجامعة، حيث حصلت أخيرًا على حرية تسريح شعري بالطريقة التي تعجبني، مع عدم وجود قيود مدرسية أخرى. حظيت بأول مشاط لي عندما كنت في الجامعة، وبفضل والدتي حظيت بأفضل تجربة أولى مع الباروكة، وتعلمت أنها كانت أيضًا تسريحة شعر وقائية رائعة. دعنا نقول فقط أن كل شيء عن الشعر من تلك اللحظة أصبح مثيرا كرحلة جميلة من الاكتشاف.
الضفائر
تمكنت الضفائر من التغلب على اختبار الزمن، وهذه الضفائر هي من بين أقدم أنواع المشاط في التاريخ. يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد، وانتشرت في القرن الأفريقي والسواحل الغربية لأفريقيا. واستخدم تقليد المشاط لتحديد قبيلة معينة أو وضع معين في المجتمع.
الصورة من Kenyahapa.com
أتذكر أنه كان علي في المدرسة الابتدائية الذهاب إلى الصالون لتصفيف شعري. وهذه سياسة متبعة في معظم المدارس الابتدائية العامة، وبعضها متطرف بسياسة تفرض على طلابهم حلاقة شعرهم. فرض المعلمون هذه السياسات وهي مطبقة حتى تاريخ اليوم، ويشيرون إلى أنها كانت طريقة أسهل بالنسبة للطالبات للتعامل مع شعرهنْ وأنها طريقة أنيقة. بصراحة، كان الأمر أسهل من تسريح شعري كل صباح و توفير المزيد من الوقت.
في كينيا ، تطورت الآن الضفائر إلى أكثر من مجرد تجميل شعرنا وسحبه إلى الخلف. أصبح ممكنًا، من خلال إبداع تسريحات وأنماط الشعر المختلفة، بالإضافة إلى الاتجاهات العالمية التي تلبي احتياجات الشعر الأفريقي، أن نشعر أخيرًا أن الشعر الأسود يُنظر له بفخر مرة أخرى. والآن، عند زيارتك صالونًا احترافيًا، فإن الأمر أقل مللاً ولا يستغرق كثيرًا من الوقت. ومع البراعة تأتي القدرة على مزج شعرك الطبيعي مع وصلات الشعر التي تأخذ في الاعتبار ملمس ولون ونوع الشعر الطبيعي
أنيتا نديرو ، صحفية الأزياء الشهيرة في بضفائرها البديعة. الصورة منBlack Hair hub
الضفائر المربعة والضفائر الملفوفة
نشأت الضفائر المربعة في جنوب إفريقيا ويمكن تتبعها إلى 3500 قبل الميلاد، ويجب أن أعترف بأن هذا كان أول أسلوب ضفائر تمكنت من عمله بمفردي في سن مبكرة. إنه نوع محبوب جدًا ومفضل لدى الكثيرين لمشاط الشعر من أجل حمايته. تُعرف الضفائر المربعة أيضًا باسم "راستا" في كينيا ، وهي موضة منذ فترة طويلة حتى الآن. أتذكر عمل هذه التسريحة عندما كنت صغيرة خلال العطلات المدرسية وفترة عيد الميلاد، وما زلت أحصل عليها اليوم لأنني أحب الأساليب المتنوعة التي تتيحها.
امرأة تحصل على ضفائر مربعة في سوق كينياتا . الصورة من Steemkr.com
الضفائر الملفوفة مشابهة للضفائر المربعة ولكنها مختلفة في طريقة عملها، حيث تتكون من ضفيرتين بدلاً عن ثلاثة. بالنسبة لي فإن الضفائر الملفوفة مؤلمة قليلاً وغير مريحة، حيث توجد قبضة معينة على الجذور، والتي يتضح أحيانًا أنها مزعجة. ولكن عندما تعتاد على وجودها، فهي سهلة التصميم ولها مظهر جميل.
في الماضي، لم يكن هناك الكثير لعمله مع ضفائر اللف والضفائر المربعة سوى دفعها إلى الخلف وربطها بشريط مطاطي أو تركها حرة فحسب. لكن من خلال دروس يوتيوب، توصل الناس إلى طرق مختلفة ومبتكرة لتصميم ضفائر ملفوفة ومربعة تمنحهم نظرة جديدة في كل مرة.
يشتهر سوق كينياتا وسوق أوموجا بضفائر التزيين واللف التي لها لمسة ناعمة في نهاياتها، وتستحق الأموال التي تدفعها. إذا كانت لديك ضفائر مربعة أو ملفوفة مثبتة على شعرك، فأنتِ تعلمين أنها تستغرق وقتًا وعليك التفرغ من التزاماتك. ومع ذلك، فإن الشيء الجيد في سوق كينياتا، هو وجود العديد من فنيي الشعر المعينين لعمل الضفائر، مما يقلل من المدة التي تستغرقها عادة.
(امرأة تحصل على ضفائر مبرومة في سوق كينياتا) . الصورة: مدونة هوبشي
ضفائر الدريد
اشتهرت تسريحة الدريد في كينيا بين الماو ماو الذين قاتلوا المستعمر من أجل الحرية في خمسينيات القرن الماضي. كان هذا المشاط شائعًا بين المناضلين من أجل الحرية خلال فترة الاستعمار البريطاني، واستخدم كتكتيك للتغلب على القمل في الغابة و لتخويف القوات البريطانية. الاسم دريد - بمعنى الخوف- أعطي (أو هكذا تروي القصة) للماو ماو في مواجهتهم ضد الاستعمار الأوربي.
لا يمكن أن لا نذكر أن ثقافة الدريد في الحقيقة نشأت في أفريقيا. على الرغم من أنها مرتبطة بالطائفة الراستافارية التي ترمز إلى الوحدة واللاعنف الطائفي والقيم الاشتراكية.
رجال قبائل ماساي - وهي إحدى أقدم القبائل في إفريقيا، التي يعود تاريخها إلى 1800 قبل الميلاد - يستمرون في الحفاظ على الثقافة ضد أي تأثير غربي. الرجال يقوموا بتضفير الدريد في مرحلة المارون (ليصبح محارب) تحت توجيه روحي من ليبون (عراف/ طبيب مشعوذ). وهو ما يفسر الدلالات الروحية المرتبطة بتسريحة الشعر.
(ديدان كيماثي، مقاتل من الماو ماو الأحرار). الصورة من stopthemaangamizi.com
لم تكن ضفائر الدريد طريقة مقبولة لتقديم نفسك في المجتمع الكيني، وتم استهجانها واعتُبرت قذرة ومرتبطة بالمجرمين (سرد يخدم المستعمر). لكن الآن، نجد أن كثير من الناس قد تبنوا هذه الثقافة.
أصبح الدريد موضة رائجة في كينيا، وفي الأزمان المعاصرة، يمكن للناس تركيب ضفائر الدريد الصناعية كتصفيف شعر وقائي يمكن أن يستمر لمدة عام. وبالرغم من تكلفتها العالية، واستغراقها وقتًا طويلاً في تثبيتها، إلا أنه يمكن التأكد على أنها دائمًا موضة في كينيا.
اشتهرت نازي، الموسيقية المعروفة في فرقة Necessary noise بضفائر الدريد منذ ظهورها كفنانة.
(لا تزال نازي، موسيقية كينية ومذيعة في الراديو، تحافظ على موضة ضفائر الدريد). الصورة من Matooke Republic
من المقبول اجتماعيا الآن في كينيا لكلا الجنسين أن يختاروا ضفائر لشعرهم - على عكس ما كان عليه الحال في بداية الألفية، عندما كان الأمر حصراً على النساء فقط. لكن في العصر الحديث انتهت الطبيعة النمطية المقصورة على الإناث، ويستخدم الموسيقيون الذكور الضفائر الآن للبقاء في الموضة، وكشكل من أشكال التعبير عن الذات.
[باهاتي، الفنان الكيني الشهير، بضفائر بيضاء لفيديو كليبه}. الصورة من The Big Issue
على الرغم من أن المدارس وعالم الشركات في كينيا قد استغرقا وقتًا طويلاً لقبول – من خلال تكلفة عالية – ضفائر الدريد في المؤسسات ومساحات العمل الرسمية، إلا أن بعض الشركات مستعدة للفكرة ويمكننا على الأقل رؤية بعض التغييرات في المكاتب الإعلامية. وقضت المحكمة العليا في كينيا بأنه يمكن للطلاب الراستافاريين تضفير شعرهم في المدرسة، بعد أن رفع جون مويندوا ، وهو رجل راستافاري ، دعوى على المدرسة الثانوية الأولمبية في كيبيرا ، لرفض قبول ابنته البالغة من العمر 15 عاما بسبب ضفائرها.
يمكن كذلك دمج الضفائر مع خرزات الشعر والحلقات والأساور لإعطاء الضفائر مظهرًا متألقاُ. في الماضي في كينيا ، كانت خرزات الشعر تستخدم في الغالب للأطفال، و لكن مؤخراً إعتمد العديد من البالغين اتجاهات الموضة التي تدمج العمل الفني في ضفائرهم مثل الأعلام والرموز التعبيرية.
(صورة لسيدة ورجل يزينان ضفائرهما بخواتم وحلقات الشعر). الصورة من Ubuy Ubuy
ابتكرت هذه الضفائر الفريدة من قبل المجتمعات الأفريقية للشعر الأفريقي بشكل رئيسي لأنها تسير جنبا إلى جنب مع شعرنا الدهني أو الناشف والمجعد. وينظر إليها الأفارقة على أنها استيلاء ثقافي عندما يستخدمها غير الأفارقة دون فهم لماذا ومن أين بدأت هذه الثقافة الخاصة.
عندما كنت أشاهد التلفاز أثناء طفولتي، كنت مقتنعة بضرورة امتلاكي شعر ناعم وعانيت لفترة طويلة مع معايير الجمال التي لم تمثلني. العديد من الفتيات تبنين وأجبرنْ على نفس الاعتقاد، وهو أن شعرنا كان ببساطة غير لائق. وبينما بالفعل صففت شعري بالكيماويات التي جعلته غير مجعد، انتهى بي الأمر أن أندم على ذلك، لأنني لم أكن أعرف كيف أعتني به. يمكنني الآن أن أقول بثقة أنني مرتاحة مع شعري الطبيعي وأقدر جميع المنتجات التي تم صنعها لشعر أفريقي طبيعي.
الشعر الأفريقي جميل وفريد بطريقته الخاصة. وهو يتيح لجميع الأفارقة فرصة للاحتفال بتنوعهم وتراثهم. تجعد شعرنا، والانكماش، ومختلف الأنسجة التي نمتلكها جميعًا هي جزء من جمالنا. لقد أنشأت ثقافة الضفائر رابطة بين الكينيين والعالم ككل، واكتسب هذا الشكل الفريد من الفن الاعتراف الذي يستحقه أخيراً.