هرر المقدسة
هرر منطقة تقع على قمة التل في الامتداد الشرقي للمرتفعات الإثيوبية. تشتهر هرر ببيوتها ومساجدها الملونة، حيث يعيد سكانها طلاء الجدران كل رمضان بألوان زاهية نابضة بالحياة. غالبية سكان هرر مسلمون، ومن المعروف عنهم أنهم مرحون ويتسمون بسهولة المعشر، وثبت على أنها السمة التي يمتلكها أهل المنطقة. هرر واحدة من أقدم المدن الموجودة في إثيوبيا حيث تم إدراجها كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2006.
المصدر: Facebook
تضم هرر أكثر من 82 مسجدًا يعود تاريخها إلى 7000 عام مع أكثر من 100 مزار. تعتبر هرر واحدة من أقدس أربعة مواقع في الإسلام. خلال فترات مختلفة من التاريخ، تم بناء 5 بوابات قديمة تحيط بالمدينة. البوابات التي تطوق المساجد والأضرحة المقدسة هي شوا (بوابة النصر) ، بودا (بوابة حكيم) ، سانجا (بوابة السلام) إيرير (بوابة الرحمة) وفلانة (بوابة الحرية). كما أن هناك بوابة هرر الحديثة التي تم إنشاؤها في عهد هيلا سيلاسي لتسهيل وصول السيارات إلى ساحة فيريس ميجالا المركزية . على الرغم من أن الفترات المحددة التي تم بناء البوابات فيها غير واضحة، تم وضع تقدير لتاريخ بنائها بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر بارتفاع أربعة أمتار (13 قدمًا) من قبل أحد أمراء هرر الـ 72 لحماية المدينة من هجمات الأعداء.
المصدر: Far and Wild Lives
"يُعتقد أن هرر قد أسسها المهاجرون العرب في القرن العاشر تقريبًا، وأصبحت مفترق طرق للتجارة والثقافة، وتتمتع بموقع مثالي بين المرتفعات الإثيوبية إلى الغرب وشواطئ خليج عدن في الشرق. تطورت المدينة لتصبح مركزًا للدراسات الإسلامية والثقافة الإسلامية، وفي النهاية اعتبرت عاصمة شمال شرق إفريقيا الإسلامية " يقول جيمس جيفري من السي إن إن. تأثرت المدينة بشدة بالمهاجرين العرب، حيث تم بناؤها في البداية كمدينة عربية، لذلك، فإن المباني والمساجد لها تفاصيل معمارية مميزة تتعلق بالثقافة العربية التي أثرت على المدينة عبر فترات مختلفة.
المصدر: No Leg Room
المدينة التي ابتلعت قوس قزح
المصدر: Mvsli
هرر، المعروفة باسم "مدينة قوس قزح" ، محاطة بالجدران الملونة. قبل بدء شهر رمضان، يجتمع السكان المحليون لإعادة طلاء جدران الأضرحة والمساجد. كما تزين ممراتها الضيقة المرصوفة بالحصى بألوان نابضة بالحياة للإشارة إلى احتفالية المناسبة بألوان مختلفة مثل البنفسجي والأصفر والأخضر والبرتقالي والأبيض والأزرق، والوردي. على الرغم من أن هذه الألوان ليس لها معنى خاص، إلا أنها جزء من تقاليد رمضان المنتظر بشدة.
المصدر: Pascal Mannaerts - امرأة من هرر تمضي يومها عبر أزقتها، وتنورتها الحمراء تكمل اللون الدافئ للجدران
Source: Pinterest
المصدر: BBC
نظرًا لكونها مدينة ذات أغلبية مسلمة، فإن سكان هرر يحتفلون بشهر رمضان على غرار المجتمعات المسلمة الأخرى في إثيوبيا وحول العالم. حيث يحظر على المسلمين الأكل والشرب أثناء النهار، بما في ذلك مضغ القات، و هو عقار عشبي يُباع علانية في الشوارع مثل السجائر، و يستهلكه العامة عادة في روتين حياتهم اليومي. باعتباره شهرًا للروحانيات ومراقبة النفس، يميل المسلمون إلى تحسين واجباتهم الدينية بعدة طرق.
المصدر: Huck
ينغمس المسلمون في مساعدة الفقراء. حيث تقوم العائلات أو الأفراد الذين يتمتعون بظروف معيشية مريحة بإعداد وجبات كبيرة على مدار اليوم وتقديمها للأشخاص الذين لا يستطيعون تناول الإفطار، وهذا ينطبق على الأشخاص المسجونين. كما ينضم سكان هرر من غير المسلمين إلى نظرائهم المسلمين في الأنشطة الخيرية والمجتمعية في رمضان لمساعدة وإطعام المحتاجين والمتعففين في هذا الموسم.
الإفطار
المصدر: جوناثان رشاد عبر مجلة Huck
تجمع أُسري في وقت الإفطار داخل منزل تقليدي في هرر
مع غروب الشمس، ينادي الآذان معلناً نهاية اليوم، ويتردد صدى الحماس لوقت الإفطار من منزل إلى منزل. حيث يتوق المسلمون إلى مشاركة سعادتهم في الإفطار مع عائلاتهم وتناول وجبة معًا. يتكون الإفطار من مجموعة متنوعة من الأطباق التي تأثرت بالعديد من المناطق والثقافات على مر السنين. مثل السامبوسة، وهو طبق مفضل لدى سكان هرر مصنوع من رقائق من العجين محشوة إما بالعدس أو اللحم.
المصدر: بينترست – سامبوسة
وتقدم المزيد من الأطباق مثل "فطيرة" -و هي فطائر البيض المقطعة إلى قطع صغيرة الحجم ، ويخنة الحلبة، والعجين المقلي، وحساء الشعير، وغيرها من الأطباق التي يتم تقديمها خلال وجبة الإفطار. وكلها مصنوعة من مكونات محلية وعضوية. يتم تحضير تحلية المشبك، والمعروفة أيضًا باسم الجلبي، وهي عبارة عن عجينة مقلية متشابكة مغموسة في شراب محلى ومغطاة بالزبادي، وهي علاج مثالي لإنهاء وجبة الإفطار واستعادة كمية السكر الذي يتوق إليه الصائمين خلال اليوم.
المصدر: مارك واينز – المشبك
رمضان كونه موسم منتظر، لذا الكثير من الاستعدادات له تحتاج للترتيب. حيث أنه وقت يجتمع فيه الناس ويساعدون المحتاج. ومع ذلك، يختلف رمضان هذه المرة عن كل عام، على الرغم من أنه قد يكون أقل رعبًا وتقييدًا من عام 2020. ولكن مع إستمرار مخاطر فيروس الكورونا، لا تزال التجمعات الكبيرة محظورة، وخاصة في الجوامع. ومع ذلك ، فإن روح المجتمع لا تزال سليمة، ولا يزال سكان هرر يجدون طريقة للتجمع معًا في الأعمال الصالحة والصلوات، على أمل أن ينتهي الوباء قريبًا.
المصدر: Kisua Ethiopia