هذا المقال متوفر أيضاُ باللغة: الإنجليزية

إنه وقت رائع للعيش في أوغندا! مع مجموعة من الموسيقيين الناشئين الذين ينتشرون في جميع أنحاء البلاد فإن هؤلاء الفنانين هم الذين يشكلون ثقافة الموسيقى ويضعون معايير الجودة والموسيقى والأصالة والثقافة للأجيال القادمة.


أحد مغيري قواعد هذه اللعبة هي برايس كواقالا كالانجي، والمعروفة باسم برايس لوف. وهي فنانة ذات أهمية خاصة لأنها تستخدم آلة الأودنغو في موسيقاها وعروضها. وهي آلة وترية تنتمي لشعب ألور في شمال غرب أوغندا، وهي قيثارة مقوسة بأبعاد مختلفة تتراوح من سبعة إلى عشرة أوتار أو أكثر.


الآلة مصنوعة من لوح خشبي مجوف ومغطى بقطعتين من الجلد منسوجين معًا في المنتصف. تعمل القطعة الجلدية العلوية بمثابة لوحة بموجه الصوت ويدعمها ضلع خشبي، وتعمل أيضًا كهيكل لتأمين الأوتار بموجه الصوت. يتم إدخال رقبة خشبية منحنية تحتوي على أوتاد ضبط لكل نغمة موجودة في نهاية جسم الآلة الموسيقية. تعمل الأوتار بشكل مائل من أوتاد الضبط في العنق إلى الضلع في وسط الجسم.


صورة للآلة الأودنغو. المصدر: https://www.artstation.com / بواسطة كينيدي أكامبوريرا


هذا الصوت هو الذي يميز موسيقى برايس ويضيف إليها صوتًا منعشاً. نظرًا لأنها تعزف بأناقة على أوتار آلتها الموسيقية المحبوبة على خشبة المسرح ، لا يسعك إلا أن تشعر بالهدوء والسكينة أثناء عزفها. إنها تجربة رائعة إذا سألتني.


سمعت لأول مرة عن برايس في عام 2013 عندما أقامت مع مجموعة من الفنانين الآخرين حفلاً موسيقيًا أطلق عليه اسم "Listen" في المسرح الوطني. في نفس العام، أقامت برايس أول حفل موسيقي لها في فندق كمبالا سيرينا بعنوان "September to Remember".


كان من بين الأشياء التي ميزت برايس أنها كانت تسعى للحصول على شهادة في الموسيقى من المعهد الأفريقي للموسيقى. ليس شيئًا عاديًا في الوقت الذي يدفع فيه الوالدان تكاليف التعليم الجامعي كان عليك متابعة درجة دراسية تعادل شيئًا ما، على سبيل المثال بكالوريوس في القانون أو الصحافة أو الطب. لا يسعني إلا أن أتساءل من كان والديها.


لم تكن برايس تدرس الموسيقى فحسب بل أطلقت أيضًا أول حفل موسيقي لها في أوائل العشرينات من عمرها. كانت موسيقاها فريدة للغاية، بدت غنية ومختلفة ولكنها مألوفة في نفس الوقت. حيث تحدثت بفخر عن من نحن وشجعتنا على أن نكون على سجيتنا. كل شيء عن هذا الألبوم كان يبعث على الإرتياح.


تشرفت بمقابلة وإجراء محادثة مع برايس لوف حول رحلتها الموسيقية وخططها المستقبلية. أليكم ماقالته.


أندريا: من هي برايس لوف؟

برايس لوف: اسمي برايس كواقالا كالانجي ولكني معروفة في الغالب باسم برايس لوف. لوف هو ترجمة لاسمي كواقالا إلى اللغة الإنجليزية. أنا موسيقية، زوجة، مسيحية مخلصة، مدرسة موسيقى ومدربة صوت. بشكل عام أنا عاشقة لله والموسيقى هي كل شئ بالنسبة لي.


أندريا: كيف بدأتي؟ وماهو نوع الموسيقى التي تصنعينها ولماذا؟

برايس لوف: أحب أن أعتقد أنني أصنع موسيقى للروح. الموسيقى التي تجلب الشفاء. أعرف كثيرًا عن موسيقى الجاز والموسيقى العالمية والموسيقى المسيحية المعاصرة، هذا هو السبب في أنني أشير إلى موسيقاي على أنها مليئة بالعاطفة. بدأت الغناء عندما كان عمري خمس سنوات. بدأت العزف على آلة الأودينغو (آلة وترية محلية) في حوالي سن 21 أو 22 عامًا. سجلت أغنيتي الأولى خلال إجازتي عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري. عندها بدأت في التعلم والنمو مع نضوج مهارتي وموهبتي.


برايس لوف أميرة الأودينغو. المصدر: سيدني كالانج

أندريا: ما الذي يلهمك لفعل ما تفعلينه؟

برايس لوف: أفعل ما أفعله لجلب الشفاء إلى الروح حيث أشعر أن هناك الكثير من الضوضاء في كل مكان. يخبرني العالم والناس بذلك فشعرت أنني بحاجة إلى إحضار نوع من الأصوات المهدئة التي من شأنها تهدئة الأعصاب، و الموسيقى التي تجعل الناس يستمعون ويغرقون في أفكارهم. أحب أيضًا كلمات الأغاني لأنها تتحدث معي كثيرًا. أنا متعمدة بشأن الكلمات التي أكتبها في موسيقاي.


.أندريا: أخبرينا قليلاً عن تعليمك.

برايس لوف: التحقت بمعهد إفريقيا للموسيقى حيث حصلت على دبلوم في الموسيقى لمدة عامين وبعد ذلك، حصلت على درجة البكالوريوس في نفس المجال لمدة ثلاث سنوات. في البداية، لم يكن والداي متحمسين تمامًا لاختياري بالطبع لأنه في ذلك الوقت حيث كان للموسيقيين سمعة سيئة. ومع ذلك، بعد بضعة أشهر غيروا رأيهم وقدموا لي دعمهم الكامل.


أندريا: ما هي نقاطك البارزة كفنانة؟

برايس لوف: أن أرى الناس يستمتعون بما أفعله لأنه قد مر وقت طويل. كلما رأيت أشخاصًا يغنون مع موسيقاي التي أعزفها أو كتبتها أو أغاني الأخرين التي غنيتها، فإن هذا يجعلني أتوهج. وأيضاً الموسيقى التي انتجتها بآلاتي الخاصة الأودينغو، التي يتحمس بسببها قلبي في كل مرة أعزف عليها.


برايس لوف تعلم مجموعة من الطلاب كيفية العزف على الأودينغو. المصدر: برايس لوف

أندريا: هل واجهتي أي تحديات؟

برايس لوف: كان هناك الكثير منها ولكن جميعها تدور حول شيء واحد؛ الجهل أو نقص المعرفة في مجال صناعة الموسيقى. في بداية رحلتي الموسيقية قمت بالعديد من الأشياء مجانًا. لم أكن أعرف كيف أتقاضى رسومًا من العملاء حيث لم يكن لدي أي معرفة في هذه الصناعة لذا انتهى بي الأمر إلى أن أوقع نفسي في الكثير من المتاعب. الآن أنا أكثر حكمة وأعتقد أنني أتخذ قرارات أفضل بناءً على المعرفة التي اكتسبتها. وممتنة للمدرسة ولفرص التعلم لأنه لم يعد هناك شيء غريب بالنسبة لي. لا يزال هناك الكثير لأتعلمه ولكنني بالتأكيد لست حيث بدأت.


 أندريا: كيف يبدو المستقبل بالنسبة لك؟

برايس لوف: أرى جيلاً يعبر بالأشياء التي علمتهم إياها، كما أنني أرى نفسي يعاد إنتاجها من جيل إلى جيل. أتخيل نفسي أقف على مسارح مختلفة حول العالم في جميع دول العالم حاملة رسالة الأمل والشفاء. وبالطبع أتوقع الحصول على الجوائز والتأثير في حياة الأخرين من خلال الموسيقى التي أصنعها. لا شيء يمنحني الإمتنان أكثر من معرفة أن كل هذا النضال كان يستحق العناء بالفعل.


أندريا: أي عروض وتعاونات جديرة بالذكر؟

برايس لوف: لقد تمكنت من العزف أمام رئيس أوغندا في مقر إقامة الرئيس في عام 2013 وقد أقمت عدد من العروض أثناء دراستي في كوريا في عام 2015. لقد كانت حفلتي الأولى أيضًا حفلًا لا يُنسى بالنسبة لي. لقد أتيحت لي أيضًا فرصة الأداء في إفطار يوم الصلاة الوطني عدة مرات. أشعر أن كل فرصة أحصل عليها للأداء لا تُنسى بالنسبة لي لأن هناك شيئًا يجعل كل واحدة مميزة.


لقد تعاونت مع جوقة أطفال إفريقيا في ألبومي الثاني بعنوان "أعتقد أنني أستطيع". لقد عملت مع المنتجين "والكر وا" و "وايك" في الأستوديو وفي حفلته الموسيقية الأخيرة The Mwana Weika Experience. لقد صنعت بعض الموسيقى أيضًا مع قانقاماقو (فنان أوغندي آخر) لأغنية تدعى "أنامبانقوزا".


 برايس لوف تؤدي على خشبة المسرح أثناء عزفها على الأودينغو. المصدر: المصورة مارتينا


أندريا: أخبرينا عن حفلتك التي اختتمت للتو وإحساسك إتجاهها؟

برايس لوف: أولاً وقبل كل شيء، أنظر إلى الوراء إلى أول حفل موسيقي أقمته في عام 2013. أنا سعيدة جدًا بحدوثه في ذلك الوقت لأنني تعلمت الكثير منذ ذلك الحين وحفلتي الموسيقية الأخيرة، لقد تراكمت لدي الكثير من المعرفة. أنظر إلى الوراء وأسأل نفسي ما الذي كان بإمكاني فعله بشكل أفضل، ولا أستطع تبديل تجربة التعلم تلك بأي شيء في العالم. بالنسبة لحفلتي الموسيقية الأخيرة في أغسطس 2022 "Price Love in Concert" أتيحت لي الفرصة للتعاون مع موسيقي آخر. كانت الفكرة من وراء ذلك هي جلب فنانين مختلفين يقومان بعمل أنواع مختلفة من الموسيقى ويجمعانها معًا، حتى يتعلموا ويصقلوا خبرات بعضهم البعض. لقد كانت تجربة تعليمية رائعة.


خاتمة


أكثر الآلات الموسيقية انتشارًا والأكثر عزفًا في إفريقيا هي الطبل والإكسيليفون والمبيرا والخشخيشات والهزازات. كان القوس الموسيقي ذو الوتر الواحد والذي تم عزفه في جميع أنحاء القارة، ولكنه الآن شبه مهجور، مسؤولاً عن جميع المقاييس الصوتية المستخدمة اليوم في الموسيقى الأفريقية.


لا تُستخدم الآلات الموسيقية في إفريقيا لصنع الموسيقى فحسب بل تُستخدم أيضًا للتواصل مع كل من الإنسان والروح وترجمة وبث التجارب والأحداث اليومية. الموسيقى الأفريقية الحديثة تتطور. تنقسم الفئات إلى نصفين، وتجذب المجموعات المتخصصة والفنانين متابعين أكبر ويأتي الزخم من الأماكن التي لا تتوقعها على الإطلاق.


فنانو الأداء المعاصرون- مثل برايس لوف واكتساب مهارتها في عزف الأودينغو واستخدامه بمهارة لإنتاج موسيقى، تمكنوا من بث الموسيقى الإفريقية عبر القارات. من خلال الرؤية والحماس اللذين تتمتع بهما برايس لوف ستحدث بالتأكيد تأثيرًا أكبر على المشهد الأفريقي والعالمي في غضون بضع سنوات ومن المشجع أن جيل الشباب مهتم أكثر الآن بتعلم كيفية العزف على الآلة الموسيقية.



شارلين كاسومبا

شارلين كاتبة ومغنية وكاتبة أغاني موهوبة تحب أن تصب قلبها على الورق وتروي القصص من خلال الكلمات والموسيقى.