هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة English

تعتبر النساء السودانيات لسن بغريبات عن عالم السينما سواء في الإخراج أو الإنتاج أو التمثيل. تشمل السينما السودانية الحديثة العديد من الأيقونات مثل سارة جاد الله جبارة بالإضافة إلى صانعات الأفلام الشابات والصاعدات مثل تغريد سنهوري، وإيلاف الكنزي، وماجدة نصر الدين، وعفراء سعد، وريم جعفر، ومهيرة سليمان، والعديد من الأخريات اللاتي صنعن أفلاماً حازت على جوائز عالمية و أفسحن المجال لصانعات الأفلام من بعدهن. إن مشاركة النساء في السينما يزيد من صلابة فهمنا للمواضيع التي يتم التطرق اليها من زاوية مختلفة عن الزاوية التي يسيطر عليها الرجال.

مروة زين مخرجة وحائزة على العديد من الجوائز وصاحبة فيلم "اوفسايد الخرطوم" الذي تصدر الأخبار في فبراير2019 بعدما تم اختياره للعرض في مهرجان برلين العالمي للأفلام التاسع والستين. حظي الفيلم باستحسان النقاد وذلك لأنه تطرق إلى موضوع غير معتاد مثل كرة القدم النسائية في السودان. اشتهر السودان بكونه مجتمع متحفظ تسوده قوانين الشريعة منذ قرابة 30 عام. إن مقدرة اللاعبات على الوجود والاستمرار في ظل هذه القوانين الصارمة المحددة تعتبر ظاهرة مثيرة للاهتمام.

بعض الأفلام السودانية الأخرى التي عرضت في مهرجان برلين تشمل: "القبة والمحطة" لمهدي مهدي، "لازالت تدور" لسليمان النور وثلاثة أفلام لإبراهيم شداد: "حفلة الصيد"، و "الاغتصاب"، والجمل". أما جوهرة التاج بين الأفلام السودانية في المهرجان لهذا العام كان "الحديث عن الأشجار" لصهيب قسم البارئ والذي فاز بجائزة قلاشوت للأفلام الوثائقية.

تمثلت رحلة مروة زين في البحث لإيجاد موضوع سينمائي واستكشافه والاستمرار في العمل فيه مدة خمس سنوات. في هذه المقابلة التقينا بمروة صانعة الأفلام والباحثة، تلك السيدة السودانية صاحبة الهويات والتساؤلات المتعددة عن التراث التي شكلت حياتها ومسيرتها المهنية.

undefinedundefinedSource: Marwa Zein

أندريا: أخبرينا قصتك؟

مروة زين: تبدأ قصتي قبل أن أولد حين أرسل والدي بالقطار من دنقلا إلى مصر ليكمل تعليمه ويمكث مع عمه، الذي كان يعمل ممرضاً في مصر. بعد أن أنهى دراسته سافر والدي إلى اليمن ثم إلى المملكة العربية السعودية ليعمل ويعيش هناك. ولدت في السعودية عام 1985 وكانت مسألة الهوية والانتماء دائماً جزء من حياتي. نشأتي في المملكة العربية السعودية في ظل الوهابية والبيئة المقيدة أعطتني اهتمام بالتنوع من حولي. و خاصة عندما كنا نسافر إلى مصر في الإجازات الصيفية، حيث كنت أرى الحياة بشكلها المختلف عن حياتي التي اعتدت عليها. كانت إجازتنا الصيفية في مصر مهمة حيث كننت اشتري كتبي من هناك واذهب إلى السينما على خلاف حياتي وأنشطتي في المملكة.

كنت أشعر بالاختلاف عن المكان الذي أوجد فيه سواء في مصر أو السعودية. كنت دائماً سودانية ولكنني لم أكن اعلم كيف لي أن أكون سودانية، فكل ما اعرفه كان مما أخبرني به الأخرون. كانت هويتي غير ملموسة فأمي هي نصف سودانية ونصف مصرية و أخذتني أنا وأختي إلى مصر كي ندرس هناك، وذلك لان أختي لم تستطع الالتحاق بجامعة في المملكة نسبة لقوانين الوافدين في ذلك الوقت. عندما انتقلنا إلى مصر أحسست بنقلة في حياتي في توجه المجتمع نحو التحفظ في الحياة العادية. كان لدي الكثير من التفاصيل الدقيقة التي تحدث من حولي وأردت أن أُعبر عن نفسي ولكن لم تكن لدي أي فكرة عن كيف افعل ذلك.

أندريا: كيف قادك الإحساس بالإختلاف إلى السينما؟

مروة زين: كنت مدركة تماماً بوضعي وكوني “أخرى" وكيف كان التميز موروثاً في تجربتي تحت ضغوطات من عائلتي. تمكنت من الحصول على وظيفة أثناء دراستي في المرحلة الثانوية وأعجبتني هذه التجربة. وبعدها التحقت بدراسة الهندسة الكيميائية لمدة 3 سنوات ولكن حلمي بدراسة الآداب لم يجد قبولاً لدى والدي. كنت أعمل أثناء دراستي للهندسة وذلك كي أوفر رسوم الالتحاق بالمعهد العالي للسينما كواحدة ضمن ستة أشخاص يتم اختيارهم من بين ستين ألف من المتقدمين.

تم اختياري بعد دراسة الأفلام والكتب والنظريات والنقد وبذل جهد جهيد وقد كانت معجزة بحق ولكنني إضطررت إلى إخفاء هذا الأمر عن والدي لمدة عام كامل. كان لابد من اختبار تجارب جديدة وأنا شاكرة للأساتذة الذين تفهموا شغفي واحتياجي للتعبير عن نفسي. كان لابد أن ادفع ثلاثمئة جنيه إسترليني وكان من المستحيل أن أتخيل امتلاكي لهذا المبلغ من المال في ذلك الوقت. لذلك كي أتمكن من الاستمرار في المعهد عملت الكثير من الأعمال في المبيعات والإدارة وخاصة بعدما توقف والدي عن دعمي وتخلوا عني عندما عرفوا بأنني انتقلت إلى الدراسة بالمعهد. كانت رحلتي إلى ذلك الحين يقويها إيماني بأنني سأجد مكان أفضل لنفسي وانجز أفضل ما لدي في النهاية. أنا شاكرة لكل من قابلتهم في الثلاثة والثلاثين سنة من حياتي حتى الأشخاص السيئون منهم، لان الجراح والآلام هما جزءان مهمان في رحلاتنا ولأنهما يبنيان عزيمتنا ويدفعاننا لكي نصبح أفضل حالاً.

أندريا: كيف كان حالك بعد التخرج؟

مروة زين: بعد تخرجي من المعهد عملت كمساعدة مخرج، فعملت مع العديد من المخرجين المبدعين مثل هالة جابر، وخيري بشارة، وداؤود عبد السيد. أثناء دراستي قمت بصناعة الأفلام و بدأت استقبل الدعوات لعرض أفلامي في مهرجانات عامية بعد إنتاج فيملي الثاني. كانت أول دعوة تلقيتها من مهرجان سينمائي في فرنسا لعرض فيلمي رندا الذي يحكي عن صانعة أفلام مصرية فلسطينية. بعدها أدركت أهمية السفر والأفاق التي يفتحها لي السفر كإنسانة وكصانعة أفلام.

undefinedSource: Marwa Zein 

أندريا: كيف بدأت العمل على فيلم اوفسايد الخرطوم؟

مروة زين: قمت بزيارة السودان أخيرا في العام 2009 بعد أن أنهيت دراستي و انتقلت إلى لبنان حيث عشت وعملت هنالك. قابلت العديد من اللاجئين السودانيين في مصر ولبنان، يعيشون ويعملون هنالك وينتظرون بأن يتم إعادة توطينهم إلى دول غربية. ذهبت إلى السودان عبر الأدب الكتابي وخاصة عبر الكاتبة ستيلا قيتانو. ذهبت إلى الجنوب، بالتحديد الجزء الذي يعرف الآن بجمهورية جنوب السودان.

سافرت إلى جنوب السودان وعملت كصحفية في زمن الانفصال عام 2010-2011. واجهت بعض المصاعب لكوني سودانية أتحدث بلهجة مصرية واضطررت للمغادرة في عام 2012. لم أكن أريد الذهاب على الإطلاق كنت أود أن ابدأ حياتي هناك. غادرت إلى القاهرة وكنت مشتتة ومحطمة وأخذت وقتا طويلاً كي أتعافى. تمكنت من الوقوف على قدماي والعمل وبديت أجني بعض المال. بعدها و في وقت لاحق في عام 2014 تلقيت دعوة كي أصنع فيلم مدته خمس دقائق عن النساء لاعبات كرة القدم في السودان. كنت قد تزوجت في تلك الفترة فإستشرت شريكي وكان مسانداً لي في قرار البدء في هذا المشروع.

كان من المفترض أن أقيم هناك مدة أسبوع ولكنني مكثت مدة ثلاثة أشهر في السودان. كانت المرة الأولى التي أزور فيها السودان وعدت بالكثير من الحزن والاكتئاب. لم أتمكن من التعبير عن شعوري وقتها. تم اعتقالي مرتين أثناء عملية التصوير وكنت خائفة جداً من مواجهة هذا الأمر، وعدت إلى القاهرة وأنا محطمة ومستنزفة. شعرت بأنني في حفرة وليس لدي أدنى فكرة عن كيفية الخروج منها، لأنه كان من المفترض أن ألعب دور المنتجة والمخرجة وأن أجد لنفسي كفالة إذا ما تم اعتقالي وأنهي مشروعي.

كان لابد من اتخاذ قرار حول هذا المشروع واخترت أن أواصل العمل الجاد حتى أتمكن من إنهاء هذا الفيلم. كانت بالفعل رحلة عميقة فيها الكثير من المرتكزات والناس الذين كان لديهم تأثير قوي على إنتاج هذا الفيلم. كان القرار بأن يصبح فيلماً وثائقياً، ولذلك كان لابد من أن نصبح مرنين ونتوقع الكثير من القصص بأن تنكشف عبر الناس والحياة والوجهة وغيره الكثير. كنتُ صبورةً جداً خلال أربع سنوات ترددت فيها بين السودان ومصر وفرنسا. لقد أصبحت مشردة أحمل حقيبتي ومعداتي وأتجول في محاولتي لإنهاء الفيلم. إن إنتاج فيلم في ظروف كهذه وعدم وجود جهة داعمة يمكن أن تسهل هذا العمل - من دون أن يطرحوا أجندتهم الخاصة- كانت رحلة صعبة. لقد اشتريت حريتي كي يخرج الفيلم صاف - بقدر الإمكان- في إطار قيمي وأخلاقياتي بعيداً عن التدخلات التي يجلبها الدعم المالي وشركات الإنتاج. لقد كان هذا الفيلم شخصيا بالنسبة لي، حتى و أنه يتحدث عن النساء في عالم كرة القدم إلا أنه يصفني.

أندريا: كيف كان الفيلم شخصيا بالنسبة لك؟

مروة زين: أذكر أنني إعتدت على لعب كرة القدم في مكة عندما كنت صغيرة. لقد جعلني هذا الفيلم ابحث عن السبب وراء تثبيط النساء في الرياضة. مما جعلني أقرأ في الدين والروحانيات والتأمل. درست التراث والتاريخ ولماذا نحن نعتبر من دول العالم الثالث بينما هنالك دول تعتبر من دول العالم الأول وهي في مرحلة مختلفة من التنمية والتطور. من خلال الحديث مع بطلات الفيلم رأيت التحديات التي تجلبها الرياضة إلى الفتيات بالإضافة إلى تحدياتهن مع أسرهن والمجتمع ككل. لقد شعرت بأن هذه التحديات لامستني و تحدياتي ومواقفي مع أسرتي ومجتمعي للدفاع عن معتقداتي وما أؤمن به.

لا يوجد فيلم من أفلامي لا اعتبره شخصياً. حتى ذلك الفيلم الذي أعددته لأجل المورد الثقافي عن فكرة الثقافة المصرية الأكثر احتواء. بالنسبة لي يمكن السؤال في لماذا استهلك طاقتي ومجهودي إن لم يكن المشروع يعني لي شيئاً شخصيا. إذا لم يحفزني المشروع نفسياً وروحياً فإنني لن أنفذه. ربما لا يبدو للكثير من الناس بان الخمس وسبعين دقيقة في الأصل تسعة وسبعون ساعة من التصوير التي نعيشها سوية. كنت أشعر بأن أي جلسة تصوير هي شخصية بالنسبة إلي، في مستوى أعمق مع كل مرحلة من مراحل الإنتاج.

أندريا: ما هو الدور الذي تلعبه الأفلام الوثائقية كهذا الفيلم؟

مروة زين: هذا الفيلم يوضح باننا تم استعمارنا من قبل أناس منا بعد زوال الاستعمار الأجنبي. كصناع أفلام فإن دورنا بان نمتلك قيم واضحة تخدم المجتمع وتفسح المجال للأجيال التي ستأتي من بعدنا. بدخولنا إلى منصات كبيرة مثل مهرجان برلين فإن هنالك مسؤولية تقع على عاتقنا بأن ننقل الحقيقة ونخوض معاركنا. إن إقليمنا يقبع في المشاكل وإذا ما تشجع أحدنا وتحدث فإنه في الغالب لن يستمع إليه أحد، ولذلك فإن دورنا يصبح أكثر أهمية وضخامة في تأثيره.

تاريخنا مكتوب باللغة الإنجليزية، فحتى تاريخنا الفرعوني القديم كتب بالإنجليزية أو الفرنسية. وحتى حاضرنا مستفز لأنه ليس بلغتنا في الكثير من الأحيان. لقد أخبرونا عن أنفسنا ولكن ينبغي علينا بأن نفحص تاريخنا بلغتنا وبطريقتنا وأن نسرد قصتنا بأنفسنا. الحقيقة هي أن تقسيم قارة إفريقيا في برلين قبل 130 عام تؤثر على حياتنا اليوم وحتى هذه اللحظة. يجب أن نفهم لماذا نلنا استقلالنا ومن ثم دخلنا في حرب أهلية بعدها سلسلة نزاعات مسلحة في أكثر من منطقة من مناطق السودان. ليس هذا بسبب الحكومة أو الحوكمة ولكن بسبب البيئة التي خلقتها القوة الاستعمارية، فقد دمرت سياسة فرق تسد إفريقيا وسرقتها.

كصانعة أفلام أريد أن امتلك الحق في التعبير عن نفسي لان من سبقوني لم يمتلكوا هذا الحق، فقد علقوا في حلقة مفرغة من العنف قبل الاستقلال وبعده. لا يعقل بأن يكون بلد كالسودان في هذه الوضع الاقتصادي والاجتماعي المريع والاضطرابات السياسية حتى اليوم. بالطبع هناك حرب عالمية علينا كي يتم إحباط قصتنا وإسكاتنا وجعلنا أتباعاً لأي وصف يتم إلصاقه علينا. أيما شخص منا يمتلك الصوت والأدوات فانه يتوجب عليه أن يرفع هذه القضية: لماذا نحن هنا وكيف وصل بنا الحال إلى هذه النقطة-أناس محطمون ونازحون في كافة أنحاء الأرض. لدينا الحق في معرفة الحقيقة الكاملة لأننا يتم منعنا بشكل متعمد عن معرفتها.

لقد تلقى الفيلم دعماً من مهرجان الأفلام الوثائقية العالمي في أمستردام وأرادوا تأخير العرض حتى نوفمبر، ولكن السيدات المشاركات كن على عجلة وأردن أن يتم عرضه بسرعة كي نرى التغيير يحدث بأسرع صورة ممكنة. خاصة وأن كأس العالم للكرة النسائية سيقام في فرنسا في صيف هذه السنة. لذلك كنت متحمسة لعرض قصصهن بأسرع ما يمكن في مهرجان ضخم كي يجد الزخم الذي يستحقه كي يدعم قصصهن ويخدم أهدافهن بعد أن يتم عرضه في المهرجان. كان مهرجان برلين المنصة القوية الأولى للعرض هذه السنة.

undefinedSource: Marwa Zein 

أندريا: لماذا يهتم المهرجان بالسودان؟

مروة زين: عندما يكون هنالك نقص في التفاعل المباشر مع الجمهور فإننا كصناع أفلام مستقلين نجذب الاهتمام عبر عرض أفلامنا في المهرجانات. إن فيلم " اوفسايد الخرطوم " عرض في أحد أرقى المهرجانات السينمائية في العالم. لقد قدم لي المهرجان فرصة للانفتاح على العالم بدون بذل الكثير من المجهود في الترويج وعرض الفيلم. أيضا يمثل المهرجان سوقا ومعرضاً، حيث يأتي زوار من المهرجانات الأخرى ليروا الأفلام القيمة التي يمكن أن يعرضوها في مهرجاناتهم.

لقد بات المهرجان مهتماً بالسودان في السنتين الأخيرتين عندما منحوا صهيب قسم البارئ الدعم المالي لكي يعمل على فيلمه. كان فيلم صهيب تحت الإعداد لمدة سبع سنين بينما اخذ فيلمي خمس سنوات من العمل. التقينا في فرنسا عندما كنا في مرحلة التعديلات والمعالجة. لم نكن نظن بأننا سننهي عملنا لذلك كان انتهائنا من الأفلام وعرضها في مهرجان برلين بمثابة المعجزة. كان قراراً جريئاً بأن يتم تسليط الضوء على السودان خاصة في ظروف الانتفاضة الحالية ولكنني سعيدة بأن هذا قد حدث. حضرت الجالية السودانية في برلين بصورة قوية هذا العام.

بالإضافة إلى ذلك، فإن للمهرجان تاريخ قوي في تسليط الضوء على الدول التي لا تحظى فيها السينما بنصيب كبير من العرض والإنتاج. السودان مكان تنتج فيه الأفلام ليتم الاحتفاء بها بعد مرور سنوات عديدة من إنتاجها. كان فيلم صهيب يحكي قصة أربع صناع أفلام سودانيين ويحكي تاريخ وتحديات السينما في السودان وبالطبع تطرق لتأثير النظام الحالي على السينما السودانية. أما بالنسبة لفيلمي لم يكن مدعوماً بواسطة المهرجان ولكنه كان نقلة حديثة لأمور مشابهة، وعُرض لأول مرة في مهرجان برلين.

أندريا: أخبرينا عن بعض التأملات والخواطر بعد وصولك إلى هذه المرحلة؟

مروة زين: صناعة الأفلام مجال متجدد باستمرار يتأثر بالزمن والظروف المحيطة. إذا أخذنا اوفسايد الخرطوم كمثال كان لابد من أن أدرك في البداية ما هو شغفي تجاه القصة. هل ستكون قصة خيالية أم وثائقية؟ ينبغي بأن يكون لدي شغف بالقصة عامة. إن الموسيقى التي اسمعها والكتب التي اقرأها والأشخاص الذين أتعامل معهم يشكلون عوامل عديدة في مرحلة الإبداع وتوليد الأفكار. حتى التأمل والبيئة و الصمت تعتبر عوامل مهمة جداً. كلما كانت علاقتي جيدة بالبيئة المحيطة بي زاد نجاح بحثي عن القصة التي سأعمل عليها.

أعتبر المرشدين والأقران وعائلتي من المبدعين من العوامل الأساسية في نجاحي كصانعة أفلام. تعتبر أختي الكبرى من هؤلاء الناس فهي تساعدني في اختيار أفضل عناوين الكتب في المواضيع التي اهتم بها. لا أحد يستطيع العمل لوحده لابد من وجود العديد من الأشخاص الذين نثق فيهم ويقدمون لنا الدعم. لماذا أدرس الماجستير في المانيا؟ افعل ذلك لأنني أريد أن أعود إلى السودان لأنني أدرك أهمية المرشدين وأود أن أكافئ الأشخاص اللذين دعموني وأرشدوني بأن افعل ذات الشيء لغيري.

الوقت عامل مهم وهو أيضاً وهم ولكنني كنت ولفترة طويلة أخذه كحقيقة واقعية مفروغ منها. لابد أن نزرع البذور ونعتني بها يومياً وباستمرار. بالطبع كانت هناك العديد من لحظات الضعف ولكنني كنت مصممة على الاستمرار. أيما بذرة نزرعها يمكنها أن تنمو إذا ما تمت تغذيتها. إن شجرة البامبو الصينية لا تنمو كثيراً في السنوات الخمس الأولى من حياتها ولكنها لاحقاً وفي ستة أسابيع قد يصل طولها إلى خمسين قدماً. كذلك الفن كلما ازداد نضجك ووعيك بالمشروع ازداد المشروع قيمة وتفرداً. إذا أردنا نتيجة مؤثرة لابد من العمل بجد والاجتهاد والصبر والمثابرة.

أندريا: ما هي خطط الفيلم المقبلة؟

مروة زين: في شهر مارس سيتم عرض الفيلم في مهرجان CPH DOX السينمائي - وهو واحد من أعرق المهرجانات الوثائقية في العالم في كوبنهاغن ، الدنمارك. في أبريل ، سيتم عرضه في سويسرا ثم في 5 مهرجانات سينمائية أخرى في أوروبا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.

و لكن أهم خطط هي العروض في السودان وجنوب السودان.

تابعوا " اوفسايد الخرطوم" على فيسبوك لمعرفة المزيد حول العروض المستقبلية.


أمنية شوكت

أمنية تحب الهواء الطلق و الطبيعة و كثرة الترحال و القراءة .تهتم بإيجاد الحلول التكنولوجية للمشاكل اليومية، وتسعى جاهدة لجمع الناس معاً لإبتكار مشاريع مليئة بالجمال و المغزى الإجتماعي. يمكنكم التواصل معها عبر تويتر OmniaShawkat@