سودان فلم فاكتوري
“لنطير، يجب أن يكون لدينا مقاومة”
مايا لين
لقد كان الفن دائماً شكلاً من أشكال المقاومة التي تستخدمها الجماعات المختلفة لعرض قضاياها بطرق مبدعة و محركة للأحاسيس، تهدف إلى جذب الإنتباه وتؤدي إلى النقاشات. الساحة الفنية السودانية تعج الآن الآن بمعارض الفن المستقلة، و فعاليات متكررة، و الزيارات المستمرة للفنانين العالميين للمراكز الثقافية الأوروبية، و ظهور الفنانين الشباب على مواقع التواصل الإجتماعية بشكل قوي و فعال..
إن مهرجان السودان للسينما المستقلة لا يزال يافعاً، ومع ذلك فقد أخذ و يواصل إتخاذ خطوات واثقة في قيادة الطريق نحو إبراز السينما وصناعة الأفلام في صدارة المشهد الثقافي في السودان. بدأ المهرجان كمشروع سودان فيلم فاكتوري، ولكن سرعان ما تحول لمساهمة كبيرة في مجتمع و شبكة السينما بتعزيز المعرفة والتبادل الثقافي. أصبح المهرجان إضافة مهمة لإقتصاد و صورة السودان العامة. مع مرور سنتين فقط للمهرجان تم التصويت على أنه أحد أفضل 20 مشروعاً في أفريقيا، مما تسبب في موجة إلهام لعدة حركات ومبادرات ثقافية و بث روح التحفيز و الإنشاء.
يبني المهرجان قيمة ثقافية معينة كل عام، فكان المهرجان الأول الذي عُقد في عام 2014 يركز على أفريقيا، فقام بإثراء المحتوى الأفريقي في الثقافة السودانية عبر الطريق السينمائي. في السنة الثانية، أبرز المهرجان قيمة إقامة الجسور بين الثقافات وإستقدام أشخاص مختلفين من زوايا مختلفة من الأرض. فتح المهرجان نوافذ على السينما الإيطالية لتسليط الضوء على الثقافة الإيطالية الفريدة من نوعها، بإعتبارها دولة أوروبية تُطل على البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، مع ليبيا والجزائر ومصر تبعد مجرد مرمى حجر. تم إستكشاف السينما السويسرية أيضاً، بثقافاتها و لغاتها المختلفة.
Balmy Alley mural in San Francisco
هذا العام سيقام المهرجان تحت شعار"المقاومة الثقافية"كمصدر إلهام للمهرجان في سياق معاناة الشعوب المختلفة في العالم من الإرهاب، والعولمة، وتعميم وفقدان الهوية، والإعتداءات المتكررة على حق الشعب في العيش في بيئة آمنة وحياة سلمية في كل ركن من أركان العالم. و يعبر عن الفلسطينيين الذين ما زالوا يتمسكون بهويتهم رغم عقود من الإحتلال والقهر. و عن الهنود الأصليين الذين سرقت أرضهم ولكنهم لازالوا محافظين على ثقافتهم وممارساتهم وإيمانهم رغم كل الصعاب. عن النساء اللواتي يناضلن و يحصلن على حقهن في التعليم والسيطرة على أجسادهن و مستقبلهن. و عن الغجر في جميع أنحاء العالم الذين يقاومون النزوح و الدمج. بل و حتى عن المرضى المصابين بأمراض صعبة و يصرون أن يخوضوا معركة يعرفون من الخاسر فيها، ولكنهم يقاومون على أي حال. المقاومة الثقافية تتمحور حول كل شيء حي على وجه الأرض إن نجح وإستمر في مقاومة التغيير الثقافي بطريقة غير عنيفة، دون أن يفقد شعور التعايش مع الآخرين.
الدورة الثالثة لمهرجان السودان للسينما المستقلة ستسلط الضوء على قيم المقاومة الثقافية كأحد الخطوط الإنسانية الرئيسية للدفاع في هذا الزمن. سيحاول المهرجان أن يعطي الشعب السوداني الثقة بالذات والإلهام والتمكين لفعل ما يريد رغم الصعاب.
يمكنكم متابعة أخبار المهرجان على تويتر..
صناع الأفلام شاركوا بأفلامكم هنا.