هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

"مافي كورونا ما تغشونا"

لا يوجد شيء يسمى بكورونا لا تخدعونا

"خايفة مالك ؟ لاقيتي صيني ؟"

لماذا انت خائفة ؟ هل قابلتي شخصا صينيا  ؟

"انا ما عيان عشان البس كمامة"

انا لست مريضا لارتدي الكمامة -كان هذا ما قاله رجل ردا على حارس فرع البنك عندما اشار اليه انه يحتاج لارتداء الكمامة للتمكن من الدخول

"يا مان دي ياها النزلة البتجينة مع تغير الفصول ديك"

يا صديقي هذه هي نفس الأنفلونزا الموسمية

على الرغم من ان فيروس كوفيد-19 كان حاضراً و منتشراً بشكل واضح، إلا أنه لا يزال هناك شعور بعدم التصديق و يمكنني أن أقول انه حتى الأشخاص الذين يأخذون الأمر على محمل الجد، يتم السخرية منهم. يصبح هذا الأمر أقل يوما بعد يوم ، ولكنه لا يزال يمثل مشكلة يجب التعامل معها من أجل سلامة وصحة المجتمع. وبقدر ما تتسم به هذه الملاحظات من خفة ، فإنها لا تزال تسبب انزعاجًا كبيرًا لأولئك المصابين أو الحذرين.

undefined

المصدر: Dispatchlive.com

يتجاهل المجتمع السوداني المرض. والطريقة التي تسير بها الأمور هي أنه من المفترض أن يشارك المرء في جوانب وطقوس معينة في المجتمع دون أن تعيقه أي محنة ومع ذلك، في حالة الأوبئة من المهم جدا التعرف على آثار هذه الطقوس على الصحة العامة. لا يزال الناس يذهبون إلى الجنازات (البكيات) حتى عندما يكون سبب الوفاة هو فيروس كوفيد-19. ويبدو أن جزءًا كبيرًا من المجتمع يعتقد أن العزلة مخصصة للأشخاص الذين يعانون من الأعراض وحدهم. و يمكن للمرء أن يخرج من منزله في أي ليلة ليشرب الشاي عند (ستات الاشاي) اللاتي يبعن الشاي، و يكون المكان مزدحم بالزبائن والشباب يلهون دون أي إجراء للوقاية. بقدر ما هو مرعب، فإنه لا يزال السؤال يُطرح  عما إذا كان المجتمع على دراية بأبعاد هذا الوباء أم لا، وإذا كانوا كذلك، فهل يتأقلمون؟

حتى الآن يعتبر فيروس كوفيد-19 على الارجح واحد من أكبر الأمراض المشكوك به في هذا القرن. الارتباك الذي يحيط به وحقيقة أننا الآن نستكشفه ونجربه ليس بالأمر الهين. فمن المقلق للغاية ان يتم اخبارك فجأة ان هناك بعض الفيروسات التي تحيط بك وتأثر على الجميع و تنتشر في غمضة عين. فالضغط الذي يجلبه هذا الفيروس، على الرغم من صغر حجمه، ضخم. يحتاج الناس إلى التكيّف مع هذا الوضع الجديد، و يجب عليهم ببساطة التأقلم من أجل الحفاظ على سلامتهم العقلية في هذه الأوقات العصيبة. ولكن يبدو أن الكثير اختاروا الإنكار كآلية لهم.

هناك شريحة كبيرة من السكان لا تتخذ التدابير الوقائية أو تلتزم باللوائح الحكومية. حتى أثناء الإغلاق، كنا تجد الناس يتجمعون كأنه مجرد يوم جمعة آخر. لديك أيضًا أولئك الذين يحاولون جعل هذا الوباء يبدو أقل تهديدًا مما هو عليه، مما يجعله بمثابة انتكاسة بسيطة أو مجرد علامة أخرى من علامات العصر. يقدم الناس جميع أنواع الإدعاءات حول هذا الفيروس من أجل تبريره بطريقة لا تزيد من إثارة القلق. أما الأشخاص الذين يسعلون أو يعطسون فسرعان ما يصرفون النظر لمن حولهم قائلين إنها إنفلونزا أو حتى التهاب الجيوب الأنفية. وهذا، بطبيعة الحال يمكن أن يجلب الكثير من الضرر للمجتمع بأكمله لأنه يساعد على نشر المرض بشكل أكبر. كما أنه يضر بالأفراد أنفسهم بالطريقة التي تجعلهم غير قادرين على التكيف مع الوضع، فهم  يبررون خوفهم منطقيًا، وعدم رغبتهم في اتخاذ الإجراءات الوقائية لإغلاق الباب أمام التكيف.

undefined

المصدر: Arabinitiativereform.com

يمكن أن يفعل الناس كل ذلك لتجنب وصمة العار. فمن الصعب جدًا تجنب تحميلك المسؤولية الشخصية في حالة الإصابة بالفيروس. طريقة الوقاية الأكثر ترويجًا هي نظافة اليدين وينبغي أن تبدو هذه الخطوة بسيطة بما فيه الكفاية، ولكن حتى هذا الإجراء ليس مضمونًا بنسبة 100٪. و هناك احتمال أن الاعتراف بأنهم مصابون بـ فيروس كوفيد-19 أو أن لديهم الأعراض قد يبدو وكأنهم يعترفون بأنهم مذنبين أو غير نظيفين. يتم وضع الكثير من ثقل الوقاية على عاتق المجتمع، وسيؤدي العبء الثقيل هذا بالتأكيد إلى جعل الناس يريدون الهروب منه.

بقدر ما قد يكون ذلك محبطًا للأشخاص الذين يحاولون القيام بدورهم في الحفاظ على أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم آمنة - ثق بي، فأنا أعرف - وبقدر ما قد يكون غير مريح لهم أن يشعروا بالخطر والسخرية، لا يزال هناك أمر بالغ الأهمية و هو عدم التمييز ضد الأشخاص الغير مؤمنين بالفيروس أو الذين لا يبدو أنهم يهتمون. يجب أن يظل هذا الإحباط مجرد إحباط. يجب ألا نميّز أبدًا ضد الأشخاص الذين ينكرون فيروس كوفيد-19 أو أعراضهم.

قد تسأل: "ماذا يفترض أن نفعل بعد ذلك؟ نحن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على سلامتنا جميعا بينما يعرضوننا جميعًا للخطر". هذا صحيح ولكن يجب أن نتذكر أنه لم يمض سوى عام واحد منذ أن أصبح هذا الفيروس شيئًا مقلقاً في العالم وأقل بكثير منذ أن أصبح شيئًا مقلقاً في السودان. يستغرق التكيف وقتًا، وإذا كان المرء مهتمًا حقًا، فيجب عليه اتخاذ الإجراءات الازمة للوقاية من الفيروس. ليس من خلال الوصم، وليس من خلال الإساءة اللفظية، ولكن من خلال الصبر. يتزايد عدد الأشخاص الذين يرتدون الأقنعة بشكل كبير. أولئك الذين يتحدثون عن تجربتهم مع فيروس كوفيد-19 هم كثر الآن. دعونا لا نغلق الباب في وجوههم ونشجعهم على طول الطريق. يجب أن نقود بالقدوة، ونواجه الادعاءات الكاذبة والمعلومات الخاطئة، ونظهر دعمنا لأولئك الذين يمرون به الآن أو مروا به مؤخرًا. هذه أوقات مخيفة، لذا دعونا لا نجعلها أكثر ترويعًا ولندعم لبعضها البعض.

undefined

المصدر: انترنيوز 


اية طارق

كشخص فضولي بشأن الحياة وداخل وخارج الذات ، تهدف آية إلى استكشاف كل ما يتعلق بالمجتمع والثقافة. تأمل آية في مشاركة كل اكتشافاتها مع العالم من خلال الكتابة.