هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

على مر السنين، كانت وسائل الإعلام واحدة من أهم المؤثرين في حياتنا اليومية بلا منازع. عندما تكون وسائل الإعلام حرة ومستقلة وموضوعية، فإنها تساعد الأفراد على التفكير والتأمل والإلتقاء في بيئة منفتحة. ومثل العديد من "الأدوات" التي يستخدمها البشر، يمكن لوسائل الإعلام أن تخدم أغراضًا إما جيدة أو سيئة.


في أفضل حالاتها، قد تعزز وسائل الإعلام السلام والتفاهم. في أوقات الصراع، يمكن استخدام وسائل الإعلام للتلاعب بالحقيقة، أو المبالغة فيها، أو التقليل من أهمية الحقائق. ومع ذلك، يواصل العديد من الصحفيين في السودان الإلتزام بالأخلاقيات بشكل كامل ومحاولة مشاركة ما يحدث على الأرض مع بقية العالم في ما يُنظر إليه الآن على أنه حرب منسية.


استضافت أندريا مساحة على منصة X في 17 يوليو بعنوان "تأملات في الإعلام في السودان" لتوفير منصة للصحفيين السودانيين وغيرهم من المواطنين لمشاركة ظروف عملهم الحالية وما يمكن القيام به لضمان إستمرار توصيل الحقائق على الأرض بطريقة عادلة ومتوازنة.


فيما يلي، نستعرض بعضًا من أبرز النقاط التي تناولتها المساحة. ويمكنكم أيضًا الإستماع إلى المساحة على ساوند كلاود هنا.


التحديات في التحقق من الأخبار والحقائق

البيئة مليئة بالصراعات: مما يجعل من الصعب التحقق من المعلومات بسبب المعلومات المضللة والخاطئة.

الموارد المحدودة: تعتمد بيم ريبورتس مثلاً على أدوات ومقابلات مفتوحة المصدر، لكن هذه الأساليب يصعب استخدامها في ظل الصراعات.

المشهد المعلوماتي المعقد: الروايات والمصالح المتضاربة تجعل من الصعب التمييز بين الحقيقة والزيف.


التحديات التي تواجه الصحفيين على الأرض

البيئة المعادية: يواجه الصحفيون مخاطر جسدية وعاطفية، بما في ذلك التهديدات والترهيب والحركة المحدودة. حيث فقد العديد من الإعلاميين حياتهم أثناء أداء واجبهم.

عدم القدرة على الوصول: صعوبة الوصول إلى المصادر، وشبكة الإنترنت والاتصالات المحدودة، وتبادل المعلومات المحدود.

الضرر النفسي: يمكن أن يكون التأثير العاطفي والنفسي لتغطية الصراع كبيرًا.

الضغوط الحكومية: يواجه الصحفيون المراقبة والاستهداف والقيود المفروضة على عملهم.


تأثير الحرب على وسائل الإعلام المستقلة

خسارة الموارد: فقدت المؤسسات الإعلامية والصحفيون المعدات والموظفين والاستقرار المالي.

استهداف وسائل الإعلام المستقلة: قُتل صحفيون واستهدفت أطراف الصراع وسائل إعلام.

زيادة الاستقطاب: لقد أدى الصراع إلى تفاقم الانقسامات القائمة وجعل من الصعب الحفاظ على الموضوعية.

 

الحلول المحتملة

التعاون: يمكن للصحفيين والمنظمات القانونية والمؤسسات الإعلامية العمل معًا لتقديم الدعم والحماية.

تقييم المخاطر: يجب على المؤسسات الإعلامية إعطاء الأولوية لسلامة صحفييها من خلال إجراء تقييمات شاملة للمخاطر.

التدريب والموارد: إن تزويد الصحفيين بالأدوات والتدريب والدعم اللازمين يمكن أن يعزز قدرتهم على العمل في بيئات صعبة.

التوعية العامة: يمكن أن يساعد تثقيف الجمهور حول محو الأمية الإعلامية في تقييم المعلومات بشكل نقدي.


تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقّيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.

وبصرف النظر عن انعدام الأمن المتزايد ضد السلطة الرابعة، تواجه وسائل الإعلام في السودان أيضًا الحد الأدنى من الموارد والموظفين المدربين والتكنولوجيا والمعدات اللازمة لتغطية ما يحدث في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها بشكل كافٍ. لا تزال الحروب في غزة وأوكرانيا تهيمن على أخبار الصفحات الأولى، في حين لا يزال الصراع في السودان، الذي له عواقب إنسانية خطيرة بنفس القدر، يقتصر على بضعة أسطر أو كلمات لا رحمة فيها، مما يترك فجوة صارخة في المعلومات والتحليلات التي يمكن أن تساعد في التدخلات الإنسانية وصنع السلام.


فريق التحرير

فريق تحرير أندريا