هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

منذ ظهور وسائل الإعلام الاجتماعية وهيمنتها على حياتنا اليومية، شهدنا جوانب مختلفة من الطبيعة البشرية. لقد رأينا بشكل مباشر الإبداع والقدرة على التطور والتغيير ، ولكننا شهدنا أيضًا قدرتنا على استخدام هذه التقنيات لنشر السلبية وخطاب الكراهية. في عالم اليوم ، بغض النظر عن الطريقة التي تتم بها تنقية "التايم لاين"

لدينا ؛ لا يمكننا الهروب من جيوش التصيد و نشر الشائعات على الانترنت. الخبر السار هو أننا لم نستسلم لهذه الجيوش ، إحدى طرق المقاومة هي مبادرة

#DefyHateNow ؛ مبادرة عاجلة لبناء السلام المجتمعي تهدف إلى محاربة خطاب الكراهية عبر الإنترنت والتخفيف من التحريض على العنف غير المتصل بالإنترنت في

جنوب السودان. ولإهتمامي بهذه الرسالة تحمست للغاية عندما سمعت عن الفيلم القصير "Defy" الذي صنعوه كجزء من محاربة خطاب الكراهية من خلال الفن.

وفي يوم السبت 17 مارس 2018 ، في بيت التراث - الخرطوم ، كنت في الحضور لأول عرض للفيلم في الخرطوم.

يبدأ الفيلم بمشهد مذهل من جوبا ، يعرض لنا التفاصيل الصغيرة عن الحياة اليومية بعاطفتها وتناقضاتها، ونحن نرى زوجان يتشاجران في الشارع وجار يشعر بالملل مما قد يبدو مثيرا للغضب لأي شخص غريب. بعد ذلك تبدأ القصة ونتعرف على أبطالها، "سوفت وير" ، وهو شاب يعمل في مجال التسويق على وسائل التواصل الإجتماعي وصديقته "هدية" وكيف يتنقلون في عالم الانترنت وتقاطعه الخطير مع السياسة.

undefined

من اللحظات الأولى من الفيلم ، يمكنك ملاحظة جمال التصوير السينمائي. ويظهر لنا المخرج الجيلي حكيم الجيلى وفريقه جانبًا مختلفًا من جوبا نادرًا ما نراه. بينما لحظات الفوضى تعم بداية الفيلم ونهايته، لا يمكنك إلا أن تلاحظ دقة إلتقاط التفاصيل والأداء التمثيلي الرائع للمشاركين.

الفيلم لا يقدم حلولاً أو نهايات محددة ، تجد نفسك تسأل مليون سؤال مع نهايته، كما أنه يحكي القصة بطريقة إعلامية مختلفة عن ما إعتدناه في الأفلام الخيالية، ومع ذلك فإن الفيلم يحتوي على رسالة قوية ولا يخجل من سردها بطريقة واقعية.

الأمر الأكثر إثارة للفضول في هذا الفيلم هو أنه يفتح الباب أمام صانعي الأفلام والفنانين لمعالجة مواضيع أكثر ثراءً ، واستخدام منصاتهم لإستكشاف القصص الصعبة دون التضحية بالعنصر الفني. في نهاية عرض "Defy" ، وخلافا للأفلام الأخرى ؛ كان هناك شعور عام في القاعة أن هذه ليست سوى البداية.