هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

هل تصدق أن أغلبية المرضى الذين يترددون إلى العيادات و خصوصاً النساء لا يعلمون أن سبب شعورهم بالفتور هو نقص لفيتامين معين و علاجه بسيط جداً ؟

حسناً، فلنقم بسؤالك بعض الأسئلة: هل تشعر بالاكتئاب، أو تعاني من تساقط الشعر، أو بالتعب دون سبب، أو ربما بألم في العظام و الأطراف (خاصة عند الاستيقاظ في الصباح في فصل الشتاء)، هل يتعرق رأسك بكثرة؟ هل لديك مشاكل في المعدة (مثل: التهاب في الأمعاء)؟ أم أنك تعاني من الوزن الزائد؟

إذا كانت إجابتك للتساؤلات السابقة بنعم، فيمكنني إخبارك بأنك ربما تعاني من نقصان لفيتامين الشمس في جسمك ،فيتامين (د)، أو ما يعرف بفيتامين السعادة. يمكنك التأكد من ذلك بالقيام بفحص للدم، وإذا وجدت أن جسمك يحتاج لفيتامين (د) و اتبعت نظاماً صحياً لإعادة معدل الفيتامين في جسمك، ستبدأ بالتعافي من أعراضه خلال 6 أشهر تقريباً فلا داعي للقلق.

undefined

Source: www.healthspan.co.uk

يؤثر نقص فيتامين (د) على ما يقارب 50% من سكان العالم، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن النساء هن أكثر عرضة لنقص فيتامين (د) من الرجال. و يرجع هذا النقص إلى قلة التعرض لأشعة الشمس أو قلة الأنشطة خارج المنزل بسبب العوامل البيئية (كتلوث الهواء و الأتربة)، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن النساء يتجنبن التعرض لأشعة الشمس مما يؤثر في قدرتهن على محاربة الأمراض المزمنة والإكتئاب.

فيتامين (د) هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، وهو موجود بشكل طبيعي في عدد قليل جداً من الأطعمة. كما أنه ينتج داخلياً عندما يتعرض الجسم للأشعة فوق البنفسجية فتؤثر على الجلد وتكون فيتامين (د)، حيث يقوم بدورأساسي في بناء العظام بشكل سليم. وبدون فيتامين (د) يمكن أن تصبح العظام رقيقة و هشة، و يعمل على منع الإصابة بالكساح عند الأطفال، جنباً إلى جنب مع الكالسيوم. ويتجه أغلب الأطباء إلى نصح الأمهات بتعريض أطفالهن لأشعة الشمس عند شروق الشمس أو قبل غروبها، ليتحصل الطفل على حاجته اليومية من فيتامين (د). أما بالنسبة لكبار السن، فقد تبين أن الذين يتمتعون ببشرة سمراء أكثر عرضة لخطر نقص فيتامين (د) حيث يؤثر تقدم العمر في إنتاجه. 

آما فيما يتعلق بنا نحن أصحاب البشرة السمراء، تحتاج بشرتنا إلى عشر أضعاف الكمية اللازمة للتعرّض للشّمس لإنتاج نفس الكميّة من فيتامين (د) مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة الفاتحة. حيث تعد صبغات الجلد بمثابة واقٍ طبيعي من أشعة الشمس و تقلل المنتجات الواقية للشمس قدرة الجلد على إنتاج فيتامين (د)، لذا يجب عليك التنبه لأنواع واقيات الشمس التي تستخدمونها.

undefined

Source: www.healthnwellnessmantra.com

هنالك القليل من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د) ، كما يمكن تناول بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين بحسب الاحتياج لها باختلاف الوحدات الدولية. وليس هنالك طريقة أفضل من الحصول على الفيتامين سوى الطبيعة الأم، حيث يتواجد الفيتامين في كل من : أسماك السالمون، التونة، عصير البرتقال، الفاصوليا البيضاء، و صفار البيض الذي يعطي حاجة الانسان من فيتامين (د) بحوالي %7.

التعرض الصحيح لأشعة الشمس المباشرة (لثلث الجسم تقريباً) يكون لمدة 10 إلى 30 دقيقة ( لأصحاب البشرة الفاتحة ) ثلاث مرات آسبوعياً ، و من30 دقيقة إلى 3 ساعات (لأصحاب البشرة السمراء) . مع الضرورة ارتداء النظارات الشمسية و القبعة لحماية الرأس .

و من هنا يتضح لنا ضرورة تعرضنا لأشعة الشمس وأهمية تناولنا للأطعمة الغنية بفيتامين (د) وهي الأسماك والبيض و الفاصوليا لأنها تعتبر من المصادر الأساسية لفيتامين (د).

المصادر: 

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3356951/ 

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/25791862 

 


فاطمة الزهراء عوض

فاطمة درست الصيدلة و تهتم بكل ما يشمل صحة الأسرة