ها نحن في منتصف 2017 ، بعد أن كانت السنة الماضية مثيرة للجدل والإهتمام في شتى مجالات وأحداث الحياة وربما مسألة الحجاب لم تسلم من تلك الأحداث. فبدايةً بحالات الإسلاموفوبيا المنتشرة ضد المحجبات كشكل معبر عن الإرهاب في الأماكن العامة وحتى المطارات و الطائرات التي تعتبر أكثر الأماكن إكتظاظًا بالبشر مختلفوا العقائد والعرقيات. ناهيك عن حادثة البوركيني في فرنسا، فالبرغم من أن فرنسا تزعم بأنها دولة علمانية فهي منذ عام ٢٠١٠ بدأت بمنع النقاب وأخيراً بفرض قانون يمنع البوركيني – أي رداء السباحة المحتشم- لكن بعد صيحات غضب عالميه بين معارضين ومنددين تم إلغاء هذا القانون. وبما أن الشيء الذي يثير الجدل يزيد الطلب عليه هذا ما حدث مع البوركيني .
في ظل هذه الأحداث السلبية كانت ٢٠١٦ مليئة بالتغيرات التي يمكن إعتبارها إيجابية جداً بخصوص الحجاب في عالم الموضة والجمال، تدل هذه الأحداث على مزيد من الإنفتاح وتقبل الغير، حتى وإن كان غرض بعضها تجاري بحت لإستقطاب فئة كبيرة من نساء العالم. نستكشف هنا بعض هذه الحملات و إتجاهات الموضة التي أشعلت وسائل الإعلام و الرأي العام.
حملة إعلانات سلسلة متاجر H&M وماريه إدريسي المحجبة
في عام ٢٠١٣ بدأت العلامة التجارية السويدية حملة إعلانية لإعادة تدوير الملابس. في آخر عام ٢٠١٥ كانت مارية إدريسي ضمن عارضات أزياء H&M وهي عارضة أزياء بريطانية من أصل مغربي باكستاني. تم تداول صورة مارية إدريسي بشكل واسع وفعال مع ردود فعل مختلفة، وربما كانت جزء بارز في رواج حملة الإعلانات. تم ختام الإعلان بجملة “ليس هناك ضوابط في عالم الأزياء غير واحدة: دوروا ملابسكم”.

مجموعة عباءات دولشي اند جابانا
أطلقت دار الأزياء الإيطالية الشهيرة دولشي وجابانا مجموعة عباءات لإستقطاب فئة معينة من النساء وربما الغرض تجاري بحت لإستقطاب نساء الخليج. في كل الأحوال هذه لفته لطيفة من دار الأزياء، مثل بعض الدور الأخرى التي تطلق مجموعات رمضانية كأبرز مناسبة للمسلمين. العباءات تميّزت بالأقمشة الموردة و الدانتيل كعادة دولشي و جابانا في تصاميمهم. أما الألوان فكان الأسود بارز كلون أساسي في العباءات بالرغم من التنوع في الأقمشة و التصاميم.
أسبوع الأزياء المحتشمة في إسطنبول
أول أسبوع للأزياء المحتشمة بالرغم من أنه لم يمتد لأسبوع كامل لكنه كان حدث رائع لجميع مصممي الأزياء المحتشمة فأتاح فرصة لهم ومساحة كافيه تجعل العالم يقتنع بمدى جودة و مستوى التصاميم. كما أنه أتاح مساحة لللفاشونيستات ومدونات الموضة المحجبات. مكان عروض الأزياء أختير بعناية فقد كان في محطة القطار التاريخية. أما عن أن تكون تركيا هيا أول دولة لعمل هذا الأسبوع فهو وارد جداً لأنها وفقاً لرويتزر هي أكبر دولة مستهلكة للأزياء المحتشمة.
أسبوع نيويورك للموضة وأنيسة حسيبون
أول عرض أزياء محجبات في تاريخ إسبوع نيويورك للموضة للأزياء الجاهزة حدث في شهر سبتمبر الماضي من تصميم أنيسة حسيبون، وهي مصممة أزياء إندونيسية أطلقت مجموعتها في نيويورك تحت اسم “دي جاكرتا” إلهامًا بمدينة جاكرتا وإنعكاساً لأندونيسا وثقافتها. المجموعة تضم ٣٨ تصميم بألوان وأقمشة مختلفه من الحرير والستان إلى الأقمشة اللامعه والمطرزة كأزياء جاهزه للإرتداء بطرق مختلفة ومتنوعة.
حجاب على منصة عرض يابانية
في شهر نوڤمبر الماضي تفاجئنا بعرض أزياء محجبات في العاصمة اليابانية طوكيو ضمن فعاليات حلال إكسبو بالرغم من أننا لا نسمع كثيراً عن أي شيء بخصوص الحجاب في اليابان مقارنةً بدول تعداد مسلميها أكبر مثل أندونيسيا، ماليزيا ، سنغافورة وغيرها من الدول الآسيوية لكن هذا ما حدث بالفعل. لا ننسى أن طوكيو من المدن الرائدة في الموضة. تم عرض أزياء لما يقارب عشرة مصممات أغلبهم من سنغافورة، تميزت الأزياء بلفات حجاب مبتكرة وأزياء مستوحاة من اليابان.
حليمة آدين ملكة الجمال المحجبة
حليمة أدين أمريكية من أصول صومالية، ذات التسعة عشر ربيعاً من ولاية مينيسوتا الأمريكية. ولدت حليمة في مخيم لاجئين في كينيا وأتت إلى الولايات المتحدة في السادسة من عمرها. شاركت في مسابقة جمال ولاية مينيسوتا بكل شجاعة كمحجبة رافضة مفهوم أن الحجاب يمكن أن يكون عائق جمالي ومتخطية الصوره النمطية السائدة. فوصلت إلى نصف النهائيات مرتدية الحجاب والبوركيني، وعند تساؤل البعض عن شعورها أشارت أن الفوز ليس غايتها بقدر المشاركة في تقليل الإسلاموفوبيا خصوصا بعد تفاقمها بعد فوز دونالد ترامب رئيسا لأمريكا.
من حق جميع النساء أن تتاح لهن الفرصة في إبراز معتقداتهم و ثقافاتهم في ما يرتدونه بكل حرية خالقين مساحة لجمال وإبداع أكثر.